فى مثل هذه الأيام من عام 1958 قامت «الجمهورية العربية المتحدة» لتضم الإقليم الشمالى «سوريا» والإقليم الجنوبى «مصر» وكان ذلك تدشينًا لزعامة «عبدالناصر» فى ذلك الوقت، ولكن «الوحدة» لم تدم لأكثر من ثلاث سنوات فوقع الانفصال نتيجة الممارسات السلبية فى التعامل مع الإقليم الشمالى والقصور السياسى فى فهم الشخصية السورية، ونحن نتذكر الآن أن مشروعات الوحدة العربية الحديثة لم تنجح لأسبابٍ مختلفة ربما يقع فى مقدمتها أنها جاءت بقرارٍ فوقى، ولو تحدثنا اليوم عن «الوحدة العربية» فإننا سنكون مثل شخصٍ عارى الجسد ولكنه يطلب «رباط عنق» أولاً قبل أن يستر عورته أو يرتدى حتى ملابسه الداخلية!.
فلقد تحولت الوحدة - للأسف - من حلم إلى وهم بسبب تردى الواقع العربى المعاصر والمتغيرات التى طرأت على الظروف الدولية والتحولات الإقليمية فضلاً عن الاختراقات التى جرت وضربت العمل العربى المشترك ونالت من هيبة العرب التى تأثرت بهزيمة 1967 وما تلاها من أحداث تشير كلها إلى تراجع الدور العربى فى المنطقة وتزايد سطوة «إسرائيل» وتغلغل نفوذها الدولى وسيطرتها على مراكز صنع القرار فى الدول الكبرى. وقد آن الأوان لكى ندرك نحن العرب هذه الحقائق ونبدأ ببناء دول عربية حديثة بالمعنى السياسى والثقافى وليس بالمعنى العمرانى والتكنولوجى فقط، إننا بحاجة إلى أمة عصرية تعتمد على أساس قومى مع تجمع الكيانات الوطنية مستلهمين روح العصر متفاعلين مع الثورة العلمية مدركين أن التطور هو سنة الحياة وأن التقدم هو فلسفة الوجود.
د. مصطفى الفقى يكتب: الوحدة العربية.. جميع مشاريع إقامة كيان عربى موحد فشلت لأنها جاءت بقرار فوقى.. نحن اليوم بحاجة لأمة عصرية تجمع جميع المكونات مع استلهام روح العصر
الإثنين، 24 فبراير 2014 07:47 ص
مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة