اهتمت وسائل الإعلام الصينية الكبرى، مثل شبكة (شيناو)، وقناة (فينكس)، وموقع صحيفة جلوبال تايمز، بشكل كبير بخبر استقالة حكومة رئيس الوزراء حازم الببلاوى، التى تولت مهامها قبل سبعة أشهر، وسرعان ما أفردت تحليلات وتقارير عديدة للخبر، على الرغم من بزوغ أخبار أخرى، وتوترات فى بقاع من العالم، مثل أوكرانيا وفنزويلا والولايات المتحدة.
ويجمع الخبراء الصينيون، على أن الآمال المعقودة على الحكومة المصرية المقبلة كثيرة، والتحديات التى ستواجهها لا تزال كبيرة فى ضوء ضرورة إسراعها بالتصدى للحالة الأمنية والاقتصادية فى مصر، وتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، وتسوية المشكلات المعطلة عجلة الإنتاج، معبرين عن تمنياتهم بتشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على مجابهة الظروف الدقيقة التى تعيشها مصر.
وفسر الخبراء الصينيون، الذين يراقبون الوضع فى مصر عن كثب، استقالة الحكومة فى هذا التوقيت بأنه دليل على حرص القيادة المصرية على تهيئة ظروف مواتية لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، التى تشكل حلقة مفصلية حاسمة ومهمة فى اجتياز مصر للمرحلة الانتقالية الحالية، وبالتالى مواصلة التطبيق السلس والمنظم لخارطة طريق المستقبل، التى كان الاستفتاء على الدستور يومى 14 و15 يناير الماضى حجر الأساس لها.
وقال لى قو فو، الباحث فى معهد الصين للدراسات الدولية، إن الإعلان عن الاستقالة أمر متوقع، وليس مفاجئا كما وصفته بعض وسائل الإعلام الغربية، لافتا إلى أن الاستقالة ستسهم من ناحية فى تهدئة الأوضاع الداخلية على كل الأصعدة، وتحقيق تطلعات الشعب، وتبرهن من ناحية أخرى على إمساك القيادة المصرية بزمام الأمور، ومضيها على نحو سلس ومنظم فى تطبيق خارطة طريق المستقبل، التى أيدها الشعب.
وأيده فى الرأى ما شياو لين، الخبير الصينى فى شئون الشرق الأوسط، بقوله إنها تمثل بداية لإيجاد حلول جذرية للمشكلات التى تواجه الشارع، مضيفا أن قرار الاستقالة لن يترك تأثيرا على الحياة السياسية، ذلك لأن الحكومة المستقيلة كانت حكومة انتقالية مؤقتة، واجبها الرئيسى إدارة شئون البلاد قبل تشكيل حكومة رسمية، عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
وشدد تشو ون هوى، الباحث فى الشئون الدولية، والمحلل السياسى بقناة (فينكس) الصينية، على أن قبول الرئيس المؤقت عدلى منصور، لاستقالة الحكومة يصب فى صالح خارطة الطريق، التى يدل النجاح فى تحقيق استحقاقاتها الواحدة تلو الأخرى على أن مصر تتجه حاليا نحو الاستقرار السياسى، بعدما عانت حالة من الاضطرابات وعدم اليقين.
وقال "لى"، أن استقالة الببلاوى جاءت لتهيئة الظروف للانتخابات الرئاسية وكذا البرلمانية، التى تعبر بعدها مصر المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن الاستقالة ربما تمهد الطريق وتسهم فى تهيئة الظروف لإعلان المشير عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ترشحه لرئاسة الجمهورية، الذى يتوقع أن يحدث قريبا.
فيما قال المحلل السياسى، ما شياو لين، إنه رغم قصر مدة الحكومة الجديدة التى ستقدم استقالتها مباشرة عقب الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه من المأمول أن تواصل عملها إذا ما حققت نتائج ملموسة على أرض الواقع، وحظيت بثقة الشعب والرئيس والبرلمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة