ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية أن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، وقوات حلف شمال الأطلسى "ناتو" من أفغانستان ليس الخيار الأفضل للغرب، والناتو، ولا يعكس رغبة حقيقية لهم، وذلك على الرغم من التصريحات الكثيرة التى تصب فى اتجاه هذا الانسحاب، بعد استمرار عزوف الرئيس الأفغانى حامد كرزاى، عن توقيع اتفاق أمنى ثنائى مع الولايات المتحدة يسمح ببقاء قواتها فى البلاد بعد نهاية العام الحالى 2014.
وقالت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم، إن"من يستمع لتصريحات كبار المسئولين عن الدفاع بدول حلف الناتو خلال اجتماعهم فى بروكسل أمس الأربعاء، سوف يساوره اعتقاد بأن الولايات المتحدة، وبقية قوات التحالف العسكرى الدولى تحولت سريعا نحو الانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية العام 2014.
وأضافت أن هذه التصريحات من المسئولين بدول الناتو جاءت عقب إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بشكل مفاجىء أنه أصدر توجيهاته لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بوضع خطة لسحب القوات الأمريكية بالكامل، من أفغانستان، نظرا للرفض المستمر من الرئيس كرزاى التوقيع على الاتفاق الأمنى الثنائى، والذى يسمح للقوات الغربية بالبقاء بعد عام 2014.
ونقلت الصحيفة عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، آندرس فوج راسموسين، قوله: "كلنا نعرف الحقائق، إذا لم يتم توقيع الاتفاق الأمنى الثنائى بين الولايات المتحدة وأفغانستان، لن يكون هناك اتفاق بشأن وضع قوات الناتو فى أفغانستان. وإذا لم يكن هناك اتفاق، لن يكون هناك بقاء لقوات الناتو فى أفغانستان بعد عام 2014".
وقالت الصحيفة، "لكن مع كل هذا الحديث عن الانسحاب من أفغانستان، هناك رسالة أخرى يمكن قراءتها وربما تعكس بشكل أفضل ما يرغب الغرب فى أن يحدث حقيقة فى أفغانستان"، وأشارت الصحيفة إلى أن راسموسين بعث فى تصريحاته بهذه الرسالة الأخرى عندما قال "دعنى أشدد، (هذا الانسحاب الكامل من أفغانستان) ليس هو خيارنا الأفضل).
ونقلت الصحيفة عن محللين فى شئون الدفاع القول إن هذا التصريح من راسموسين يعكس حقيقة أن هذه المهلة الغربية للرئيس الأفغانى لا تبدو أنها سياسة للحلف بقدر ما تبدو ادعاء لا يعكس الواقع.
وأشارت الصحيفة إلى أن عددا قليلا من الأطراف المعنية- وليس من بينها البنتاجون- ترغب حقا فى الخروج من أفغانستان بعد 13 عاما من الحرب، التى راح ضحيتها ما يقرب من 3500 من جنود التحالف، وأغلبهم من الأمريكيين إلى جانب مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين الأفغان، فضلا عن إنفاق 700 مليار دولار.
وأوضحت الصحيفة أن سبب عدم رغبة الغرب فى الخروج بالكامل من أفغانستان يعزى إلى اعتقاد القادة العسكريين وخبراء السياسة بأن الحكومة الأفغانية بدون دعم القوات الغربية، واستمرار تدريب القوات الأمنية، ستزداد احتمالات سيطرة حركة "طالبان"، على مساحات كبيرة من البلاد، كما كان الوضع قبل أحداث11 سبتمبر 2011.
وأفادت الصحيفة بأن هناك مخططين أمريكيين يعكفون على بحث ما قد يحدث إذا اضطرت الولايات المتحدة إلى سحب قواتها بشكل كامل ونهائى، وأن جزءا من هذا التخطيط، كما يقول مسئولون، يتضمن اللجوء إلى دول أخرى وربما فى وسط آسيا للبحث عن قواعد جوية للسماح لها بشن عمليات بطائرات بدون طيار فى المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل، ألمح إلى ذلك فى وقت سابق من الشهر الجارى عندما قال إن الجيش يحدث خططه باستمرار بشأن أماكن وضع قواعد الطائرات بدون طيار والأماكن التى تزداد فيها التهديدات والأماكن التى يوجد بها حلفاء على استعداد للتعاون. ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من المسئولين الأفغان بما فيهم المرشحون للرئاسة الأفغانية يريدون تواجد بعض القوات الأمريكية فى البلاد.
نيويورك تايمز: الانسحاب الكامل من أفغانستان ليس الخيار الأفضل للغرب
الخميس، 27 فبراير 2014 12:45 م