قال الدكتور عماد فريد، أستاذ العمارة البيئية والتراثية، إن دور الدولة فى إنقاذ التراث المصرى من الضياع يكاد يكون منتهىيا عند نقطة الصفر ولا جدوى من استمرار مناداة الدولة بالالتفات إلى الكارثة الحضارية التى ستمر بها مصر خلال الأيام المقبلة بعد الإهمال المتعمد الذى تتعرض له الآثار المصرية والتراث المصرى بشكل عام.
ولفت فريد، خلال مشاركته باجتماع لجنة الآثار بـ"الأعلى للثقافة" مساء أمس الثلاثاء، إلى أهمية استقطاب القطاع الخاص ورجال الأعمال لعمل مشاريع تهتم بالتراث والمتاحف والأماكن الأثرية وتدر عليهم الأرباح وتستفيد الدولة فى المقابل على صعيدى الدخل والتنشيط السياسى.
وأشار فريد إلى عدم وعى الشعب المصرى بالأثر ولا بالتاريخ مستشهدا بحادثة شخصية حينما استقصى من أهالى السيدة زينب عن بيت السنارى الذى يقع على بعد خمسة منازل منهم ولم يتعرفوا على مكانه ولا أهميته، لافتا إلى ضرورة إشراك الشارع المصرى فى أنشطة وفاعليات توقظهم من حالة "الغيبوبة" المعرفية بالتاريخ على حد وصفه.
واتهم الدكتور أحمد الزيات، عضو اتحاد الأثريين العرب وعضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة لجنة تشييد المتحف الإسلامى وترميمه بالتسبب فى سهولة انهياره بسبب سوء الحالة الإنشائية التى كان عليها المبنى أثناء تشييده.
وأضاف الزيات أن لجنة الإنشاء والترميم شوهت باحة المتحف بالاستعانة بخبراء أجانب، ولم تجر اختبارات مياة التربة المشيد عليها المبنى واستخدمت كابلات كهربائية صغيفة لا تحتمل الطاقة الكهربائية حتى أن التكيييفات الباهظة الثمنة التى تم تركيبها بالمتحف لم يستطيعوا تشغيلها خوفا على المبنى من حدوث انفجار بالتيار الكهربى.
وأشار الزيات أن لجنة التشييد قالت بأنها أنفقت على شراء "فاترينا" عرض التحف النادرة عشرات الآلاف من الدولارات بزعم أنها ضد الرصاص والكسر واستيراد ألمانى، لكننا فوجئنا أن ذات الفاترينا الباهضة الثمن تفتت خلال الانفجار الذى شهده المتحف خلال الشهرين الماضيين.
وطالب الزيات بضرورة مراعاة شروط السلامة والأمان الأساسية فى إعادة بناء المتحف الإسلامى مرة أخرى وترميمه.