المستشارة الألمانية: يجب علينا أن نجدد أوروبا باستمرار لمواكبة العصر

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الخميس إنه يجب علينا أن نجدد أوروبا باستمرار لمواكبة العصر، وفى خطابها التاريخى أمام البرلمان البريطانى، قالت ميركل "إن الآمال بشأن خطابها كبيرة جدا، "البعض يتوقع أن خطابى سيمهد الطريق لإجراءات إصلاح أساسى لأوروبا. والبعض يتوقع عكس ذلك. إنها لخيبة أمل بالنسبة لهم"، ويعتبر خطاب ميركل فى البرلمان البريطانى هو الأول لزعيم ألمانى منذ الخطاب الذى ألقاه الرئيس ريتشارد فون فايتسايكير فى عام 1986.

ودعت لبقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبى قائلة "نحن بحاجة إلى مملكة متحدة قوية مع صوت قوى داخل الاتحاد الأوروبى".

وأكدت المستشارة الألمانية على أنه "يجب علينا أن نجدد أوروبا باستمرار تماشيا مع العصر بحيث تستطيع أن تفى بوعدها فى السلام والحرية والرخاء للأجيال القادمة أيضا".

ونقلت المستشارة الألمانية المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل "لكى تتحسن يعنى أنك بحاجة لأن تتغير، ولكى تصل إلى الكمال يعنى أنه يجب عليك أن تتغير دائما"، مؤكدة على أن هذه الحاجة مهمة الآن كما كانت منذ عقود مضت، مشيرة إلى أن جميع الدول الـ28 الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى يعملون على تغيير أوروبا نحو الأفضل، وأضافت أنه على أوروبا معالجة أخطائها فيما بتعلق بحرية التنقل.

وقال إنه على الاتحاد الأوروبى الوقوف معا لتحقيق السلام والمساعدة على تسوية المنازعات، مما يعنى تعاونا أفضل بين الاتحاد الأوروبى والناتو. وأشارت إلى وجود 7 مليارات شخص فى العالم، بينما يعيش فى أوروبا 500 مليون شخص فقط، مؤكدة بأن العالم لا ينتظر أوروبا.

وأوضحت أن أوروبا تمتلك ربع اقتصاد العالم، إلا أن 90% من النمو فى المستقبل يأتى من خارج القارة، مما يعنى الحاجة إلى إزالة المزيد من الحواجز الموضوعة أمام التجارة والحد من الروتين الحكومى.

وأوضحت ميركل "نحتاج إلى اقامة نظام مالى سليم. ولندن لها أهمية كبيرة فى الأسواق المالية." "فقط أوروبا القوية والتنافسية ستكون قادرة على مواجهة الاتحاديات"، وأضافت أنه على أوروبا أن تكافح العنصرية وأن تقف معا من أجل السلام وسيادة القانون فى الدول المجاورة وفى شتى أنحاء العالم.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبى تم إنشاؤه بشكل عام لمنع الحروب فى المستقبل، وهو الهدف الذى يبدو لا علاقة له به الآن.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، أوضحت المسئولة الألمانية أنه على أوروبا دعم الشعب الأوكرانى، مشيرة إلى تجربتها الشخصية كمواطنة فى ألمانيا الشرقية، قائلة "أنا شاهدة على أن التغيير للأفضل أمر ممكن".

وأشادت ببريطانيا لوضعها ثقتها فى ألمانيا الديمقراطية بعد حربين عالميتين وبجنودها وعائلاتهم، قائلة "بريطانيا ليست بحاجة لإثبات التزامها تجاه أوروبا"، متساءلة ما الذى كان سيحدث لأوروبا إذا لم تدافع المملكة المتحدة عن الحرية، وفى بعض الأحيان وحدها؟

وقالت "إن كلا من بريطانيا وألمانيا ترغب فى الاستفادة من إمكانيات السوق الموحدة، وهى قصة نجاح أساسية لمستقبل أوروبا. نحن بحاجة إلى استغلال الاتحاد الأوروبى من أجل مصالحنا المشتركة".