حالة من الاستياء الشديد تسيطر على العديد من الأدباء والمثقفين، بعدما عبروا عن فرحتهم صباح اليوم، الخميس، بعد لقاء المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الجديد، بالدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، كمرشح لتولى حقيبة وزارة الثقافة، وذلك بعدما استجاب "محلب" لصوت المثقفين ورفضهم القاطع فى أن يكون وزير الثقافة من خارج الأسرة الثقافية، وذلك بسبب الإعلان عن اختيار الدكتور أسامة الغزالى حرب، كوزير للثقافة خلفًا للدكتور محمد صابر عرب.
ويرجع السبب فى استياء العديد من المثقفين، هو لقاء "محلب" بعدد من المرشحين الجدد لتولى هذا المنصب، فبعدما اعتذر الفنان محمد صبحى، عن المنصب لظروف خاصة، تبددت آمال المثقفين بعد سماع أنباء عن اختيار الكاتب سمير فريد، أيضًا كمرشح للوزارة، وهو الأمر الذى دفع العديد من المشاركين فى اعتصام وزارة الثقافة، أن يبحثوا فى أرشيف "فريد" وتذكر مواقفه معهم أيام اعتصام صد وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز، فى عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر، متمثلاً فى الرئيس المعزول محمد مرسى، والذى أسقطته ثورة الثلاثين من يونيو 2013.
من بين هذه المواقف، هو ما قاله سمير فريد فى مقال له بعنوان "من هنا وهناك" والذى يهاجم فيه الاعتصام: الثورة من أجل التغيير، وليست لتعطيل العمل فى مؤسسات الدولة، وليس هناك أى فرق بين حصار المحكمة الدستورية أو حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وبين حصار مكتب وزير الثقافة ومكتب أى وزير أو أى مسئول فى الدولة.
وهو الأمر الذى دفع المخرج الكبير الدكتور مجدى أحمد أن يكتب مقالاً بعنوان "الحكاية مش كده يا عم سمير": قال الأستاذ سمير فريد - دون أن يرمش له جفن - إنه لا يرى فرقاً بين اعتصام المثقفين المصريين داخل مبنى وزارة الثقافة، احتجاجاً على تعيين وزير يعبر عن جماعة فاشية لا تهدف سوى لضرب الثقافة الوطنية، وبين حصار جحافل من الغوغاء مدينة الإنتاج الإعلامى، بهدف إهانة الإعلام المستقل وإرهابه، ومنعه من ممارسة عمله، أو حصار جحافل معادية للقانون والعدالة للمحكمة الدستورية، لمنعها من إصدار أحكام قضائية حاسمة، تهدف إلى وقف تزوير إرادة الشعب واغتصاب السلطة فى مؤامرة تساندها أطراف محلية ودولية، يرى الأستاذ سمير أن كل هذه الأفعال تشترك فى فعل واحد هو منع «الشرعية» من ممارسة عملها بحرية، وهو رأى يعكس - مع كل احترامى للصديق العزيز - عزلته الكاملة عن الواقع، ولا أقول تعاليه عليه، فبعد أن تفضل علينا بالتوقيع على بيان ما قبل الاعتصام، ها هو ذو يعلمنا ضرورات الاعتصام وأماكنه المفضلة، فيقترح علينا دار الأوبرا أو النقابة، ولا ندرى أى نقابة يقصد - فليس هناك نقابة لكل المثقفين المصريين - ويقول متفكهاً إن الشعب المصرى اعتصم فى التحرير، ولم يعتصم فى «الاتحادية»، بصرف النظر عن أن مبارك لم يغادر إلى منفاه إلا بعد توجه المعتصمين إلى القصر الجمهورى، وبصرف النظر عن أن اعتصام الفنانين - الذى شرفه الأستاذ بإصدار كتاب عنه - كان فى نقابة السينمائيين، لأنه كان فى مواجهة نقيب السينمائيين لا فى مواجهة وزير ثقافة مصر.
وأضاف مجدى أحمد علي: لو راجع الأستاذ سمير مقاله لهاله التشابه الشديد بين خطابه وخطاب جماعة الإخوان والسلفيين الفاشية فى ضرورة إتاحة الفرصة للوزير المنتمى إلى حزب سلفى ينكر فى أدبياته كل أبجديات الوطنية المصرية، بل ويعتبر أن ثورة 25 يناير هى مؤامرة صهيونية ماسونية لوقف الثورة الإسلامية!!
كل ما سبق، دفع العديد ممن شاركوا فى اعتصام وزارة الثقافة لاسقاط حكم الإخوان عن مصر، أن يعبروا بشكل قاطع عن رفضهم الشديد لاختيار سمير فريد كوزير للثقافة، الذى وصفهم بأفعال الإخوان الفاشيين، وأبدى العديد منهم تأييدهم للدكتور أحمد مجاهد، الذى كان أول من اصطدم بالإخوان وسياستهم فى وزارة الثقافة، وأطاح به علاء عبد العزيز، وكان من الأسماء المطروحة بقوة ضمن المرشحين لتولى حقيبة الوزارة بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013، فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة