"أنا بحب السيسى.. وأتمنى يبقى رئيسى.. وقالها عبد الناصر.. الجيش هو وريثى" هكذا غنى أحد المنشدين المشاركين فى مولد الإمام الحسين، من أعلى إحدى المنصات المتواجدة بمحيط مسجد الإمام.
لم يكن تواجد اسم السيسى فى الإنشاد فقط، بل انتشر الكثير من الباعة الجائلين ببيع صور للمشير، وبطاقات له بجانب اللافتات التى حملت صوره، وتم تعليقها أمام المسجد.
ورفض المنشد الدينى محمود التهامى نجل الشيخ ياسين التهامى، أشهر المداحين فى مصر، إدخال آل البيت فى السياسة، قائلا "أخشى محاوله تسييس موالد آل البيت، وغير راض عن تلك المحاولات".
وأضاف التهامى لـ"ليوم السابع" أثناء مشاركته بالإنشاد فى فعاليات الاحتفال "الناس يلجأون لأضرحة أولياء الله هروبا من الضغوط السياسية والاقتصادية، متسائلا "كيف لنا أن نضع السياسة فى الشىء الذى يهرب الناس إليه منها؟".
وأوضح التهامى أنه سيطالب من خلال نقابة الإنشاد الدينى بمجرد تحويلها إلى نقابة مهنية، بمنع استخدام الـ"دى جى" فى الموالد، مشيرا إلى أن السبب فى انتشار هذه الظاهرة هو وجود خلل فى الثقافة والأخلاق".
وكان الآلاف من أبناء الطرق الصوفية ومحبى الإمام الحسين قد توافدوا من كافة محافظات مصر على مسجده بالقاهرة منذ أيام للاحتفال بذكرى مولده، رغم موجات العنف والإرهاب التى تشهدها البلاد، وقاموا بتزيين الضريح ومأذنة المسجد وواجهته والشوارع المحيطة به بالأنوار الملونة.
فيما قام عدد كبير بنصب خيامهم بمحيط الساحة الحسينية ونصب المنصات الخاصة للمنشدين الذين يرددون قصائد الصوفية، وشكلوا العديد من حلقات الذكر، والتفّ حولهم عدد من المارة.
وعلى جانب آخر انتشرت العديد من المقاهى الشعبية بمحيط المسجد، وعدد كبير من الباعة الجائلين من باعة المأكولات والمشروبات والملابس، واستغل أصحاب المقاهى المتواجدة أمام المسجد بدء الاحتفال بذكرى مولد الإمام، وقاموا برفع أسعار المشروبات وكذلك رفع أسعار حلوى المولد.
وفى الليلة الختامية لمولد سيد شباب أهل الجنة، مساء أمس الثلاثاء، شهدت منطقة الحسين ازدحامًا شديدًا من قبل المحتفلين الذين توافدوا من كافة أنحاء الجمهورية للمشاركة فى مولده الشريف.
واستغل سائقو الميكروباص بمنطقة العتبة الإقبال الشديد من قبل المواطنين وقاموا بزيادة أجرة نقلهم للحسين بنسبة 50%، كما وقعت العديد من المشادات بين عدد من الباعة الجائلين المتواجدين أمام الباب الأخضر، وبين المحتفلين، وذلك لتكدس المحتفلين أمام بضائعهم .
وقام عدد من أبناء الطرق الصوفية بتوزيع الأطعمة والمشروبات مجانًا على المتواجدين، فى حين شهدت المنطقة تكثيفًا أمنياً من قبل قوات الأمن، التى دفعت بعدد من سيارات الأمن المركزى ووضع العديد من الحواجز الحديدية، ونشر الكلاب البوليسية على جميع مداخل ومخارج الساحة الحسينية، وتواجدت أيضا عدد من سيارات الحماية المدنية والإسعاف .
وبدأت المنصة الرئيسية للشيخ "يس التهامى" المتواجدة أمام البوابة الرئيسية للمسجد فعاليتها فى تمام الساعة الحادية عشر مساءً بعد صعود الشيخ محمود التهامى أعلى المنصة، والتفّ حوله الآلاف من المشاركين فى الاحتفال لسماع المدائح النبوية.
كما شكل أبناء الطرق الصوفية العديد من حلقات الذكر وسط الساحة الحسينية خلف عشرات المنشدين الذين رددوا العديد من المدائح النبوية والقصائد الدينية، فيما احتفل عدد من أهالى منطقة الجمالية بإذاعة أغنية تسلم الأيادى وسط رقص وتصفيق.
وواصل المشاركون احتفالاتهم حتى فجر اليوم التالى، وأدى الآلاف منهم صلاة الفجر، داخل مسجد الحسين بالقاهرة، مرددين دعاء "اللهم احمى مصر"، فى حين انطلق المئات عقب انتهاء الصلاة بموكب منظم إلى ضريح الإمام الحسين، حاملين الشموع والورود، مرددين "نظرة يا سيدنا الحسين".
