ردت الصين اليوم الجمعة، على انتقادات الولايات المتحدة الأمريكية وتصريحاتها غير المسئولة حول حالة حقوق الإنسان، وذلك من خلال تقرير خاص نشره مجلس الوزراء الصينى عن قضايا حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة.
وأشارت الصين إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتسم بعدم استبصار الحقيقة إضافة لتدخلها فى الشئون الداخلية للبلدان الأخرى، واصفة التقرير السنوى الذى أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها حول حقوق الإنسان مؤخرا هو تقرير معيب، داعية واشنطن أن تحجم عن توجيه اتهامات خاطئة للصين حول قضايا حقوق الإنسان لأنها تلحق الضرر بجهودهما الرامية إلى إقامة نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى.
من جانبه، أشار التقرير الذى أصدره مكتب الإعلام التابع لمجلس الوزراء الصينى حول سجل حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة فى عام 2013، ردا على التقارير الأمريكية، إلى إن هناك مشاكل خطيرة فى مجال حقوق الإنسان ما زالت موجودة فى الولايات المتحدة فى عام 2013، فيما تدهور الوضع فى العديد من المجالات.
وقال التقرير الصينى "متنكرة فى زى قاضى العالم لحقوق الإنسان، تشن حكومة الولايات المتحدة الهجمات التعسفية وتقوم بملاحظات غير مسئولة، حول وضع حقوق الإنسان فى نحو 200 دولة ومنطقة مرة أخرى فى تقاريرها التى صدرت مؤخرا، ومع ذلك، تختبئ الولايات المتحدة بحرص وتتجنب التطرق إلى مشاكلها الخاصة فى مجال حقوق الإنسان".
ووصف التقرير الصينى برنامج التجسس الأمريكى المعروف باسم "بريسم"، والذى تمارس من خلاله أعمال المراقبة على المدى الطويل والواسع فى الداخل والخارج، بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولى" وأنه "ينتهك بشكل خطير حقوق الإنسان، كما تواجه الولايات المتحدة أيضا العنف المسلح المستشرى، فوفقا للتقرير "فقد توفى فى عام 2013، 137 شخصا فى 30 عملية قتل جماعى، والتى تسببت بمقتل أربع ضحايا أو أكثر فى كل منها فى الولايات المتحدة".
ويستشهد التقرير الصينى أيضا بالأرقام ليبرهن على أن هجمات الطائرات بدون طيار التى قامت بها الولايات المتحدة بشكل متكرر فى دول من بينها باكستان واليمن تسببت فى سقوط خطير للضحايا من المدنيين، حيث نفذت الولايات المتحدة 376 هجوما بطائرات دون طيار فى باكستان منذ عام 2004، ما تسبب بمقتل أكثر من 926 مدنيا.
وأضاف تقرير مجلس الوزراء الصينى أن الولايات المتحدة ما تزال تواجه حالة العمالة الخطيرة مع وصول معدلات البطالة لديها إلى مستويات عالية"، حيث تصدرت معدلات البطالة للأسر المنخفضة الدخل 21%، مقابل ارتفاع عدد السكان بلا مأوى فى الولايات المتحدة بنسبة 16 فى المائة بين عام 2011 وعام 2013.
وقال التقرير"ما يزال هناك أيضا عدد كبير من الأطفال العاملين فى القطاع الزراعى فى الولايات المتحدة، وأن صحتهم البدنية والعقلية تعرضت للأذى بشكل خطير، وحتى الآن، ما تزال الولايات المتحدة إحدى الدول التى لم تصادق أو تشارك فى سلسلة من اتفاقيات الأمم المتحدة الأساسية المتعلقة بحقوق الإنسان، مثل العهد الدولى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة.
إلى ذلك، شنت وسائل الإعلام الصينية هجوما حادا على الولايات المتحدة، التى هاجمت فى تقاريرها ممارسات حقوق الإنسان فى سائر دول العالم لعام 2013 وأكثر من 200 دولة تقريبا بما فيها الصين وروسيا من بين العديد من البلدان الأخرى، بشأن "سجلات حقوق الإنسان السيئة لديهم، ووصفت التصرفات الأمريكية بالمسرحية الهزلية السياسية، وقالت إن الولايات المتحدة، بسجلها المعيب لحقوق الإنسان لا يمكنها أن تدعى المثالية والحكمة والديمقراطية التى تمكنها من الحكم على الآخرين.
وقالت وسائل الإعلام إن فضيحة إدوارد سنودن محلل المعلومات السابق لدى هيئة الأمن القومى الأمريكية والتى كشفت أن الحكومة الأمريكية التى تصور نفسها على أنها مدافع عن حقوق الإنسان اخترقت رسائل البريد الإلكترونى والهواتف المحمولة للمواطنين الأمريكيين وكذا قادة دول أخرى ومن بينهم حلفاؤها التقليديين تكشف الوجه الحقيقى لأمريكا.
وأشارت إلى المفارقة كون الولايات المتحدة الواعظ الثرثار بشأن حقوق الإنسان منذ أمد طويل لم ينضم إلى معاهدات الأمم المتحدة الرئيسية لحقوق الإنسان حول حماية حقوق الطفل والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة، وبهذه القائمة التى لا تنضب، تغض الولايات المتحدة النظر عن عيوبها الخاصة وتشير بأصابع الاتهام إلى البلدان الأخرى.
وأوضح الإعلام الصينى أنه عبر توجيه اتهامات إلى البلدان الأخرى، تأمل واشنطن فى تحويل انتباه العامة عن الأهوال الاقتصادية فى البلاد انطلاقا من إيمان أعمى ببريق عدلها الآخذ فى الانحسار، وعلاوة على ذلك، فإن مصداقية ونزاهة التقرير مشكوك فيهما بالفعل لأن الاتهامات ارتكزت فى الأساس على دليل زائف ومتحيز، حيث إنه ليس من الحكمة أن يحكم العم سام على أداء حقوق الإنسان لبلدان أخرى لديها ظروف وطنية مختلفة.
وأوضحت أنه باعتبار الصين دولة نامية، فإنها تمضى على مسار تحسين ممارسات حقوق الإنسان لديها بما فيها الارتقاء بمستوى معيشة الشعب وضخ استثمارات فى مشروعات ثقافية واقتصادية بالمناطق التى يقطنها أبناء الأقليات العرقية، حتى الولايات المتحدة نفسها اعترفت بذلك فى تقريرها الأخير، موضحة أن الصين أعربت على استعداد أيضا لبحث قضايا حقوق الإنسان مع الولايات المتحدة، بعدما وضعتا آليات للحوار من أجل تبادل الأفكار وتسوية الخلافات.
الصين تصدر تقريرا عن انتهاكات حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة
الجمعة، 28 فبراير 2014 12:56 م