سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 26 فبراير.. 26 فبراير 1815.. نابليون يهرب من منفاه ويصيح فى جيش يطارده: "ها أنا فاقتلونى"

الأربعاء، 26 فبراير 2014 08:44 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 26 فبراير.. 26 فبراير 1815.. نابليون يهرب من منفاه ويصيح فى جيش يطارده: "ها أنا فاقتلونى" سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حياة نابليون بونابرت ثراء لحكايات صراعات السياسة فى فرنسا بعد قيام ثورتها الكبيرة عام 1789، وحروبه الكبيرة وتأثيره الطاغى على جنود جيشه، حكايات عن لوعته فى الحب والعشق، ودماء الفرنسيين التى كانت تسيل كل يوم فى صراع أجنحة الثورة الفرنسية، وصراع الثورة مع أنصار الملكية.

حكايات عن محاولات انتحاره، وقسوة نهاياته، وصرامة بداياته، فبعد مولده فى 15 أغسطس 1769، خضع لتربية صارمة من والدته لضبط جموحه، ولما أصبح منفيا فى جزيرة "سانت هيلانة" عاش سنواته الأخيرة ينتظر نهايته.

قبل منفاه الأخير، سبقه منفى "قصير" فى جزيرة "ألبا"، بعد إرغام بريطاينا والدول الحليفة لها على تنحيه يوم 11 أبريل 1814، لهزيمته ودخول جيوش الحلفاء إلى باريس، رفض الحلفاء التنازل عن العرش لصالح ابنه "نابليون الثانى"، فانصاع وتنازل عن العرش دون قيد أو شرط، قالوا له: "أنت العائق الوحيد فى وجه إحلال السلام فى أوربا، أنت لست مستعدا للتضحية، ليس مستعدا أن تبذلها لصالح فرنسا"، لم يقاوم الاتهامات، فهو المهزوم الذى لا طريق أمامه غير تجرع المر.

قرر الحلفاء نفيه إلى جزيرة "ألبا" فى البحر المتوسط، وأعطوه السيادة الكاملة عليها، قالوا له: "فلتبقى إمبراطورا كما كنت ولكن على هذه الجزيرة الصغيرة فقط"، كان ذلك قاسيا عليه، فبعد أن كان إمبراطور فرنسا وإيطاليا ومحرك الأحداث فى أوربا كلها، سيصبح إمبراطورا على جزيرة يسكنها 12 ألف فقط، كاد عقله يطير، أصيب بإحباط كبير، ابتلع قرصا ساما احتفظ به منذ أن كاد الروس يقبضون عليه أثناء انسحابه فى معركته السابقة ضدهم، لكن السم لم يؤثر لتحلل مفعوله بعد احتفاظه به لفترة طويلة.

هربت زوجته "مارى لويز" ابنة إمبراطور النمسا مع طفله إلى "فيينا"، فذهب إلى المنفى وحيدا، كانت "مارى" زوجته الثانية بعد تطليقه من "جوزفين" التى هجرته إلى عشيق آخر، فخطابات عشقه وغرامه من أماكن القتال إليها لم تؤثر فيها، كما لم تؤثر نجاحاته العسكرية التى جعلته إمبراطورا، وأدى تطليقه من "جوزفين" إلى أزمة مع الكنيسة أثناء زواجه من "مارى" عام 1810، حيث رفض 13 كاردينالا حضور حفل زفافه فأمر بسجنهم جميعا.

فى "ألبا" مارس "نابليون" حكمه الإمبراطورى، أظهر الجانب الآخر من حكمه، أنشا جيشا وأسطولا صغيرا خلال أشهر قليلة، طور مناجم الحديد، وطرق الزراعة فى الجزيرة وفق الأساليب الحديثة، فعل كل ذلك لكن كابده الشوق لزوجته وطفله الموجودين فى النمسا، فهرب من منفاه "ألبا" فى مثل هذا اليوم (26 فبراير 1815)، ووصل إلى باريس بعدها بيومين، فأطلق الملك "لويس الثامن عشر" جيشا للقبض عليه، فاقترب "نابليون" منه بمفرده، ونزل من حصانه صائحا: "ها أنا ذا، فلتقتلوا إمبراطوركم إذا شئتم" فصاح الجنود: "يحيا الإمبراطور" ثم ساروا وراءه نحو باريس ليدخلها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة