فى 23 و24 من شهر مايو من العام 2012 أقيمت الجولة الأولى لأول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، وهى المعركة التى أسفرت عن وصول محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، وزير الطيران المدنى، وآخر رئيس وزراء فى عهد مبارك، وأقيمت الجولة الثانية يومى 16 و17 يونيو وانتهت بفوز مرشح جماعة الإخوان بفارق ضئيل جدا من الأصوات ووصوله إلى كرسى الرئاسة.
1 - كشفت الانتخابات الرئاسية الماضية وهم الجماعة التى لا تقهر، وأثبتت الأرقام التى حاز عليها مرشح الإخوان فى الجولة الأولى أن قدراتهم التصويتية أقل بكثير مما كانوا يروجونه عن أنفسهم طوال سنوات حكم مبارك، وأن الأصوات التى كانوا يحصلون عليها فى الانتخابات هى أصوات عقابية نكاية فى النظام الذى أذل المصريين وأفقرهم طوال 30 عاما.
2 - رغم اختلاف المناخ الذى تدور فيه الانتخابات الرئاسية، وابتعاد الإخوان عن المشهد السياسى المباشر، وإعلانهم مقاطعة الانتخابات بكل أنواعها لعدم اعترافهم بشرعية 30 يونيو، الأن الدلائل تشير إلى أنهم فعليا شاركوا فى كل الانتخابات النقابية التى تمت بعد 30 يونيو، ولعل ما حدث فى انتخابات الأطباء والجمعية العمومية لنقابة المهندسين خير دليل على ذلك، وهذا ما يؤكد أن الإخوان سيحاولون التأثير بشكل أو بآخر على الانتخابات الرئاسية، وأنها لن تترك الساحة دون تأييد أو دعم لأحد المرشحين سواء باتفاق مباشر أو بتلاقى الأهداف.
3 - لمن تذهب أصوات الإخوان؟ وكيف ستتحرك الجماعة فى الانتخابات الرئاسية فى ظل الضغط الأمنى الرهيب الذى يمارس عليها، وسجن معظم قياداتها أو هروبهم خارج مصر؟ وماذا تريد الجماعة من الانتخابات؟ كل هذه الأسئلة طرحت نفسها بقوة خلال الفترة الماضية، وحاول الكثير من المحللين والمتابعين للشأن السياسى العام، الإجابة على هذه الأسئلة الشائكة، كل حسب موقفه من الجماعة أو المرشحين المحتملين، فبدا وكأن الأمر مكايدة سياسية لا أكثر ولا أقل مع انتشار الروايات المضروبة عن لقاءات سرية ووعود بالمساندة لهذا المرشح المحتمل أو ذاك بدون الاستناد إلى الحقائق، فبدت الروايات متناقضة أحيانا أو مضحكة أحيانا أخرى.
4 - أن جماعة الإخوان لن تساند أى مرشح رئاسى بشكل معلن، لأن هذا يهدم مزاعم الانقلاب الدموى ومقاطعة النظام الجديد وعدم الاعتراف بشرعيته، وهو ما لن تستطيع الجماعة التخلى عنه وإلا هدمت ما بنت عليه تحركاتها الفترة الماضية السلمى منها والعنيف على حد سواء، وظنى أن هناك مرشحين تراهن الجماعة على دخولهما المعركة، وأنها ستلعب دورا معهما كل على حدة لصالح رؤية الجماعة وهما خالد على وسامى عنان.
5 - فشل خالد على المرشح الرئاسى المحتمل فى الحصول على عدد التوكيلات التى تؤهله لخوض السباق الرئاسى الماضى، ولجأ إلى النواب، ظنى أن ما فشل فيه المرة الماضية سيحصل عليه هذه المرة، وأقصد هنا التوكيلات التى ستحرص الجماعة على حصوله عليها للإبقاء على هتاف يسقط حكم العسكر، الذى يرفعه خالد على ويحرص على ترديده فى كل المناسبات العامة، أما أصوات الإخوان فلم تحدد الجماعة بعد إلى أين ستذهب، وإن كان من المؤكد أن هناك اثنين من المرشحين المحتملين مستبعدان تماما من الحصول على أصوات أعضاء الجماعة ومؤيديها، وهما المشير عبدالفتاح السيسى، العدو الرئيسى للإخوان وأنصارهم، وحمدين صباحى الذى قاد التيار المدنى فى مواجهة حكم الجماعة، ورفض تأييد الرئيس المعزول فى انتخابات الإعادة ولعب دورا رئيسيا فى زعزعة حكم مرسى.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة