"سوء تقدير للخطر الإرهابي خلال فترة حكم الترويكا" هكذا وصف الرئيس منصف المرزوقي، الوضع فى تونس فى السنوات الأخيرة، والتى نتج عنها تزايد وتيرة الإرهاب فى بلاده.
وأشار إلى أن ارتفاع معدل العمليات الإرهابية التى تتم بواسطة بعض أبناء تونس المغرور بهم _ على حد تعبيره _، ما يجعل قضية "العائدين من سوريا" مثار ارتباك للحكومة؛ لعدم القدرة على تحديد دقيق لعددهم، أو لأى جهة سيقصدون ويتحالفون، بعد انتشار العمليات الإرهابية فى الفترة الأخيرة واتساع الفجوة بين الحكومة التونسية وبين قوى المعارضة من جانب ومع الإسلاميين المتشددين من جانب آخر، الذين فشلوا فى إجراء تسوية مع حكومة الترويكا، خاصة بعد اشتعال غضب الجماعات السلفية ضد حكومة الترويكا التونسية بعد فض الشرطة لاجتماعاتهم ومنع تجمعهم، الأمر الذى دفع الرئيس منصف المرزوقي، للخروج والدفاع عن حكومة الترويكا التونسية ضد العمليات الإرهابية، واصفًا القائمين بها بأنهم شباب مغرر بهم يستخدمون لزعزعة الأمن الداخلى _ على حد تعبيره، مدافعًا عن الاتهامات الموجهة إليها بتوفير الأرضية المناسبة لنشاط الجماعات الدينية المتشددة، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة السابق علي العريض، يعتبر من الأشداء في مقاومة الإرهاب وأنه مَن كان وراء تصنيف جماعة أنصار الشريعة كتيار إرهابي.
وأكد أن مواجهة الإرهاب ليست مسألة أمنية فقط بل إنها تستدعي وضع خطة أو استراتيجية شاملة، نظرًا لتعقد الظاهرة وتعدد أسبابها، موضحًا أن القضاء على الإرهاب يتم عبر محاربة الفقر والجهل والتهميش والتخلّف الفكري والأيديولوجي والأرضية الحاضنة للإرهاب.
من جانب آخر، توعد وزير الداخلية بالحكومة التونسية، لطفي بن جدو، بملاحقة التونسيين العائدين من القتال في سوريا بما يناهز 400 شخص، وقال بن جدو، في تصريحات أوردتها وكالة تونس أفريقيا للأنباء، أمس الثلاثاء، إن نقص المعلومات يحول دون التعرف على جميع العائدين من سوريا، إلا أنه شدد على أنه "سيتم تحرير محضر ضد كل العائدين، وإحالتهم إلى العدالة".
وبحسب تقارير إعلامية فقد توجه مئات التونسيين، ممن يعتنقون الأفكار الجهادية للانضمام إلى صفوف مقاتلي المعارضة ضد القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأقرت السلطات التونسية، في وقت سابق العام الماضي، بتوجه العديد من الفتيات إلى سوريا، للمشاركة فيما يُسمى بـ"جهاد النكاح"، فيما فتحت تحقيقًا حول وجود شبكات تقوم بتجنيد الشبان التونسيين، وإرسالهم إلى سوريا.
وسبق أن أعلن أن الحرب على الإرهاب، لا تبرر أبدًا الاعتداء على حقوق الإنسان، وأن مهمة الدولة تكمن في الدفاع عن المواطنين مهما كانت توجهاتهم، وبالتالي ليس مهمتها منع ارتداء النقاب.
واعتبر المرزوقي، أن عام 2013 كانت من أخطر السنوات في تاريخ تونس المعاصر، "حيث كانت خلالها البلاد على قاب قوسين من الفوضى، وهذا لم يحدث بفضل ذكاء الشعب بعدم الاستجابة لدعوات الفوضى، وأيضًا بسبب الأمن الجمهوري وعقيدة الجيش الوطني وحياده، ونضج الطبقة السياسية ومنها النهضة التي سلمت الحكم طواعية".
ودعا الرئيس التونسي، الحكومة الجديدة، إلى ضرورة التسريع بإنجاز الانتخابات، وتمكين البلاد من بناء مؤسسات مستقرة، تكون قادرة على مجابهة الوضع الصعب الذي تمر به البلاد المتمثل في البطالة، وتعطل الإنتاج والدورة الاقتصادية.
عودة التونسيين المهاجرين لسوريا تشعل قلق الحكومة.. بن جدو يتوعدهم.. والمرزوقى يصفهم بالمغرر بهم وينفى عن نظامه تهمة العجز فى مواجهة الإرهاب
الأربعاء، 26 فبراير 2014 05:30 م