عمرو وجدى يكتب: الأزمة السورية فى طريق مسدود

الجمعة، 28 فبراير 2014 12:01 ص
عمرو وجدى يكتب: الأزمة السورية فى طريق مسدود صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكاد أجزم أن معظم المشاركين- إن لم يكن كلهم- فى مؤتمر جنيف2 حول الأزمة السورية والتى بدأت أولى جلساته فى 22 يناير الماضى، كانوا على يقين بأن هذا المؤتمر سيفشل فى التوصل إلى تسوية أو ترضية لحل هذه الأزمة المشتعلة منذ 3 سنوات.

فقد أعلن الأخضر الإبراهيمى- المبعوث الأممى- عقب انتهاء الجولة الثانية من مؤتمر جنيف2 بين الحكومة السورية والمعارضة عن الوصول إلى طريق مسدود، وأن التوصل إلى اتفاق قريب بشأن وقف المعارك أو تشكيل هيئة للحكم الانتقالى بات أمر مستبعد.

أولى أسباب هذا الفشل الأول هو استبعاد بعض الأطراف الإقليمية المؤثرة فى الأزمة السورية من الحضور وعلى رأسها إيران، الحليف الإستراتيجى لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، والذى جرى استبعادها قبل بدأ المؤتمر بساعات نتيجة اعتراض وفد المعارضة السورية وعدد من الدول الكبرى على رأسهم الولايات المتحدة على وجودها.

ثانى الأسباب يتمثل فى عدم وجود أجندة واضحة أو برنامج محددة للتفاوض والمناقشة، فجاء المؤتمر مهلهلاَ فاقد لأى معنى، وكأنه تحول إلى ندوة كل شخص يقول فيها ما يحلو له وما يشاء، وقد ظهر هذا جليا عندما جاوز وزير الخارجية السورى وليد المعلم المدة المخصصة لكلمته وفشل الأمين العام للامم المتحدة بان كى مون فى اسكاته وتوقيفه.

ثالث الأسباب يكمن فى ضعف وفد المعارضة السورية برئاسة أحمد الجربا، فبدا الوفد فاقدا للقدرة على التأثير أو كسب التعاطف والتأييد والمساندة من جانب الوفود المشاركة، بالإضافة إلى عدم وقوفه على أرضية صلبة وعدم وجود أوراق للعبة يستطيع التفاوض بها مع وفد النظام برئاسة الدبلوماسى المخضرم وليد المعلم، وفى المقابل ظهر وفد النظام السورى قويا واثقا من نفسه، وكان هذا واضحا فى اعتراض الأخير على إدراج كلمة "التغيير" فى أى وثيقة رسمية أو غير رسمية، حتى لا تفسر على أنها تعنى ضمنيا تنحى بشار الأسد، ورفض أن يتحدث ألا فى مكافحة الإرهاب، خاصة أن الجميع يعلم جيدا أن نظام بشار الأسد لن يترك السلطة بسهولة، أو تسليمها إلى هيئة حكم انتقالية، وهو الأمل الذى كان يراود وفد المعارضة، فالهوة السياسية كانت واسعة بين الطرفين بشكل واضح.

رابع الأسباب تتمثل فى انقسام المعارضة السورية على ذاتها وغياب موقف موحد ورؤية مشتركة تتفق عليها كل فصائل المعارضة حول المشاركة فى المؤتمر وأجندته وملامح الحل السياسى.

وفى تقديرى كان من الأفضل أن يتم التفاوض أولا على نقاط توافق بين الطرفين وليس نقاط اختلاف، ولكن تعنت وفد المعارضة السورية ورفضها وقوة وصلابة وفد النظام أدى إلى ما آلت إليه الأمور.

وبعد وصول مؤتمر جنيف2 إلى طريق مسدود- وهو مثال حى آخر على فشل المجتع الدولى فى التعامل مع القضايا الحيوية- تبقى كل الخيارات مفتوحة لحل الأزمة السورية سواء بإحالة الملف إلى مجلس الأمن أو بعقد مفاوضات جديدة بصيغ جديدة، أو بشن عمل عسكرى تحت مظلة الأمم المتحدة وبقيادة أمريكية ضد النظام السورى، ولكن تبقى الحقيقة المؤكدة هى استمرار نزيف الدم والدمار، وتواصل المعاناة الإنسانية للشعب السورى الذى يدفع الثمن وحده، ويقع فريسة للمساومات الإقليمية والتحالفات والتوازنات الدولية.

فلا يكفى النجاح فى تقديم تسهيلات لإرسال المساعدات الإنسانية أو إجلاء المواطنين السوريين من المناطق المنكوبة فى حمص أو غيرها من المدن، فلابد من اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ المدنيين السوريين وحمايتهم من الأهوال التى يواجهونها يوميا سواء من نظام الأسد وميليشياته أو من الجماعات الإرهابية الموجودة داخل الأراضى السورية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة