دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط، إلى استئناف الحوار الوطني لمناقشة الخطة الدفاعية وعدم إلغاء جوهر حق لبنان في مقاومة إسرائيل أو أي عدوان إسرائيلي على أراضيه من خلال الشعب والمؤسسات.
واعتبر جنبلاط في حديثه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" الناطقة بلسان حزبه والتي نشرته على موقعها الإلكتروني أن المتغيرات والتحولات تستوجب التفكير بصياغات للخروج من النقاش الدائر حول ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" والوصول إلى تسوية معينة في هذه المسألة.
وطالب جنبلاط بتذكير من أسماهم بعض الأصوات التي تغرد خارج سرب التوافق السياسي الذي تحقق خلال الأسابيع القليلة الماضية بالتراث الوطني والعروبي الكبير الذي تراكم تدريجيًا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلى منذ عهد الحركة الوطنية والثورة الفلسطينية والتي تجسدت من خلال دعم سوري كبير وتلاحم لبناني فلسطيني أدى إلى إسقاط اتفاق 17 أيار (مايو) المشؤوم الذي كاد في لحظة معينة أن يلحق لبنان بالمحور الإسرائيلى.
ورفض جنبلاط التغاضي عن الحقائق التاريخية التي حدثت في تلك الحقبة لإلحاق الهزيمة بإسرائيل من خلال إسقاط اتفاق 17 أيار أو تناسي القتال البطولي في جبل الشيخ والقنيطرة وسواها من المواقع التي سجلت في إطار تلك المعارك التاريخية أو تناسي البطولات التي حققها الجيش المصري في العبور وتحقيق تقدم عسكري غير مسبوق.
وقال إذا كانت اتفاقية فك الاشتباك ثم اتفاقية كامب ديفيد قد أدتا إلى توليد ظروف سياسية معينة منها خروج مصر من الصراع وظروف التسوية أدت إلى تحييد الجولان في تلك الحقبة إلا أن هذا كله لا يلغى تلك المحطات المشرقة في التاريخ العربي المعاصر.
وأكد أهمية إعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس إزاء الأزمة السورية المتفاقمة وضرورة فك التداخل اللبناني فيها، رافضًا نظرية حياد لبنان التي تضرب كل المنجزات والتضحيات الكبرى التي قدمها الوطنيون اللبنانيون في مواجهة المشاريع الغربية من حلف بغداد إلى 17 أيار وتفرغ نضالات المقاومة اللبنانية الفلسطينية المشتركة في مواجهة إسرائيل.
وحذر من أن نظرية الحياد تؤدي بشكلٍ أو بآخر إلى خروج لبنان من الصراع العربي الإسرائيلى وإلى ضرب كل مرتكزات اتفاق الطائف الذي حسم عروبة لبنان وهويته السياسية بعد تضحيات كبيرة على مدى نضال أعوام تم التوصل خلالها لبناء عقيدة عربية للجيش اللبناني محذرًا من أن الدعوة إلى الحياد تؤدى إلى الخروج من اتفاقية الهدنة والمباشرة بشكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.
وحمل جنبلاط فى حديثه بشدة على النظام السوري وممارساته منذ اندلاع الثورة والتي أججت الصراع وشوهت صورة الجيش السوري وربطتها بالقتل والإجرام وأدت إلى جر سوريا إلى الحرب التي وصلت إليها والتي لا يستبعد أن يكون من نتائجها المتوقعة تكرار نموذج الصومال بعد أعمال التدمير المنهجي التي يقوم بها النظام للمدن والقرى السورية المختلفة.
كما انتقد مجموعة "أصدقاء سوريا" لتسهيلها مرور من وصفهم بـ"المرتزقة والعناصر والتنظيمات المتطرفة" التي شوهت الثورة السورية وسرقت من الشعب السورى نضالاته السلمية لنيل حقوقه الوطنية والسياسية المشروعة في الحرية والديمقراطية والكرامة وتقاطعت مع النظام في لعبة العنف وإراقة الدماء مما ساهم في الوصول إلى الوضع الراهن.
