"الموسكيت" الشجرة الحمقاء تهدد بتدمير البيئة المصرية.. تنتشر فى الأراضى الزراعية كالسرطان.. وتسببت فى تدمير مشاريع كبرى بالسودان.. اكتشفت فى سيناء والقاهرة الجديدة.. وخبراء يطالبون بسرعة القضاء عليها

الأربعاء، 26 فبراير 2014 01:52 ص
"الموسكيت" الشجرة الحمقاء تهدد بتدمير البيئة المصرية.. تنتشر فى الأراضى الزراعية كالسرطان.. وتسببت فى تدمير مشاريع كبرى بالسودان.. اكتشفت فى سيناء والقاهرة الجديدة.. وخبراء يطالبون بسرعة القضاء عليها الموسكيت شجرة تهدد بتدمير البيئة المصرية
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة خلال الفترة الماضية حالة من الطوارئ يحيطها السرية التامة للقضاء على مجموعة من أشجار "الموسكيت" التى تم رصدها فى محميات جنوب سيناء بالصدفة خلال سباق دراجات بشرم الشيخ، حيث تم اكتشافها على الطريق الدائرى لشرم الشيخ، ورغم أن الشجرة مجهولة المصدر إلا أنه تمت زراعتها بشكل منتظم وهو ما يضع علامات استفهام حول الجهة التى قامت باستيرادها وتقليمها وعمل شتلات منها وزراعتها بشكل منتظم على الطريق.

وأكد الدكتور وحيد سلامة رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى أن هناك أكثر من 211 نوعا من الحيوانات والنباتات الغازية للبيئة المصرية منها ورد النيل وإستاكوزا المياه العذبة والبروسيوبس وأخطرهم على البيئة المصرية شجرة الموسكيت التى تم رصدها بغزارة فى محمية علبة جنوب البحر الأحمر، وتم القضاء عليها بقطعها وحرقها بالتعاون مع السكان المحليين للمحمية.

وعن إجراءات منع دخول مثل هذه النباتات لمصر أكد سلامة أنها تخضع لرقابة وزارة الزراعة وإدارة الحجر الزراعى بالوزارة، خاصة أنه يمكن أن تدخل فى شكل بذور عادية ويتم زراعتها ثم تنتشر بكثافة، لأنها حين تجد بيئة منافسة تنتشر بشراهة، وكان من النتائج السيئة لانتشارها القضاء على مساحات واسعة من الأراضى الزراعية التى أصبح من المستحيل إعادة زراعتها مرة أخرى، ومن هنا تأتى أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم وصول بذورها، أو زراعتها فى الأراضى المصرية.

وأوضح الدكتور وحيد سلامة، أنه سيتم معاينة موقع تواجدها بالقاهرة الجديدة، وسيتم قطعها وحرقها للتخلص منها للحفاظ على البيئة المصرية، وحتى لا تتكرر مأساة السودان فى القضاء على الرقعة الزراعية فالموسكيت آفة كانت سبباً فى تدمير الكثير من المشاريع الزراعية فى السودان وآخرها مشروع حلفا الزراعى الذى رصدت له الحكومة الاتحادية مبلغاً ضخماً لتطهيره ونظافته من الموسكيت.

ولفت إلى أن الشجرة تتميز بمقاومتها للظروف المناخية الجافة، مما أكسبها صفات مميزة أدت إلى تكاثرها بصورة كبيرة فى أغلب المساحات الزراعية حتى صارت تشكل خطورة كبيرة على الرقعة الزراعية، مما جعلها تصنف من ضمن الأشجار غير المرغوب فيها خاصة فى المساحات المروية.


وفى سياق متصل كشف الدكتور محمد سالم، رئيس محميات جنوب سيناء لليوم السابع تفاصيل رصد مجموعة من أشجار الموسكيت فى جنوب سيناء، المعروف عنها سرعة الانتشار كالسرطان التى لا يماثلها فى خطورتها أى نبات آخر بل أى من عناصر التنوع الإيكولوجى.

وأكد أنها تشكل خطورة بالغة على البيئة المصرية، حيث إنها تتشعب بشكل عشوائى وتمتد جذورها فى الأرض لعمق يصل إلى 72 مترا تقريبا وبشكل أفقى لمساحات طويلة جدا تصل لمئات الكيلومترات، مشيرا إلى أنه تم إخطار المحافظة ووزارة وجهاز شئون البيئة، بالواقعة وخطورة وجود مثل هذه الشجرة على البيئة المصرية وتمت زيارة المنطقة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتمت مكافحة الأشجار بإزالتها، واجتثاثها من على الأرض وجمع بذورها من الأماكن المحيطة بها، ثم طحنها، وحرقها طبقاً للمعايير العالمية، حيث إن عمر الشجرة بسيناء لم يتجاوز 4 سنوات، ولذلك سهل قطعها,

وأشار إلى أن خطورتها فى أنها تبقى حية لأكثر من 20 سنة، ويمكن أن تنبت فى أى وقت مادم توافرت لها ظروف الإنبات الملائمة، مضيفا أنه أوشكت عملية تطهير أرض منطقة الطريق الدائرى الأوسط بشرم الشيخ منها على الانتهاء.

