مصدرون سوريون يحاولون إحياء أعمالهم الاقتصادية فى دمشق

بعد مرور ثلاث سنوات على بدء الصراع فى سوريا، يريد بعض المصدرين الذين انتقلوا إلى البلدان المجاورة هربا من العنف العودة إلى بلدهم الآن.

ولا يتجاوز حجم الإنتاج فى سوريا الآن جزءًا يسيرًا مما كان عليه قبل الصراع، لكن التقدم الذى حققته قوات الرئيس بشار الأسد فى قتال المعارضة المسلحة على مدى العام الأخير، حسن الوضع الأمنى فى بعض المناطق لأصحاب المشروعات الذين يميل أغلبهم إلى جانب الحكومة.

وفضلا عن ذلك وجد بعض المستثمرين مثل أنطون بتنجانة الذى يعمل فى تصدير زيت الزيتون، أن نقل عملية الإنتاج عبر الحدود إلى لبنان ليس مجديا من الناحية المالية.

وقال بتنجانة الذى عين أخيرا عضوا فى اتحاد المصدرين السوريين إن الدولة تعرض برغم حالة الاضطراب مرافق وأراض بأسعار أرخص وشروط مغرية.

وقال بتنجانة لـ "رويترز" على هامش معرض للصناعات الغذائية فى دبى، حيث كان يعمل على تسويق المنتجات السورية، إن المرء لا يعرف قيمة ما عنده إلا حين يضيع من يديه.

وأضاف أن تشغيل أعماله من الخارج أكثر كلفة بكثير، وفى لبنان الذى انتقل إليه تكلفة الكهرباء والماء أكثر كثيرا مما كان يدفعه فى سوريا. وقال على سبيل المثال إن سعر المتر المربع من الأرض فى المجمعات الصناعية فى سوريا 16 دولارا فقط، ويمكن دفعها على فترة عشر سنوات، مع إتاحة استعمال كل المرافق وتوفير الطاقة الرخيصة.

وأودى الصراع بحياة ما يزيد على 130 ألف شخص منذ عام 2011، وتقول الأمم المتحدة إن 9.3 مليون شخص، أى قرابة نصف السكان يحتاجون إلى المساعدة. وأصبح سوء التغذية خطرا متزايدا على المدنيين فى سوريا، حيث يمنع القتال وحصار بعض المناطق السكان فى المحافظات الشرقية والبلدات الواقعة فى محيط دمشق من الحصول على الغذاء لأسابيع بل ولأشهر فى بعض الحالات.

ويبدو تسويق الصادرات الغذائية فى وقت تجد فيه سوريا صعوبة بالغة فى إطعام سكانها حلما أكثر منه واقعا، لكنه يعبر عن رغبة شديدة من جانب الأسر التى استثمرت كل حياتها فى نشاطها التجارى فى الحفاظ على استمراره.

ونقل بتنجانة - الذى يشارك فى عدد من أنشطة تجارة المواد الغذائية، إلى جانب تصدير زيت الزيتون - مكتبه إلى لبنان، لكنه قرر عدم إقامة مصنع هناك بعد أن درس إمكانية ذلك.

وتنقل بين بيروت ودمشق ما يزيد على عشر مرات فى الشهر الأخير، ويخطط الآن للعودة بشكل دائم لإدارة أعماله فى مجال زراعة الزيتون فى منطقة دمشق وعصره وتكرير الزيت فى مصنع بطرطوس على ساحل البحر المتوسط قرب الحدود اللبنانية.

وأفلتت طرطوس نسبيا من إضرار القتال، بينما تسير الحياة بشكل يسمح بالعمل فى دمشق وبعض الضواحى التى تسيطر عليها الحكومة، برغم عدم استقرار امدادات الكهرباء.

وكانت صناعة الملابس والصناعات الغذائية تولد قبل الصراع الجانب الأكبر من نشاط التصدير السورى، وكانت سوريا رابع أكبر مصدر فى العالم لزيت الزيتون، حيث كانت تنتج 250 ألف طن سنويا، وتصدر زهاء 50% من تلك الكمية.