أكد مجموعة من الدعاه والمفكرين، أن الشيخ الشعراوى قام بتوظيف ملاكاته الشعرية فى تفسير القرآن الكريم، مما أهله إلى التواصل مع الجمهور بلغة سهله وسلسلة لم يمتلكها أقرانه.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقُد، أمس، فى مركز رامتان الثقافى تحت عنوان "عميد الأدب العربى يحتفى بالشعراوى شاعرا" والذى أداره محمد نوار، وشارك فيه الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية الأداب جامعة الزقازيق، والدكتور عصام القطقاط صهر الشعراوى، وعبد اللة الصبان الأستاذ بجامعة الزقازيق.
قال الدكتور عصام القطقاط لقد استطاع الشيخ محمد متولى الشعراوى أن يوظف الشعر فى توصيل معانى القرآن الكريم إلى الجمهور بطريقة سهلة، فقد تحدث عن المشكلة الأبدية الأزلية وهى التقاء أهل الحقيقة بأهل الشريعة، وأكبر مثال لقاء موسى الكليم بالعبد الصالح، إذا أمُر من ربه أن يذهب كليم الله إلى العبد الصالح ليتعلم منه.
وأضاف “القطقاط" بأن الأمور الباطنة لها ظاهر موحى، الظاهرة لها باطن مخفى، وهذان متوازيان لايلتقيان وإلا كانت كارثة. وقرأ القطقاط بعضاً من أشعاره. مشيراً إلى أن الشعراوى كتب شعراً فى جميع الأمور.
وقال الدكتور صابر عبد الدايم، لقد أخترت أن أكتب عن الشعراوى شاعراً وحددت ديوان "بنات أفكارى" وهو ديوان صغير وجدته فى إحدى دور النشر بالزقازيق، فاقترح على صاحب الدار كتابة مقدمة للديوان فى حدود خمس صفحات، فوظفت ملاكاتى النقدية فى استنطاق ما قاله الشعراوى فى سن مبكرة.
وتابع "عبد الدايم" شعرت بأن من كتب الديوان شاب ناضج، فى حين كان الشعراوى ما زال صغيراً عند كتابته، واجهت الغرابة فى الألفاظ، فدفعتنى للرجوع إلى القاموس عدة مرات رغم أنه كتبها وهو طالباً بينما كنت أنا أستاذا جامعيا، تحمست للديوان وكتبت له دراسة من خمسين صفحة بدلاً من خمس صفحات، وأشار إلى أن سالم ابن الشعراوى أمده ببعض المخطوطات عن والده.
وأشار "عبد الدايم" إلى أن الشعراوى مدح عميد الأدب العربى طه حسين، ولم يقل أنه علمانى ولكنه ركز على انتمائه لجامعة الأزهر، مشيراً إلى أن الشعراوى كان متفتح العقل، حيث اتضح ذلك من مناقشته فى مختلف الأمور والقضايا.
واعتبر "عبد الدايم" دراسته لديوان الشيخ بمثابة رسالة دكتوراه ثانية، وعلامة فارقة فى حياته، مشيراً إلى أن مقدمة الشعراوى لديوانه عام 1932 تؤكد مدى نبوغة المبكر، وأضاف الشعراوى كان يريد أن يكون شاعراً ولكن الله صرفه عن ذلك من أجل مصلحة ربوع المسلمين، لأنه إذا كان أكمل كشاعر لن يستفيد منه إلا بضعة آلاف. فكان شمساً من شموش الحق والعلم والهداية.
وتحدث "عبد الدايم" عن مواهب الشيخ المتعددة بخلاف الشعر، ومنها الفن التشكيلى، حيث كانت لديه موهبة الابتكار، حيث صاغ أشكالاً فنية فى طفولته، وقد تصاعدت هذه الموهبة معه حتى الكبر، كما كان على علاقة بالفن الشعبى.
وقال عبد الله الصبان، رأينا فى الشعراوى العالم الذى يهابه الملوك والرؤساء. كان محيطا كبيرا تستزيد منه الناس، شاء الله أن يجعله فى قوة الإمام الشافعى، وأبو حنيفة، وابن حنبل.
وأشار"الصبان" إلى أن الشعراوى استمد كثيراً من ثقافته من والده الأمى الذى لايقرأ أو يكتب، حيث طلب والده من الحاج مصطفى البياضى تحفيظ ابنه قصائد أحمد شوقى مقابل أن يرعى أرضه، موضحاً بأن الشعراوى كان مؤهلاً بتقبل الشعر الذى يمتزج فى وجدانه بالقوالب الشعرية، فقد ذكر الشيخ بأنه نشأ على الذكر وقراءة القرآن الكريم.