وأبدى سالم استغرابه لانتشار هذا النوع من الأشجار فى هذه المنطقة، متسائلا عن هوية من استقدم بذور هذه الشجرة الشريرة ليدمر بها البيئة المصرية؟ وهل الإجراءات الحالية كفيلة بكبح جماحها قبل أن تتغول، وتدمر كل شىء؟ مضيفا أنه خلال سفره لمسقط رأسه بالإسماعيلية رصدها على الطريق الدائرى بالقاهرة الجديدة بالقرب من ميراج سيتى، حيث انتشرت الشجرة بكثافة على سور الميراج بالقرب من محطة البنزين للمدخل الثانى للمنطقة، قائلا: سألناهم عن مصدر الشجر فكانت الإجابة نستورد أنواعا عديدة من أوروبا.

وعن طريقة مقاومة ومكافحة تلك الأشجار يقول الدكتور سالم: "من المعروف أنه على الرغم من إنفاق مليارات الدولارات على مكافحة أشجار الموسكيت فى الدول التى انتشرت فيها كأستراليا وجنوب إفريقيا والسودان وبعض أجزاء من اليمن، إلا أن تلك المكافحة فشلت لأنها بدأت فى مرحلة متأخرة جداً، ولأن تلك الأشجار إذا وصلت إلى أعماق وجود المياه الجوفية تستحيل معها المكافحة".



وعن شجرة الموسكيت، قال المهندس محمد عمر، تخصص النباتات البيئية والحدائق العامة بالقطامية، إن الاتحاد الدولى(IUCN) صنف هذه الشجرة كأخطر الكائنات الحية فى العالم فى حالة إدخالها لتزرع فى بيئات غير بيئاتها الأصلية، ونظرا لشراستها أطلق صناع السلاح اسمها على أخطر الصواريخ المدمرة، حيث إنه من بين أحدث اختراعات (ت ر و) التى تعرض فى سان بطرسبرغ صواريخ "موسكيت" المضادة للسفن باعتباره أخطر سلاح من هذا النوع.

ويتابع: فيما يلقبها خبراء الزراعة وعلماء البيئة بسرطان البيئة أو الشجرة الحمقاء وأن الوطن الأصلى لشجرة الموسكيت هو المكسيك، وهى شجرة دائمة الخضرة طول السنة، وأفرعها تنمو بطريقة عشوائية غير منتظمة، وذات أشواك حادة جدا وكثيفة للغاية، تحول حتى دون الاستفادة بها فى رعى الحيوانات المستأنسة، وتشبه فى شكلها بعض الأشجار البرية الموجودة فى سيناء، ومنها شجرة الأكاشيا، إلا أنها تختلف عنها، حيث أدخلت شجرة الموسكيت إلى السودان منذ زمن طويل بغرض تسوير المنشآت العامة (Hedges) واستخدمت لاحقاً عند استفحال الزحف الصحراوى للحد من زحف الكثبان الرملية فى مساحات زراعية كبيرة كانت قد تأثرت بها.

واستطرد عمر قائلا: إنه جريت تجارب الكفاءة الحيوية بهيئة البحوث الزراعية فى السودان، وتم تسجيل المبيد لمكافحة الحشائش فى قنوات الرى بالمشاريع المختلفة بتاريخ 1 / 5 /1982 م تحت الرقم PC – PPD – 360 وهو مبيد غير اختيارى وليس له أثر متبق على التربة، علماً بأن مبيدات الحشائش أقل سمية على الإنسان من مبيدات الحشرات، حيث يرش المزيج على أسفل ساق النبات بارتفاع 20 سم من سطح الأرض.

وأضاف المهندس عمرو أن هناك عينات كثيرة من الموسكيت، ولكن يوجد منها نحو عينتين فى البيئة الزراعية المروية بولاية النيل الأبيض هما:Africana Prosopis gulisora Prosopis وكان الغرض هو وقف الزحف الصحراوى الذى تأثرت به مساحات زراعية كبيرة حتى بلغ الأمر من الخطورة درجة أصبح من الصعب معها ممارسة الزراعة فى كثير من المشاريع الزراعية ونموها، اكتشفوا تسببها فى أضرار بيئية غير طبيعية بل تسبب أضرارا فادحة من الناحية الاقتصادية أيضاً، لأن جذورها تتوغل وتنتشر فى أعماق الأرض فى جميع الاتجاهات، ولمسافة تصل إلى70 متراً الأمر الذى يستحيل معه نزعها من باطن الأرض.

وأكد المهندس عمر أن هناك طريقتين لمكافحة الموسكيت، المكافحة الميكانيكية الخاصة بالقلع بواسطة الجرارات ذات الكتينة والمكافحة الكيميائية، ولكل منها طرق استخداماته المختلفة وتكلفته المالية خاصة أنه لا يوجد لها أى فائدة للزينة أو الطيور أو حتى للبذور والحل الوحيد لها هو قطع أشجار الموسكيت للمساعدة على التخلص منها فى المناطق المختلفة ثم حرقها وطحنها، ثم إعادة تشكيلها بواسطة مكابس بعد إضافة مادة القوار وبعض المواد الأخرى إلى المسحوق لتحويلها لفحم.

