كرة القدم هى رحلة المتعة والعذاب والانضباط بالنسبة للاعبيها المحترفين الذين ينزل الغروب عليهم قبل أرباب المهن الأخرى، تنزل وهم يعبرون الثلاثين من عمرهم، تشيخ عضلات أقدامهم قبل أن يبيض شعرهم، قليلون منهم الذين احتفظوا بصورتهم عند الجمهور لآخر لحظة، منهم وائل جمعة الذى أعلن انسحابه كلاعب مع نهاية الموسم الجارى، ربما كان اعتزال بركات وأبو تريكة هو الذى عجل بالقرار، لأنه كان معهما يعبر عن جيل كامل، هو يشعر مثل الجميع أنه لم يستمتع باللعب منذ 2010، ومع هذا حصل مع الأهلى على بطولتين قاريتين فى غياب الدورى والجمهور والأخلاق.
منذ 2001 ووائل فى القلب، قلب دفاع الأهلى ومصر، له هيبة المدافع عن الحق، كتب اسمه فى سجلات كرة القدم المصرية طوال ثلاثة عشر عاما، سبع بطولات دورى، وست دورى أبطال أفريقيا مع الأهلى، لعب مع المنتخب 113 مباراة، وكان وجوده ضروريا طوال الوقت، وكان ضمن التشكيلة النموذجية للبطولات الثلاث الأفريقية التى انتزعتها مصر، ملامحه الريفية التى تعرف صاحبها بطريقة أو بأخرى مع عينيه الملونتين جعلت ملامحه محببة ومطمئنة، يبدو متجهما وعنيفا ولكنه لم يتهم بإيذاء أحد فى الملعب أو خارجه، فى السنوات الأخيرة رشد طاقته وحاول من وراء قلبه أن يقنع الآخرين أن وائل بتاع زمان رجع، الذى أبطل سحر نجوم أفريقيا سنوات طويلة، لا أحد يستطيع معاندة الزمن، كان يغضب من النقد وهو يعرف أن الجمهور على صواب، الجميع أحب المحلاوى العنيد «39 عاما»، وبكاؤه كان مؤثرا وصادقا.. مثل وائل الذى سنفتقده فى الملاعب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة