د.أمينة هاشم تكتب: أبلة فضيلة.. أحمد رامى.. أم كلثوم.. ربنا يسامحكم!

أبلة فضيلة..
يا من لك من اسمك نصيب عشنا زمناً على صوتك العذّب يأتينا عبر المذياع يدغدغ خيالنا البرىء، يقيم فينا دنيا الأخلاق والقيم، يبشرنا بحسن العاقبة للأخيار وبالسوء والدمار للأشرار، يحفز فيا الهمم ويدفعنا دفعاً إلى النجاح مهما كانت خلفيتنا الاجتماعية مهما كانت أمورنا الاقتصادية بالغة السوء، لا يهم، فلنتمسك بالأخلاق والفضائل وستأتينا حتماً جوائز السماء التى وعد الله بها عباده الصالحين بيد إننا صدمنا صدمة العمر أمام رياح الزمن العاتية التى أتت على الأخضر واليابس من آمالنا البريئة وقيمنا النبيلة، ويا لهول الواقع الأليم الذى صفع أحلامنا وركلها لتسقط فى مستنقع المادية الضحل، ولنكتشف أننا بتنا كائنات غريبة انقرضت أو كادت، وأن مسميات الشرف والفضيلة قد ولى زمانها، وأن الطيب فى هذا الزمان إذا صفع على خده الأيمن وتسامح وعفا تنهال الصفعات على خده الأيسر، وكأن من لم يحسن الصفاقة والبذاءة يُنّكل به تنكيلاً، ومن هو متمرس فى الإجرام وانعدام الضمير تفتح له الأبواب المغلقة.

أبلة فضيلة لولا بقية من الإيمان ونزعة فطرية من ضمير لكفرنا بكل المبادئ والقيم التى تعلمناها منك، فليسامحكِ الله..

أم كلثوم وأحمد رامى..
عمالقة المعانى الجميلة والبلاغة الفائقة التى تسمو بالسامعين إلى آفاق رحبة من السعادة الروحية تهيم فى الكون بين النجوم والكواكب وأعالى الجبال غير آبهة بتكوينها البشرى، وكأنها روح انسلت من جسدها المُتِرَع بالآلام والندبات وقيود المجتمع إلى حيث الحرية المطلقة فى دنيا جميلة أرضها ورود وبيوتها خمائل وسماؤها قمر ونجوم، الحب العذرى لله وفى الله, عروة وثقى تخترق كل الحواجز البشرية المادية لتتربع فى النهاية على عروش من نور- الوفاء وإيثار الآخر بكل جميل الذكريات المنقوشة على جدار القلب- الانسجام الروحى والتوافق المزاجى حتى كأن أحدهما قد سكبت دماؤه فى شرايين الآخر، ضرب عرض الحائط بكل ما يمليه العقل والحكمة والانصياع الساحر لأوامر القلب، ثم ترتطم الأحلام على صخور الواقع القاسية على أنين القلب المكلوم ودموع الروح الملتاعة والآمال الثكلى لنكتشف ويا لهول ما اكتشفناه أن العمر ضاع مقابل أحلام من نسج الخيال لا وجود لها على أرض الواقع.
فليسامحكم الله جميعاً..