نعيش منذ ثورة 25 يناير المجيدة أجواء مشحونة فى بلدنا الجميلة مصر، وأثناء الثلاثة سنوات الماضية، لُوحظ القاء اللوم من جانب البعض على الثورة، وما أعقبها من سقوط لنظام الرئيس الاسبق مبارك، ولكن فى الحقيقة المتهم الأول فى توتر الأوضاع فى البلاد منذ الثورة المجيدة وحتى الآن، هى "الفهم الخاطئ للحرية"، لقد كانت المعطيات الموجودة فى مصر قبل الثورة تنبأ بالفعل عن تصاعد وتيرة الدولة الأمنية بشكل غير مقبول.
ويظل هذا الاعتقاد هو السائد لدى الكثيرين بأن القمع الأمنى فى فترة ما قبل ثورة يناير كان هو السبب وراء اندلاعها، وفى مرحلة ما بعد الثورة عانت مصر من العديد من القوى والشخصيات التى بدأت تلعب على وتيرة الثورة، والحرية، والشعارات التى لم يحققها أحد حتى الآن.
حقيقى المتهم الرئيسى فى تلك المعضلة.. "الفهم الخاطئ للحرية".. لقد بات الفهم الخاطئ من قبل البعض للحرية وراء استمرار الشارع المصرى فى وتيرة التظاهرات العنيفة، ولست أعنى التظاهر السلمى، لأنه مكفول فى كل وقت وفى كل حين، ولكنى أتحدث هنا عن التظاهر الذى تصاحبه أعمال عنف، وأعتقد أن مبدأ التظاهر المصحوب بالشغب هو مبدأ مرفوض لدى الجميع، وكل من يريد استقرار ذلك الوطن الكبير.
لقد استطاعت ثورتنا السلمية فى 25 يناير 2011 أن تحقق أهدافها السطحية، وهنا القصد إزالة النظام الذى كان يحكم، ولكنها لم تستطع حتى الآن أن تحقق الأهداف الحياتية للمواطن البسيط الذى خرج ينادى بثلاثة أشياء "عيش- حرية- عدالة اجتماعية" ودائمًا مكا نضيف لها جزء رئيسى من مطالب الثورة وهى الكرامة الإنسانية، لذلك أود فى النهاية أن أؤكد على أن مصر تحتاج للحرية، ولكن الحرية المقننة التى يعبر فيها كل فرد عن رأيه وبشكل سلمى، بعيدًا عن العنف والتصعيد.
بلدنا فى احتياج للتكاتف بين جميع المصريين، حتى تستطيع أن تفيق من كبوتها، وتستعيد مكانتها، لأنها مصر وستظل دائمًا.
مصر فوق الجميع.
أحمد محمد زيدان يكتب: الحرية المقننة.. الحل السحرى
الأربعاء، 26 فبراير 2014 08:08 م