تكدس مرورى بعد إضراب "النقل العام".. والمواطنون يصرخون من مضاعفة أجرة السيرفيس.. والمترو البديل الوحيد.. وأتوبيسات "القاهرة الكبرى" لا تكفى لحل الأزمة.. و"النقابة المستقلة" تحمل الحكومة المسئولية

مع بدء تطبيق إضراب سائقى النقل العام، شهدت شوارع القاهرة والجيزة تكدساً مرورياً وازدحاما وأرتباكا، لاختفاء أتوبيسات النقل العام، مما أثار غضب المواطنين.

وشهد جراج إمبابة الذى يعمل بطاقة 170 سيارة كقوة أساسية تقوم بخدمة القاهرة والقليوبية والجيزة وبعض ضواحى القليوبية، توقف تماماً. وأكد العاملون على عدم إنهاء الإضراب لحين تحقق مطالبهم، وفى جراج إمبابة الذى يقوم بخدمة منطقة السيدة عائشة والعتبة والحسين والتحرير، ومدينة نصر والمنيب، شهد توقفا تاما للسيارات .

وقال مواس حسين ناظر المحطة لـ"اليوم السابع"، إن جميع العاملين رفضوا الانصياع لمطالب الهيئة بفض الإضراب، وأكدوا على عدم ثقتهم بالوعود التى عرضتها عليهم الإدارة، وصمموا على مواصلة الإضراب.
وكشف حسين أن الهيئة استعانت ببعض الأتوبيسات التابعة لشركة القاهرة للنقل الجماعى المشرفة عليها، لتخفيف حدة الزحام، وهو الحل الذى لم ينجح .

وقال عادل مصطفى محامى، إن ساتقى السرفيس استغلوا الموقف وقاموا بزيادة الأجرة وتقطيع المسافات، لتحقيق أكبر استفادة منها، حيث شهدت أجرة السيرفيس ارتفاعا من 3 جنيهات إلى خمسة من مدينة السلام لرمسيس، ومن محطة الإسعاف للكت كات من 75 إلى 150 قرشا. ومن كوبرى الخشب لشارع السودان 2 جنيه، ومن بولاق لإمبابة 3 جنيهات، ومن كوبرى الخشب للسودان 2 جنيه.

وأكد طارق بحيرى رئيس نقابة العمال المستقلة والمشرف على الإضراب، أن من يتحمل المسئولية مجلس الوزراء الذى يطبق سياسة فاشلة تماثل سياسات سابقة، وأشار بحيرى إلى أن الإضراب نجح بنسبة 100% فتوقفت السيارات بـ28 جراجا.

ومن جهة أخرى شهدت مواقف سيرفيس شارع السودان اشتباكات بين المواطنين والسائقين بسبب الارتفاع المبالغ فيه للأجرة، مما دفع المواطنين إلى محاولة تحرير عدة محاضر ضد سائقى الميكروباصات .

وفى موقف أبو العلا وقعت عدة اشتباكات بين المواطنين وسائقى سيارات السرفيس بعد ارتفاع الأجرة إلى الضعف من جنيه ونصف إلى 3 جنيهات، وخاصة بعد خروج الموظفين من أعمالهم.

وقالت منى محمود موظفة "أحضر يوميا لركوب الميكروباص من موقف الجلاء للوصول لمنطقة بشتيل، وكانت الأجرة لا تزيد عن 1 جنيه ونصف، ولكننى فوجئت بارتفاعها إلى إلى 2 جنيه ونصف أى الضعف وفى بعض السيارات إلى 3 جنيهات".

أضافت سعاد محمد ربة منزل" سائقو هيئة النقل العام قاموا بإضراب دون النظر إلى المواطن فى الشارع، وتركوهم فريسة لسائقى السرفيس الذين يستغلون الموقف أسوأ استغلال، وعند إشارة الإسعاف اصطف عدد كبير من المواطنين الذين أعربوا عن غضبهم لعدم وجود وسائل نقل عام وعدم استطاعتهم ركوب مترو الأنفاق بسبب الازدحام الشديد".

وأوضح محمد سعد محاسب، أن محطات المترو لم تخلوا أيضا من الاشتباكات، بسبب التصارع على ركوب عربات المترو.

وأضافت حنان عبد الله التى اصطحبت طفليها: أن ركوب المترو أصبح فى الوقت الحالى خطرا شديدا على طفليها بسبب الازدحام الشديد، خاصة بعد اتجاه أغلب الركاب إلى ركوب المترو عقب إضراب سائقى هيئة النقل العام، وفى نفس الوقت قيام سائقى السرفيس برفع الأجرة للضعف ولا مفر من ركوب التاكسى الذى لجأ سائقوه إلى مضاعفة الأجرة فى التاكسى الجديد الذى يعمل بالعداد.

وقال مروان محمد طالب: سائقو التاكسى قاموا بإلغاء العدادات ووضعوا تعريفة جديدة بأنفسهم وفى موقف عبد المنعم رياض والذى شهد احتشادا كبيرا من المواطنين بالتزامن مع الاختفاء الكامل لسيارات النقل العام، ووجود عدد من سيارات النقل الجماعى والتى لم تعمل على حل الأزمة بسبب عدم تغطيتها لكافة الخطوط التى كانت تعمل عليها سيارات النقل العام مثل السلام والمطار والنزهة والعاشر والحجاز، وأصبح العمل فقط على خط مدينة نصر.

وفى ميدان عبد المنعم رياض أصيب أحد المواطنين بإغماء مفاجئ تبين بعد ذلك أنه يعمل محاسبا فى أحد البنوك الكبرى، وكان قد حضر إلى الموقف لاستقبال أحد الأتوبيسات لتوصيله لمصر الجديدة، للمتابعة مع أحد الأطباء وحال الإضراب دون وصوله، مما تسبب فى مضاعفات صحية، وقام المواطنون بالاتصال بالطبيب المعالج، وإبلاغه بالحالة الذى رد عليه بأنه سوف يرسل سيارة تابعة للمستشفى، لأخذه نظرا لخطورة حالته.