طلب رئيس البعثة الإيرانية فى «القاهرة» السيد «مجتبى أمانى» مقابلتى منذ أسابيع قليلة وتفضل بزيارتى فى مكتبى ومعه أحد مساعديه وكان الحديث مثمرًا وصريحًا خصوصًا وأننى لا أشغل أى منصب وأتحدث معه كمثقفٍ عربى مهموم بالعلاقات العربية الفارسية فى ماضيها وحاضرها ومستقبلها ولاسيما على ضوء التطورات الأخيرة فيما يتصل بالتهدئة بين «طهران» و«واشنطن» والتقارب بين «أنقرة» و«طهران» مؤخرًا بصورة توحى أن النظام الإقليمى الذى تغيرت ملامحه «بثورات الربيع العربى» يتغير أيضًا بالعلاقات مع دول الجوار العربى خصوصًا إذا وضعنا فى الاعتبار الدور «الإثيوبى» الذى لا يبدو بعيدًا عن ما يجرى فى «شمال أفريقيا» و«الشرق الأوسط».
ولقد شرح لى الدبلوماسى الإيرانى رغبة بلاده فى «التعايش المشترك» مع أشقائها العرب مؤكدًا أنهم إضافة إيجابية وليسوا خصمًا من إمكانات الكيان العربى الكبير، كما ناقشت مع السيد «مجتبى» المشكلات القائمة سواء مسألة «الجزر الإماراتية» أو «اضطرابات البحرين» أو «الدور الإيرانى فى لبنان» وعبر الرجل عن إمكانية التوصل إلى ما يرضى جميع الأطراف ويعتبر مكسبًا لكل منها، وعندما سألته عن تبرع الحكومة الإيرانية بمبلغ كبير لأحد المؤسسات اليهودية أجاب الرجل أن ذلك يأتى فى نطاق «رعاية الأقليات» فى بلاده ومنهم «اليهود» الممثلون فى البرلمان، واتفق رأينا معًا على أن الاستسلام للخلاف الشيعى السنى هو عملية تدمير متعمدة من جانب قوى خارجية، مؤكدًا أن نشر «التشيع» ليس من أهداف بلاده بدليل وجود أقلية «سنية إيرانية» لم تحاول الدولة هناك التدخل فى مذهبها أو السعى لتغييره.. كان لقاءً مثمرًا وحوارًا بناءً مهما اختلفت وجهات النظر أو تباينت الآراء.
د. مصطفى الفقى يكتب: زيارة كاشفة..ودبلوماسى إيرانى أكد لى رغبة بلاده فى التعايش المشترك مع جميع أشقائها العرب..وطهران ليس لديها رغبة فى نشر التشيع بالعالم
الخميس، 27 فبراير 2014 07:55 ص