حذرت وكالة "رويترز" للأنباء، المشير عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، من مشكلة الخبز، حال ترشحه للرئاسة، مشيرة فى تقرير مطول لها عن تجربة توزيع الخبز بالبطاقات الذكية، فى محافظة بورسعيد، إلى أن هتافات 25 يناير بدأت بـ"العيش"، وأن نجاح السيسى فى حسم ملف الاستقرار لصالح الدولة المصرية، لا يكفى دون تأمين إنتاج وتوزيع الخبز.
وتطرق تقرير الوكالة إلى مسألة الدعم، معتبرًا أنه أحد أسباب تغير الملف الاقتصادى، وقالت متهكمة: "رغيف الخبز يباع فى مصر بأقل من سنت أمريكى واحد.. والحكومات المصرية تحرص على تجنب الاحتجاجات المتعلقة بالخبز، لذا لجأت إلى البطاقات الذكية لإدارة سلسلة توزيع الخبز التى تعانى من الفساد والهدر ولم يجرؤ أحد على المساس بها على مدار عقود"، على حد قول الوكالة.
وقالت الوكالة فى تقريرها: "إذا نجحت التجربة الأولى التى تجريها الحكومة فى بورسعيد فقد تستخدم كنموذج لإصلاح نظام دعم الغذاء والوقود فى أنحاء مصر"، ونقلت الوكالة عن مسئول فى وزارة التنمية الإدارية يشارك فى الإشراف على التجربة قوله: "المشروع ذو أهمية ملحة".
ولفتت الوكالة إلى أن مصر تعد أكبر مستورد للقمح فى العالم وتشترى نحو عشرة ملايين طن سنويًا لتوفير الخبز المدعم وهو ما يستنفد احتياطيات العملة الصعبة.
كما تنفق الحكومة نحو خمسة مليارات دولار سنويًا على دعم الغذاء الذى يشمل سلعًا أخرى مثل الأرز والزيت والسكر، وحين انخفضت قيمة الجنيه المصرى منذ ديسمبر 2012 ارتفعت تكاليف الدعم لأن مصر تشترى جزءًا كبيرًا من تلك السلع الغذائية من الأسواق الدولية بالدولار.
وتابعت الوكالة فى تقريرها: "يعمل المتربحون على استغلال النظام ويقوم كثيرون باستخدام الخبز كطعام للمواشى لأنه أرخص من العلف، لكن الحكومات المتعاقبة أحجمت عن تغيير ذلك النظام خشية الانتحار السياسى إذا أقدمت على خفض الدعم".
واستطردت: "شهدت مصر أعمال شغب حين خفض الرئيس أنور السادات دعم الخبز عام 1977 وواجه الرئيس حسنى مبارك اضطرابات عام 2008 حين حدثت أزمة خبز بسبب ارتفاع الأسعار، وحين انتفض المصريون على حكم مبارك قبل ثلاث سنوات كان الهتاف الأبرز "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، والعيش هو الاسم الذى يطلقه المصريون على الخبز.
وقال تقرير الوكالة: "عند كشك معدنى بسيط أمام أحد المخابز يتدلى قارئ للبطاقات الذكية على جدار تتوسطه نافذتان تفتحان على طابورين أحدهما للرجال والآخر للنساء، ويتوافر خط اتصال ساخن لتلقى الشكاوى من النظام الجديد، ولم يكن من الممكن تصور ذلك المشهد قبل عام واحد، ويقول عادل حسن شاطر "63 عامًا" الشريك فى المخبز: "كان هناك زحام كانت الناس تأتى من خارج بورسعيد لشراء الخبز الجيد بالجملة" فى إشارة إلى السوق السوداء، وتابع: "الآن الأمور منظمة وهذا أفضل للجميع".
وبفضل النظام الجديد المعمول به منذ عام فى بورسعيد التى يبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة تمكنت الحكومة من مراقبة الاستهلاك الشخصى للخبز من خلال البطاقات الإلكترونية التى بدأ العمل بها أيضًا لسلع أخرى مدعمة مثل الأرز والسكر.
ويحق لحملة البطاقات الذكية الحصول على خمسة أرغفة لكل فرد فى الأسرة يوميًا وهو رقم يأمل المسئولون فى خفضه، وتبذل الحكومة جهدًا موازيًا لإصدار بطاقات ذكية لأصحاب السيارات لمراقبة استهلاك الوقود لكن لم يبدأ تطبيقها بعد، وعلى غرار نظام بطاقات الخبز يهدف ذلك النظام أيضًا إلى جمع بيانات يمكن أن تستخدمها الحكومة لوضع سياسات إصلاح الدعم".
واستطردت الوكالة فى تقريرها: "من المتوقع أن يترشح قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة وأن يفوز بالانتخابات المقرر إجراؤها خلال أشهر.. وحتى إذا تمكن السيسى الذى حظى بشعبية كبيرة بعد حملته ضد الإخوان المسلمين من تنفيذ وعوده باستعادة الاستقرار السياسى فسيتعين عليه إدارة ملف الخبز الشائك، وقد يقوم السيسى بتسليط الضوء على مشروع بورسعيد واستنساخه فى مدن أخرى".
ونقلت الوكالة عن صفوت عمار وكيل وزارة التموين فى بورسعيد، قوله إن المشروع يعالج جذر المشكلة وهى تتمثل فى عديمى الضمير من أصحاب المخابز، لكن القضاء على الجشع لن يكون سهلاً فى بلد يستشرى فيه الفساد.
رويترز تحذر السيسى من معركة الخبز بعد حسم الصراع مع الإخوان.. تقرير للوكالة: هتافات 25 يناير بدأت بـ"العيش".. الاستقرار لا يكفى دون خبز.. وتتساءل: هل تنجح البطاقات الذكية لمواجهة فساد منظومة التوزيع
الثلاثاء، 25 فبراير 2014 06:03 م
الخبز أحد أبرز الأزمات المتجددة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أسكندرانييه
و الله كويس أن الأعلام الغربى اللى تمويله معظمه قطرى و يهودى خايف على السيسى