وأعاد المهندس عمر ظهورها فى جنوب سيناء وحلايب وشلاتين بكثافة أنها قد تنقل مع الحيوانات، خاصة الجمال التى تأتى من الجنوب، حيث إنهم يأكلون بذورها وتخرج مرة أخرى فى الروث فى مكان آخر فهى من النباتات الذكية التى تتأقلم فى البيئة وتوفر لنفسها البيئة الملائمة للنمو مرة أخرى، حتى بعد أكلها حيث لا تحتاج أكثر من قطرات للمطر وأى تربة سواء رملية أو طينية لتنمو بسرعة رهيبة فى فترة قليلة، ووجودها فى أى مكان بالبيئة المصرية يمثل كارثة الكوارث، ويحتاج لإجراءات حاسمة تُمكن من القضاء عليها، قبل أن تنتشر وتستفحل وتستحيل مقاومتها.

وعن تاريخ شجرة الموسكيت بمصر يقول أسامة فتح الله عبد الراضى محمد، باحث بيئى بمحميات علبة الطبيعية بالبحر الأحمر: هى نوع شجيرى بدأ فى الظهور والانتشار فى محمية جبل علبة فى جنوب شرق مصر ويعتبر واحدا من أسوأ الأنواع الغازية فى العالم لأنه له قدرة عالية على الانتشار ولتأثيره البيئى والاقتصادى ويطلق عليه شجرة الفقر والتناقض وهو واحد من أكثر من أربعين نوعا منتشرة بالعالم من هذا الجنس، وتلك المشكلة بدأت فى 1985 فى مصر، حيث بدأ فى النمو والانتشار فى منطقة حلايب القديمة بجنوب شرق مصر بواسطة السكان المليين بالمنطقة، خلال انتقالهم بين مصر والسودان، وتحت ضغط بعض الظروف السياسية والاجتماعية بدأ فى الانتشار إلى خارج منطقة حلايب القديمة عن طريق الحيوانات الرعوية المستأنسة وبالأخص الإبل، وخلال الفترة من 1988-1990 إدخال الموسكيت كنوع تشجيرى بمدينة حلايب القديمة، والتى كانت تخضع للإدارة السودانية على الحدود المصرية السودانية فى المنطقة المواجهة لجزيرة حلايب، وقد تم الاستعانة بهذا النوع فى أنشطة التشجير بالمدينة من قبل المجتمع المحلى المقيم بتلك المدينة خلال تلك الفترة، حيث انتشر داخل محيط المنازل والمدينة وداخل مستشفى حلايب القديمة (بناء على الاتصال مع السكان المحليين بالمحمية )

وأكد فتح الله أن الموسكيت ينتشر فى نطاق عمق عرضى من 0.5 إلى 23 كم بعرض المحمية باتجاه الغرب بعدا عن المنطقة الساحلية، وينتشر فى نطاق اتساع طولى بطول المحمية من 20 إلى ما يزيد على 150 كم باتجاه الشمال بعدا عن المنطقة الحدودية جنوبا ينتشر الموسكيت فى نطاق عمق عرضى من 0.5 إلى 23 كم بعرض المحمية باتجاه الغرب بعدا عن المنطقة الساحلية.

وتابع: يبدأ فى الانتشار على بعد 0.5 كم فى منطقة حلايب ومرسى شعب ثم يصل إلى منطقة السهل الصحراوى على بعد 23 كم فى ودى شعب وبعمق 18 كم داخل منطقة جبل علبة بوادى الشلال وينتشر المسكيت فى نطاق اتساع طولى بطول المحمية من من 20 إلى ما يزيد عن 150 كم باتجاه الشمال بعدا عن المنطقة الحدودية جنوبا حيث يبدأ من منطقة حلايب وصولا شعب شمالا ومدينة الشلاتين شمالا.

ويؤكد فتح الله أنه ينتشر الموسكيت بجنوب شرق مصر عن طريق نقل البذور بواسطة الحيوانات الرعوية وبالأخص (الإبل) التابعة لقبائل المنطقة، حيث إن كل ثمرة قرنية تحمل من 5-20 بذرة، ولذلك فإنه ينتشر بصورة كبيرة متناسبة مع الإنتاجية العالية للبذور وضغط الرعى العالى عليه، وطول الطرق بالمحمية ساهم فى زيادة انتشاره على جانب الطرق والمنطقة الساحلية، خاصة فى السهل الساحلى (منطقة حلايب – الساحل المقابل لجزيرة حلايب – شعب)، والسهل الصحراوى (وادى الشلال – إيكوان – سرارة )، والسباخات (مرسى شعب) ودورة حياتها تصل عمريا على الأقل 30 سنة، ويصل عمر ها أحيانا إلى 115 عاما، كما فى Brisbane Botanical Gardens وبالنسبة للمحمية تصل أقدم شجرة إلى ما يقرب من 20 عاما بمنطقة حلايب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة