حسنًا.. لا أحد يدعى امتلاك الحقيقة المطلقة، ولكنى أرى ومن وجهة نظرى كرجل أنى أمتلكها هنا فى هذا المقال أو على الأقل فى جانب منها، ولك أنت التعامل مع هذه الحقيقة على أنها وجهة نظر تحتمل الصواب أو الخطأ.
الحقيقة هى أن المطالبة بحقوق المرأة فى مصر بل وفى أغلب دول العالم هى السبب الرئيسى فى إهدار حقوق المرأة فى الأساس، فإذا كنت عزيزى القارئ تصب الماء باستمرار خارج كوب الشرب، فهل ستتوقع أن يمتلئ يومًا ما حتى إن سكبت مياه الأنهار جمعاء؟
بالطبع لا.. هذا تحديدًا ما يحدث فى المطالبة بحقوق المرأة، فهى يتم المطالبة بها بشكل خاطئ يفسد جوهرها.
للأسف الملايين يفهمون ويعرضون حقوق المرأة على إنها مساواة المرأة بالرجل، أو إظهار أن المرأة قادرة أن تتحمل نفس مشاق الرجل، أو أن المرأة عليها أن تكون مثل الرجل مجتمعيًا قبل أى شىء، والحقيقة أنهم لا يدركون أن بهذا التفكير المحدود كل ما يفعلونه هو ترسيخ طغيان ذكورية الرجل فى المجتمع عبر اتخاذها كهدف وكمثال يحتذى به يجب الوصول إليه فى كافة الحقوق والحريات، وحتى فى الشكل والمضمون، مما تجعل المرأة من نفسها كائن يشعر بقلة الحجم دائمًا يريد أن يكون مثل الرجل، وهذا ما يجعلنا نحن الرجال أو تحديدًا البعض منا يسخر من فكرة المناداة بحقوق المرأة أو مساواتها بالرجل، وقد يدفع الكثير من النساء أيضًا إلى فعل الشىء ذاته، وتجد المرأة أن قرينتها المرأة تساعد على قمع ما تنادى به المرأة ليس لأنها لا تريده، ولكن لأنه يقدم بشكل خاطئ غير مقنع هزيل للتطبيق، يقلل من قيمة المرأة فى الأساس.
إذا أردتى سيدتى المرأة أن تستردى حقوقك فى المجتمع، فعليكى البدئ بشىء واحد، ألا وهو الوقوف أمام المرآة وإدراك إنكى ( أنثى )، ثم دافعى عن أحقية وجود أنوثتك هذه فى المجتمع بشكل كامل متفرد ليس مثل الرجل، ولكن بشكل يخولك من إفراز وتحقيق جميع مقوماتك وإمكانياتك كأنثى فى هذا العالم، بغض النظر عن وضع مقاييس أو مقارنات مع الجنس الأخر لهذا الطموح.
ففكر المجتمع الخاطئ الذى ربى المرأة منذ الصغر على أن الرجل يستطيع فعل أشياء كما يحلو له ( كرجل )، فقط لأنه رجل وأنتى بنت وهذا جعل فى المرأة إحساس دائم بالسجن الفكرى والوقوف فى وضع أقل من وضع الرجل وبلور أقصى طموحها أن تتمكن من فعل نفس الأشياء (التى يفعلها الرجل) حتى تقوم بسد هذا العجز و الإحساس بالمساواة، فجعلها تضيق من فكرها وترى أقصى طموحها هو مساواتها بالرجل ولا بتمكينها لفعل كل الأشياء التى من المفترض أن تقوم بها (الأنثى).
حسنًا.. مثال صغير للتبسيط، إذا افترضنا أن هناك لونين الأحمر وهو لكى والأزرق وهو للرجل، وكان اللون الأزرق دائمًا ما يرسم به لوحات مبدعة لا مثيل لها، بينما اللون الأحمر لا يرسم به أى شىء على الإطلاق، فلماذا يقضى اللون الأحمر عمره كاملاً مجاهدًا، لأن يصبح كاللون الأزرق حتى يتمكن من رسم نفس اللوحة، لماذا لا يقوم اللون الأحمر برسم لوحته الخاصة بنفسه بلونه، هو وبالتأكيد إن فعل سيرسم لوحة أكثر إبداعًا من الأزرق، لأنها ستكون لوحة منفردة ذو طابع خاص جديدة أفرزت إمكانيات و أشياء لا يستطيع الوصول إليها اللون الأزرق مهما فعل، لماذا لا تضعين (اللوحة المبدعة) الخاصة بكى كهدف، وتقضين عمرك فى الوصول إلى اللون الأزرق، اعتقادًا منكِ أنكِ ستتمكنين من رسم نفس اللوحة المبدعة. وهذا لن يحدث بالمناسبة ولو تحدى الطبيعة وحدث فلن يكون فالأمر أى إبداع.
الحقيقة أن إعادة صياغة وهيكلة مفهوم "حقوق المرأة" يحتاج إلى آلاف التدوينات، وهذا ما سأستمر فى فعله، ولكن الآن وكخطوة أولى عليكى كامرأة إن كنتى حقًا تريدين حقوقك فطالبى بها كامرأة، اعتزى بإنوثتك ودافعى عن وجودها بشكلها المنفرد ودعيكى من تبعية الذكر فى حلم الوصول، فأنتى اللون الأحمر الذى لابد أن يرسم لوحته الخاصة المنفرده ذو الطابع المستقل المبدع بطريقته هو. هذا لعلنا نضع أقدامنا على المسار الصحيح إذا أردنا حقًا الوصول.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة