لا تزال الأحداث والتطورات المتلاحقة فى أوكرانيا تتصدر اهتمام وسائل الإعلام العالمية، ومنها صحيفة واشنطن بوست، حيث قالت إن خصوم الرئيس المعزول فيكتور يانكوفيتش قام بإجراء سريع وجرئ أمس الأحد، من أجل تعزيز سلطتهم ونقل الحكم وقاموا بإقالة الحكومة وإطلاق سراح المحتجين وإعلان اعتقال المسئولين السابقين حتى مع اعتراف الأوكرانيين العاديين بأنهم ليسوا واثقين بمن كانوا يديرون البلاد، وإلى أى طريق كانت متجهة.
ومنح البرلمان الأوكرانى سلطة رئاسية مؤقتة لرئيس البرلمان الكسندر تورشينوف، وهو من زعماء المعارضة، تحدث تورشينوف سريعا عن بعض الأخبار الواقعية، فالاقتصاد كان فى حالة من الفوضى وخزائن الحكومة فارغة، وصندوق التقاعد والعملة والنظام المصرفى كان يواجه مشكلات هائلة، وفقا لتصريحاته.
واعتبرت الصحيفة أن تطورات أمس تمثل أحدث التغييرات الدراماتيكية لبلد تعصف به الاحتجاجات منذ أن تراجع يانكوفيتش عن اتفاقية للتجارة مع الاتحاد الأوروبى قبل ثلاثة أشهر، وتحول إلى المساعدات الاقتصادية الروسية.. وقتل 88 شخصا منذ هذا الوقت فى مظاهرات ومصادمات مع شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن، والذى بلغ ذروته فى الإطاحة بالرئيس من قبل البرلمان يوم السبت الماضى.
ومع احتفال المتظاهرين فى كييف، كانت هناك مؤشرات على وجود قلائل فى بعض أجزاء من أوكرانيا التى تميل لروسيا أكثر من أوروبا، ففى إحدى المناطق الجنوبية التى يغلب عليها السكان المتحدثين الروسية، تجمع رجال للتطوع للانضمام للميليشا المعارضة للقرارات التى تم الإعلان عنها فى العاصمة.
وعن موقف روسيا ورئيسها من الأحداث الأوكرانية، قالت واشنطن بوست إن فلاديمير بوتين كان لديه خطة لأوكرانيا، لكنها سقطت يوم الجمعة مع إعلان البرلمان عزل حليفه يانكوفيتش، لذلك مضى بوتين إلى الخطة البديلة، والتى تتمثل حسبما ترى الصحيفة فى انتقال تدريجى عبر الوساطة للسلطة، وهى الخطة التى نفذت يوم السبت.
وتشير الصحيفة إلى أن ما حدث يمثل انتكاسا للكرملين، لاسيما فى ضوء الطريقة التى تداخل فيها الأمر مع الانتصار الدعائى الذى حققته موسكو من خلال نجاحها فى تنظيم دورة الأولمبياد الشتوية فى سوتشى.. لكن الصحيفة ترى أن الأمر لا يصل إلى حد وصفه بالهزيمة لو يساعد بوتين على ذلك.
وتمضى الصحيفة قائلة إن الرئيس الروسى يكره الثورة فى شوارع كييف، على الأقل بسبب النموذج الذى تقدمه.. وطالما أخطأ بوتين ومستشاروه فى قراءة تفانى الأوكرانيين إزاء سيادة بلادهم. إلا أن روسيا لا يزال لديها الكثير من النفوذ فى أوكرانيا وهى حريصة للغاية على استخدامه.. صحيح أن الأوراق تم خلطها، لذلك فإن بوتين سيلعب بالجانب الذى يستطيع أن يتعامل به، ولذلك فهو على الأرجح لن يهدر الوقت أو الطاقة فى الندم على ما خسره.
ويقول محللون إنه ليس من مصلحة روسيا الآن أن تبقى على حالة الاضطراب فى أوكرانيا، لأن استمراره سيجعل التدخل الروسى الصعب وغير المتنبأ به أمرا حتميا ويقلل من احتمال أن تدفع كييف فواتير الغاز الروسى الضخمة.
واشنطن بوست: الانتقال السريع فى أوكرانيا يأتى مع حالة من عدم اليقين.. ما حدث يمثل انتكاسة للكرملين لكن "بوتين" لن يهدر الوقت أو الطاقة فى الندم على ما خسره فى كييف
الإثنين، 24 فبراير 2014 11:31 ص