فى تحدٍ صارخ لمشاعر جموع المسلمين حول العالم، أعلنت رئاسة "الكنيست" الإسرائيلى أن مشروع قانون فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى سيتم مناقشته بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بعد أن تم ضم القانون على جدول أعمال الهيئة العامة، وذلك بعد أن تأجل الأسبوع الماضى، بعد زيادة الغضب العارم بين صفوف الفلسطينيين.
وعلى إثر ذلك، خرج المئات من الشباب الفلسطينى لساحات المسجد الأقصى منذ صباح اليوم لمواجهة الدعوات الاستفزازية من جانب المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد اليوم، ورفع العلم الإسرائيلى فوقه بالتزامن مع مناقشة قانون فرض السيادة بالكنيست.
وذكر موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الشرطة الإسرائيلية أصابت واعتقلت العشرات من الفلسطينيين، فيما أصيب اثنان من شرطة الاحتلال بجراح خلال المواجهات العنيفة التى اندلعت فى الساعات الأولى من صباح اليوم فى أعقاب اقتحام الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى.
وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الأعيرة المطاطة وقنابل الغاز المسيل للدموع ما أسفر عن إصابة نحو 20 فلسطينياً، واعتقال 3 آخرين جراء عمليات اقتحام واسعة تقوم بها الشرطة منذ الصباح الباكر بالقرب من المصلى القبلى فى المسجد الأقصى.
وكان العشرات من الشباب الفلسطينيين قد اعتكفوا مساء أمس الاثنين فى المسجد الأقصى، رداً على الدعوات المتطرفة لرفع الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد اليوم الثلاثاء، وأفاد شهود عيان أن حوالى 50 شاباً اعتكفوا داخل المسجد القبلى بعد صلاة العشاء، لصد أى محاولات تسعى لرفع العلم الإسرائيلى فى ساحاته.
وأضاف الشهود لمواقع إخبارية تابعة لعرب 48 أن شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى احتجزت هويات العشرات من الشباب قبل دخولهم إلى الأقصى لأداء صلاتى المغرب والعشاء.
فيما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إن عضو الكنيست المتطرف "موشيه فيجلين" قد قدم مجددا مشروع قانون فرض السيادة اليوم بعد أن كان قد قدمه للهيئة العامة للكنيست أواخر الشهر الماضى، الذى يقضى بموجبه بسط السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، رافضاً أن تكون السيادة للمملكة الأردنية الهاشمية.
ويقضى الاقتراح المقدم من عضو الكنيست المتطرف بدعوة الحكومة الإسرائيلية لفرض سيادتها على المسجد الأقصى، الأمر الذى سيثير موجة غضب عارمة فى الكنيست، وفى كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن هذا القرار اتخذ فى قاعة خالية من النواب باستثناء ثلاثة، أحدهم رئيس الجلسة والآخر فيجلين ونائب آخر، إلا أن رئاسة الكنيست سارعت، على غير العادة، إلى التجاوب مع القرار، الذى عادة ما يستغرق التجاوب معه عدة أشهر.
ودخل الحاخامات اليهود على خط اليمين اليهودى المتطرف لإعادة طرح مشروع فرض سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى أمام الكنيست، تزامناً مع تهديد المستوطنين باقتحامه اليوم.
وكان فيجلين، قد اقتحم يوم الأربعاء الماضى على رأس وفد من اليمين الإسرائيلى باحات المسجد الأقصى، وقام بالتجول بداخله لمدة نصف ساعة، وكان محاطاً بحراسة أمنية مشددة، حيث دخل من باب المغاربة وواصل سيره للساحة المقابلة للمسجد الأقصى.
وفيما يتعلق بأول ردود الفعل حول هذا الموضوع، أعلن ديوان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، رفضه لصيغة الاقتراح المقدم، ونقلت الصحيفة العبرية عن مسئول رفيع المستوى فى المكتب قوله "يجب أن نكون حذرين جداً مما سيجرى فى الكنيست اليوم، وألا نفتح على أنفسنا توترات كبيرة لا داعى لها".
وكان ديوان مكتب نتانياهو قد طالب بتقديم اقتراح شامل حول هذا الموضوع والقاضى بأن إسرائيل مستعدة للحفاظ على الخط الموجود فى المسجد الأقصى بين كافة الديانات، إلا أن عضو الكنيست فيلجين يعارض بشدة هذا الاقتراح، مشدداً على الاقتراح الذى سيقدمه اليوم والقاضى ببسط الحكومة الإسرائيلية يدها على السيادة الكاملة فى المسجد الأقصى.
فيما أكد أعضاء حزب الليكود أنه فى حال لم يكن هناك توافق كامل على الاقتراح فإن الحزب سيرفع يده عن فيجلين، ولن يجرى أى حشد للتصويت على الاقتراح المقدم، فى حين تفكر المعارضة فى الكنيست مقاطعة النقاش المرتقب اليوم.
موضوعات متعلقة
اليوم.. الثلاثاء الحاسم فى تاريخ الأقصى.. نواب بالكنيست يناقشون قانونا لفرض سيطرة اليهود على أولى القبلتين.. والحاخامات يدعون لاقتحامه وضمه لممتلكاتهم رسميا.. وعشرات الفلسطينيين يعتكفون بالمسجد
موضوعات متعلقة..
إصابة 30 فلسطينيًا فى مواجهات مع قوات إسرائيلية بساحات الأقصى
فلسطينيون يعتكفون بـ"الأقصى" لصد محاولات رفع العلم الإسرائيلى داخله
حاخامات يطالبون الكنيست بإعلان المسجد الأقصى من ممتلكات اليهود
تصاعد الغضب داخل أروقة باحة "الأقصى".. إصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين فى مواجهات مع جيش الاحتلال.. و"الكنيست" يتحدى المسلمين حول العالم ويناقش فرض السيادة على الحرم القدسى
الثلاثاء، 25 فبراير 2014 12:16 م
المسجد الأقصى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة