يعتبر الشيخ يوسف البدرى الداعية الإسلامى، الذي وافته المنية يوم أمس الأحد، أكثر المشايخ تردداً على المحاكم، عرف برفعه الكثير من الدعاوى القضائية ضد الصحف المصرية والقنوات الفضائية، وتصدر اسم الشيخ الذى توفى أمس الأحد، العديد من صفحات الحوادث فى وسائل الإعلام المصرية مرة ترى اسم الشيخ يرفع قضية فى إحدى المحاكم أو يحرر دعوى أو ينال حكماً قضائياً.
ولد الشيخ يوسف البدرى العالم والداعية الإسلامى البارز فى محافظة الشرقية عام 1938 م، تخرج فى كلية دار العلوم سنة 1959م، عرف الشيخ يوسف البدرى نفسه فى إحدى الحوارات الصحفية بأن اسمه بالكامل "يوسف صديق بن محمد البدرى بن زيد بن يوسف الحكيم، بن زيد حفيد عبد الله بن عباس بن عبد المطلب"، وأن والدته "تركية" حفيدة محمد محمد أغا أحد ضباط حامية محمد على، ولدت فى الشرقية بمنطقة أبو كبير، وأحد أجداده هو "خال نمر" والد أمين نمر الذى كان رئيساً لجهاز المخابرات العامة.
تعرض الشيخ يوسف البدرى العالم والداعية الإسلامى البارز لمرض "الرمد" وظل يعالج فى صغره حتى استعد لدخول الأزهر "كفيفاً" ثم عاد إليه بصره فى سن الخامسة، والده كان سياسياً وكان عضواً فى اللجنة الخمسينية لتعديل دستور 1923، عرف الشيخ يوسف البدرى نفسه بأنه "ولد فى العصر الملكى وكان شاباً فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ثم رجلاً على عهد السادات، ثم شيخاً فى عهد مبارك".
اشتهر برفع الدعاوى القضائية ضد عدد من الشخصيات السياسية، كان أحدثها دعوى قضائية أقامها أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، طالب فيها بوقف تنفيذ وبطلان جميع القرارات الصادرة عن لجنة الخمسين؛ لتجاوز عملها مدة الستين يومًا التى حددتها خارطة الطريق.
أعلن "البدرى" عن تشكيل حزب سياسى بعنوان «الصحوة» فى عهد الرئيس السادات وكتب فى برنامج الحزب أن "لا جماعات فى الإسلام وتعالوا بنا على كلمة سواء ونحن جميعا كما قال السابقون أهل السنة والجماعة" وتقدم بأوراقه عام 1980 ورفضته المحكمة الإدارية العليا عام 1988، وتم انتخابه عضوا بمجلس الشعب عن دائرة المعادى وحلوان عام 1987 ثم تم حل مجلس الشعب حيث وقع الغزو العراقى على الكويت وكان وكيلاً لحزب الأحرار الاشتراكيين برئاسة الراحل مصطفى كامل مراد، وتقدم خلال فترة مجلس الشعب بالعديد من مشرعات القوانين والأفكار من بينها مشروع "وزارة الحسبة" فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وصف "البدرى" علاقته السلطة على مختلف العهود والنظم الحاكمة فى إحدى الحوارات الصحفية قبل وفاته بـ"السيئة" فتم اعتقاله أثناء الاحتلال الإنجليزى لمصر، ثم فى عهد الملك فاروق ثم فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وفى عهد السادات وفى عهد مبارك.
وحصل البدرى على حكم تضامنى ضد رئيس تحرير أسبوعية "أخبار الأدب" الروائى جمال الغيطانى والصحفى فيها محمد شعير وتغريمهما أيضا بـ 20 ألف جنيه مصرى، وحكم بتغريم رئيس المركز القومى للترجمة الناقد المصرى جابر عصفور وصحيفة الأهرام مبلغ 50 ألف جنيه مصرى، وكسب جميع القضايا التى رفعها.
كان البدرى يجيد اللغة الإنجليزية وقام بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية للناطقين بالإنجليزية والفرنسية وبعض الفارسية، وكان عضوا بمجلس الشعب المصرى من أبريل 1987- أكتوبر 1990م، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1987- 1993م بمصر وعضو مشارك برابطة العالم الإسلامى بالسعودية وعضو فى لجنة الرقابة الشرعية على نشاطات بنك فيصل الإسلامى المصرى الدورة 1997- 1999م.
ويعد البدرى أحد مؤسسى جامعة الدراسات العربية والإسلامية بباكستان 1988 م. ومؤسس حزب الصحوة الإسلامية بمصر 1988م (ألغى بالمحكمة الإدارية العليا فى يناير 1993م). ومدير وإمام مجمع عمر بن الخطاب الإسلامى بالولايات المتحدة الأمريكية (باترسون - نيو جيرسى) 1992- 1993 م، وإمام الدعاة بجزر البحر الكاريبى بالسكرتارية الإسلامية بجزر الهند الغربية بترينيداد 1994 م – 1415 هـ، وعمل فى الإفتاء والوعظ العام بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية 1995 م – 1415 هـ، واشترك فى حركة تعريب الجزائر بنيابة التكوين بعد الاستقلال 1968- 1972م بالمغرب العربى، ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة دار العلوم بكاراتشى – باكستان منذ 1998م/ 1418 هـ - 2000 م/1420 هـ، ومشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه بعديد من الجامعات العربية والإسلامية والأمنية بكثير من الدول.
ألف أكثر من أربعين كتابا فى العلوم الإسلامية والعربية منها: اللسان العربى لغير الناطقين به (ستة كتب، ثلاثة مستويات للعادى والرفيع)، وكتاب: "المهلكات الموبقات موجبات النار" وكتاب "المنجيات المبشرات موجبات الجنة" وكتاب "الموسوعة المختصرة فى الأحكام الفقهية.. مختصر الأحكام الفقهية" وكتاب "المختصر الضرورى المفيد فى الترتيل والتلاوة والتجويد" وكتاب: "بصمات الاستعمار فى المجتمعات الإسلامية".
موضوعات متعلقة..
وفاة الشيخ يوسف البدرى عن عمر يناهز 76 عاما
يوسف البدرى.. شيخ "المحاكم والحوادث".. اشتهر برفع الدعاوى على الصحف والمثقفين وآخر قضاياه بـ"بطلان الخمسين".. واعتقل فى عهد الإنجليز وعبد الناصر والسادات ومبارك.. وفاز فى انتخابات مجلس الشعب 1987
الإثنين، 24 فبراير 2014 01:28 ص
يوسف البدرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة