يواصل "اليوم السابع" نشر التفاصيل الكاملة للتحقيقات التى باشرتها النيابة العامة، فى أحداث العنف بمنطقتى رمسيس ومسجد الفتح، ومحيط قسم شرطة الأزبكية بتاريخ 16 أغسطس 2013، التى تورط فيها تنظيم الإخوان المسلمين بعد يومين من فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، المعروفة بـ"أحداث جمعة الإرهاب".
بعد أن كشفت التحقيقات مع الـ504 متهمين المحالين للمحاكمة على ذمة القضية، عن المخطط الذى أعدته الجماعة لإيجاد أماكن جديدة للاعتصام فور أحداث الفض، ودور تحالف دعم الشرعية الذى أعلن حشد أنصار مرسى للتظاهر بميدان رمسيس، اعتراضًا على سياسات النظام الحالى، تكشف التحريات المقدمة من الأجهزة الأمنية كذب ادعاء الجماعة فى أن تظاهراتها تجمعات سلمية للاعتراض على الأحداث، وإنما دعوتها للتظاهر بميدان رمسيس كانت فى إطار مخطط نشر الفوضى المعد مسبقا.
التحريات التى قدمها قطاع الأمن الوطنى إلى نيابة غرب القاهرة الكلية التى أشرفت على التحقيقات، أكدت أن الجماعة أصدرت تكليفين لأنصارها بالتوجه إلى ميدان رمسيس فى مسيرات كبرى تخرج من مناطق مختلفة، وأن عناصر مسلحة تابعة للجماعة شاركت فى المسيرات محتمية بالمتظاهرين، وفور اعتلاء المظاهرات كوبرى 15 مايو ظهرت تلك العناصر للاعتداء على أهالى منطقة بولاق أبو العلا بالأسلحة الآلية لإحداث حالة من الفوضى وترويع المواطنين، وتسبب هجومهم على تلك المنطقة فى مقتل العشرات من السكان الذين أصابهم الرصاص فى شرفات المنازل.
وورد بالتحريات أن العناصر المسلحة انتشرت فى أرجاء شارعى رمسيس والجلاء، وتجمهرت بميدان رمسيس، وأعتلى بعضها مبنى المقاولون العرب، وتمركزت مجموعات أخرى أعلى كوبرى 6 أكتوبر، وقامت بإشعال النيران فى نهر الطريق، وتحطيم سيارات المواطنين، وبدأوا فى مهاجمة قسم شرطة الأزبكية بعد أن حاصروه من عدة اتجاهات.
وقامت العناصر المهاجمة لقسم شرطة الأزبكية بمحاولات لاقتحامه، بأن ألقت تجاهه العبوات الحارقة "المولوتوف"، والقنابل المفرقعة، والمسيلة للدموع، ثم أطلقت نيران أسلحتها الآلية بكثافة صوب قوات تأمين القسم، وأثناء اشتباكهم مع قوات الامن، كانت عناصر أخرى مدربة على القنص تهاجم أهالى منطقة السبتية بالأسلحة الآلية وقنابل المولوتوف، مما تسبب فى مقتل العشرات من المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن ممتلكاتهم من هجمات المسلحين.
وتبين من التحريات، أن الخدمات الأمنية بقسم شرطة الأزبكية بدأت فى الدفاع عن المنشأة الأمنية، بواسطة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والأسلحة المتوفرة لديهم، وذلك بعد نجاح عناصر الإخوان فى اقتحام نقطة مرور الأزبكية، ونقطة شرطة ميدان رمسيس، وإشعال النيران بسيارات الترحيلات الخاصة بالقسم.
وتوصلت إلى أن القياديين بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور صلاح سلطان "محبوس"، والدكتور سعد عمارة "هارب"، وكيل لجنة الشئون العربية والخارجية والآمن القومى بمجلس الشورى المنحل، كانا يديران الأحداث من خلف الكواليس داخل مسجد الفتح الذى اتخذوه غرفة عمليات لإصدار التعليمات إلى عناصرهم التى احتلت شارعى رمسيس والجلاء.
وواصلت عناصر الإخوان إطلاق النيران من الأسلحة النارية على رجال الشرطة، وأهالى المناطق المحيطة بقسم شرطة الأزبكية، فأثاروا الذعر والرعب بين المواطنين، وذلك لاستفزاز قوات الأمن وجرها للاشتباك معهم بالأسلحة، ودفع المواطنين إلى الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم.
وأثبتت تقارير الأمن الوطنى أن ما قامت به العناصر المسلحة كان تنفيذًا لمخطط يهدف إلى اصطناع مشاهد حية للاشتباكات، على أن تقوم بعض القنوات الفضائية الموالية للجماعة بنقلها عبر شاشتها للإيحاء للعالم الخارجى بوجود حرب أهلية فى مصر، وأن قوات الشرطة والجيش تقوم بقمع المواطنين وقتلهم على خلاف الحقيقة.
وفى تمام الساعة الرابعة من عصر يوم الجمعة الذى شهد الأحداث، رصدت كاميرات المتابعة الأمنية، والقنوات الفضائية التى هرعت إلى شارع رمسيس لنقل الاشتباكات، تواجدت عناصر ملثمة ترتدى ملابس سوداء تحمل البنادق الآلية، وتسير وسط المتظاهرين بميدان رمسيس.
ثم وصلت سيارات ملاكى من اتجاه منطقة "غمرة" إلى ميدان رمسيس وسط مسيرة من أعضاء الإخوان، التف حولها المتجمهرون بالميدان والمشاركين فى الأحداث، وتبين أن تلك السيارات كانت محملة بالأسلحة الآلية، وبنادق الخرطوش، جلبتها الجماعة لدعم مسلحيها الذين يتولون مهمة مهاجمة قسم الأزبكية، وتم توزيع تلك الأسلحة على العناصر المدربة لاستخدامها فى الاعتداءات المكلفين بها.
وعادت العناصر المسلحة للهجوم من جديد على قسم الشرطة وسط حماية المتظاهرين، الذين التفوا حولهم أسفل كوبرى 6 أكتوبر وأعلاه، وأشعلوا النيران فى عدد من سيارات المواطنين التى وجدوها فى شارعى رمسيس والجلاء، وألقوا زجاجات المولوتوف الحارقة على المحال التجارية، فأشعلوا النيران فيها، فضلاً عن تدميرهم لمرفق الإسعاف بميدان رمسيس وسياراته.
وقام المتظاهرون الذين حموا العناصر المسلحة بقطع شارعى رمسيس والجلاء وحركة المرور أعلى كوبرى أكتوبر، وأتلفوا أرضيات الأرصفة لبناء حوائط ومتاريس واستخدامها كحجارة فى الاشتباكات، كما قاموا بإشعال النيران فى عدد من المحال التجارية وسيارات الشرطة والمواطنين، وترتب على الأمر تلفيات بالمال العام والمال الخاص.
تحريات "الأمن الوطنى" حول أحداث جمعة الإرهاب برمسيس: عناصر مسلحة شاركت فى المسيرات واحتمت بالمتظاهرين وهاجمت قسم الأزبكية وقنصت الأهالى.. "صلاح سلطان" و"سعد عمارة" أدارا المشهد من داخل "مسجد الفتح"
الجمعة، 28 فبراير 2014 03:58 م