نظمت سفارة اليابان بالقاهرة جولة صحفية فى مشاريع التنمية التى ترعاها فى مصر، وخصصت جزءا من الزيارة لموقع استكشاف مركب الشمس الثانى، وهو آخر مركب ملكى فى العالم فى منطقة الأهرامات، والذى تساعد اليابان فى استخراجه .
ويعود تاريخ المركب لعصر الملك خوفو، واكتشف عام 1954 من قبل الصحفى وعالم الآثار كمال الملاخ، الذى وجد مركبتين، الأولى كانت مركب خوفو الأولى واستطاع هو وأحمد يوسف أن يعيدوا تركيبها بعد 17 عاما من العمل الشاق.
ونظرا لعدم وجود تمويل، ظلت الحفرة الثانية التى يوجد بها المركب الثانية مغلقة كما هى حتى 1987، حيث بدأ مشروع دراسة المركب بالتعاون مع هيئة الآثار وأكثر من 40 مؤسسة وجمعية علمية على رأسها الجمعية الجغرافية الأمريكى.
وكان الهدف من المشروع إدخال كاميرا دقيقة عبر طريق ثقب فى أحد أحجار سقف الحفرة لتصوير محتوياتها من الداخل والتعرف على حالة الخشب وإدخال "سينسور" لقياس نسبة الحرارة والرطوبة داخل الحفرة. وبناء على المعلومات التى توفرت من هذا المشروع، وضعت اليابان مشروعا لإعادة اكتشاف وترميم وإعادة تركيب مركب خوفو الثانية، وبدأ بالفعل منذ عام 2009، بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون الآثار وجامعة وسيدا اليابانية.
وأشار عفيفى رحيم عفيفى، المشرف العام على المشروع إلى أن هناك ثلاثة مراحل رئيسية تمر بها عملية إخراج آخر مركب ملكى فى العالم؛ تشمل الأولى إعداد الموقع والمنطقة المحيطة بالحفرة وعمل خيمة كبيرة بها مخرن ومعدة بحيث تحتفظ بدرجة حرارة الحفرة داخل الموقع ككل، لأنه إذا تعرض خشب المركب للرطوبة سيتحلل، كما تحتفظ هذه الخيمة بدرجة حرارة 27 درجة ورطوبة 80 درجة.
ولفت عفيفى إلى أن الفريق المصرى واليابانى يعملان على رفع ألواح الخشب بدقة متناهية نظرا لحالته السيئة التى وجد عليها، ثم ينقل إلى غرفة تحتفظ بنفس درجة الحرارة ويدخل عملية "أقلمة وتخفيض الرطوبة ثم يعالج.
وشرح أن المرحلة الثانية تشمل رفع السور الذى كان يغطى الحفرة وأخذ عينات وتحليلها وإجراء التجارب اللازمة لاختبار مواد العلاج المناسبة
كما تشمل مرحلة المعالجة والتقوية وإعادة التجميع، حيث استقر فريق العمل على استخدام تكنولوجيا النانو فى علاج أخشاب المركب وهى أحدث الطرق العملية المستخدمة الآن على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تستغرق هذه المرحلة حوالى ثلاث سنوات، حيث سيتم إعادة تجميع المركب وعرضها فى قاعة خاصة بالمتحف الكبير.
من جانبه، قال عيسى زيدان، مشرف الترميم، إنه لولا مشاركة الحكومة اليابانية وجامعة وسيدا، ما كان تم هذا المشروع الضخم والمكلف للغاية إذ سيتكلف ملايين الدولارات.
وأضاف أنه نظرا للاهتمام العالمى بالمشروع وفى محاولة لتنشيط السياحة، سيتم فتح الموقع للزيارات الخاصة عن طريق تجهيز خيمة صغيرة بالموقع مزودة بشاشة عرض يستطيع السياح من خلالها مشاهدة بث حى لأعمال الترميم التى تجرى داخل المعمل.
ومن ناحية أخرى أوضح كيرو كوتشى، الخبير اليابانى فى الموقع أن معمل الترميم مضاء بالطاقة الشمسية التى توفرها ألواح وفرتها اليابان للموقع إذ أن المنطقة جيولوجية وينبغى المحافظة عليها وعلى كل ما تحتويه، لافتا إلى أن الخيمة المخصصة للموقع صنعت فى اليابان ولكنها لم تستخدم هناك قط، وإنما كان أول استخدام لها فى الموقع بالقرب من الأهرامات وركبها المصريون.
ويذكر أن مصر تعد أكبر متلق للمساعدات اليابانية فى الشرق الأوسط وأفريقيا؛ إذ يبلغ إجمالى حجم المساعدات الثنائية لمصر حوالى 8 مليارات دولار أمريكى منذ 1973 وحتى 2011.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة