تايم: بوتين لن يتدخل وسينتظر الصراع السياسى القادم فى أوكرانيا

توقعت مجلة "تايم" الأمريكية، أن يبتعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن أوكرانيا وألا يتدخل فيها، وقالت إنه سيراقب قادة البلاد الجدد وهو يتقاتلون مع بعضهم البعض فى الوقت الذى تتزايد فيه الضغوط على اقتصاد البلاد.

وتشير الصحيفة، إلى أن بوتين كان يتولى فترته الثانية فى الحكم، فى الوقت الذى اندلعت فيه الثورة البرتقالية فى أوكرانيا عام 2004، التى أحدثت الانفصال الأكبر بين البلدين، اللذين اتّحدا على مدار قرون.

إلا أن الثورة الحالية فى أوكرانيا تبدو مختلفة تماما، فعلى العكس من الثورة البرتقالية التى استمرت لأسابيع فقط، فإن تلك الثورة الأخيرة كانت عنيفة واستمرت لأشهر، لكن تعود مرة أخرى نفس الأسئلة التى أجبرت روسيا على طرحها: إلى أى مدى يجب أن تتدخل، ومتى تقبل باتجاه أوكرانيا ناحية الغرب، وما الذى ستسفيده وتخاطر به لو استخدمت الجيش لاستعادة السيطرة.

وتتابع الصحيفة قائلة: مثلما هو الحال قبل 10 سنوات، فإن هذه الأسئلة محل نقاش شديد فى موسكو الآن، فمرة أخرى تشاهد موسكو حليفها، فيكتور يوشينكو، يطاح به من قبل احتجاجات جماهيرية، لكن بعد الثورة البرتقالية، لم ترسل روسيا قوات للدفاع عن تلك المنطقة، ولم تحط مدينة سيفاسطبول، حيث يتواجد الأسطول البحرى الروسى فى البحر الأسود، بل إنها قررت أن تنتظر تراجع أوكرانيا، مثلما هو مرجح أن تفعل الآن.

ونقلت الصحيفة عن أندرى كليموف، الدبلوماسى الروسى وعضو البرلمان، قوله إنه على المدى القصير، فإن الوضع بالتأكيد غير مستقر، لكن هناك اتحادا بين روسيا وأوكرانيا، من الناحية الدينية والسياسية والاقتصادية، مستمر منذ ألف سنة، ولو نظرنا لها بالعقود وليس بالأيام، فإن التقليد سيبقى ولا يوجد ابتعاد عنه.

وتتوقع تايم، أن تواجه الحكومة الجديدة فى أوكرانيا، التى تسيطر على جميع المناطق فيما عدا كريما، أيامًا عصيبة، فقد بدأت نشوة الانتصار تتلاشى بالفعل، فقادتها يخلعون دروعهم، ويتحولون إلى بيروقراطيين وسياسيين.

قد بدا أمس السباق الرئاسى فى أوكرانيا، صراعا جديدا، ومع بقاء أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى مابو المقبل، فلا يوجد قائد واضح للثوار، وفى الجولة الأخيرة من التصويت الذى أجرى فى ديسمبر الماضى، كان هناك شبه تساو فى شعبية المرشحين المحتملين للرئاسة، وتتفاوت آراؤهم السياسية بين القومية والليبرالية، وكان الشىء الوحيد الذى وحدهم فى الآونة الأخيرة هو كراهيتهم لنظام يانكوفيتش.