أوكرانيا على طريق التقسيم بعد الإطاحة بـ "يانوكوفيتش".. مسلحون روس يسيطرون على المطار الرئيسى بإقليم القرم.. وبرلمان الإقليم يحدد 25 مايو موعدًا لاستفتاء الانفصال

تصاعدت، اليوم، أزمة انفصال إقليم القرم، ذاتى الحكم فى أوكرانيا، فبعد سيطرة مسلحين على المطار الرئيسى للإقليم، قرر برلمان جمهورية القرم، وهى جمهورية تابعة لجمهورية أوكرانيا، تنظيم استفتاء عام بشأن توسيع صلاحيات السلطة المحلية فى 25 مايو المقبل، وهو اليوم الذى حدده برلمان جمهورية أوكرانيا، الذى يسيطر عليه الآن معارضون سابقون، موعدًا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ويتعين على سكان شبه جزيرة القرم الذين سيأتون إلى مراكز الاقتراع فى هذا اليوم أن يردوا على هذا السؤال: هل تؤيدون تقرير مصير القرم ضمن أوكرانيا بنفسه؟ وإذا كان ردّ غالبية الناخبين بالإيجاب فسوف تستطيع السلطة المحلية أن تعلن القرم دولة مستقلة.

وأصدر برلمان القرم قرارًا آخر بشأن تعيين سيرجي أكسيونوف، رئيس حزب "الوحدة الروسية"، رئيسًا جديدًا لمجلس وزراء القرم، وقال أكسيونوف للصحفيين: "نعتبر فيكتور فيودوروفيتش يانوكوفيتش رئيسًا شرعيًا لأوكرانيا وسننفذ تعليماته".

وكان يانوكوفيتش غادر العاصمة الأوكرانية كييف، مخافة من الاعتداءات عليه من قبل المتطرفين، وتقدم إلى السلطات الروسية بطلب ضمانات أمنية، وقال مصدر روسى مسؤول إن السلطات الروسية استجابت لطلبه.

وكان شبه جزيرة القرم إقليمًا روسيًا حتى عام 1954 عندما قرر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف ضمّه إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية، وتقع القاعدة الرئيسية للقوات البحرية الروسية فى البحر الأسود فى شبه جزيرة القرم.

ميدانيًا، قالت مصادر عسكرية، إن مجندين روس يرتدون الخوذات والدروع، تدعمهم عربات نقل أفراد، سيطروا على محيط المطار العسكرى في سيفاستوبول بمنطقة القرم، ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصادر عسكرية فى المنطقة قولها إنهم توجهوا إلى مطار بلبيك العسكرى لمنع "الطائرات المقاتلة" من الهبوط.

وكان مسلحون، لم تحدد هويتهم، قد استولوا فى الساعات الأولى من اليوم الجمعة على مطار "سيمفروبول" فى شبه جزيرة القرم، التى تتمتع بالحكم الذاتي في أوكرانيا، حسب ما ذكرت وكالة "إنترفاكس- أوكرانيا"، وقالت الوكالة إن 50 مسلحًا بلباس عسكري استولوا على المطار، حيث احتشدت بعد ذلك جموع وهى تلوح بأعلام الأسطول الروسى فى البحر الأسود.

ونقلت عن شهود عيان قولهم إن هؤلاء الرجال وصلوا إلى المطار على متن 3 شاحنات لا تحمل أى لوحات تسجيل.

وفى حين يقوم هؤلاء المسلحون بدوريات فى الخارج، لا يزال المطار مفتوحًا فى هذه المنطقة التى تشهد توترات انفصالية.

ويتواجد إلى جانب المسلحين أيضًا مدنيون وهم ناشطون موالون للروس داخل المطار، ولكنهم لا يعرقلون سير الأعمال، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

واتهم وزير الداخلية فى أوكرانيا، أرسين أفاكوف، قوات عسكرية روسية بإغلاق مطار سيفاستوبول، ووصف أفاكوف هذه التطورات بأنها "غزو مسلح".

من جهته نفى قيادى بأسطول البحر الأسود مغادرة العسكريين الروس لأماكن مرابطتهم فى جمهورية القرم، وقال المصدر فى حديث لوكالة "نوفوستي: "العسكريون من أسطول البحر الأسود المرابط فى القرم لم يغادروا أماكنهم لا في سيفاستوبول ولا في فيودوسيا"، مشيرًا إلى أن كل تنقلات العسكريين والمعدات العسكرية تتم دائمًا حسب نظام معتمد ومتفق عليه.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن متحدث باسم أسطول البحر الأسود الروسى نفيه مشاركة عسكريين روس فى محاصرة مطار بيلبيك الواقع قرب مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، وقال الناطق إن وحدات أسطول البحر الأسود لم تتنقل إلى منطقة مطار بيلبيك ولم تشارك فى محاصرته.

جاء ذلك فيما قال المتحدث باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مساء أمس الخميس، إن الرئيس أوعز للحكومة لمواصلة الاتصالات مع الشركاء الأوكرانيين لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الطرفين، وأشار المتحدث دميتري بيسكوف إلى أن بوتين أمر كذلك بالتشاور مع الشركاء الدوليين، بما فى ذلك صندوق النقد الدولى ومجموعة الثمانى الكبرى، من أجل تقديم خطة إنقاذ لأوكرانيا، ودراسة مسألة تقديم المساعدات الإنسانية لسكان شبه جزيرة القرم تلبية لطلبات سلطاتها.

من جانبه، تعهد نائب الرئيس الأمريكي، جون بايدن، بدعم أمريكى كامل للحكومة الجديدة فى أوكرانيا، ونقل البيت الأبيض أن بايدن رحب بتشكيل حكومة جديدة فى أوكرانيا، خلال اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الأوكرانى أرسنى ياتسنيوك، لافتًا إلى أنها فرصة مهمة، ليس لإحلال السلام والاستقرار والوحدة فحسب، بل لاستعادة ثقة الشعب الأوكرانى فى كل المؤسسات الديمقراطية بالبلاد.