أكاديمية الشعر تصدر "خطاب الزمن فى الشعر الجاهلى" للدكتور الأخضر بركة

الإثنين، 24 فبراير 2014 10:43 ص
أكاديمية الشعر تصدر "خطاب الزمن فى الشعر الجاهلى" للدكتور الأخضر بركة غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن أكاديمية الشعر فى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية فى أبوظبى دراسة جديدة بعنوان “خطاب الزمن فى الشعر الجاهلى" للباحث الدكتور الأخضر بركة لتكون بذلك الدراسة الخامسة عشرة التى تصدرها الأكاديمية من أصل 76 إصداراً لأكاديمية الشعر حتى اليوم فى الشعر النبطى والشعر الفصيح والدراسات النقدية والأعمال النثرية.

والدراسة تقع فى 180صفحة من القطع المتوسط، وهى عبارة عن أربعة فصول ومدخل نظرى حول إشكالية الزمن، حيث تناول الفصل الأول الزمن والمكان، والثانى الزمن وخطاب الجسد، والثالث الدهر وخطاب المواجهة، أما الفصل الرابع فتناول القصيدة والبناء الزمنى.
ورغم أن مسألة الزمن فى الشعر الجاهلى هى من بين أهم القضايا الفنية التى تعرض لها الدارسون الجدد للشعر الجاهلى بدءاً من مشروع طه حسين إلى غاية ما طرحه كمال أبو ديب وريتا عوض وأدونيس وعزالدين البنا وغيرهم، وإن بشكل جانبى ضمن تحليلهم لمسائل أخرى بنيوية وتكوينية وتصويرية خاصة فيما يتعلق منها بالظاهرة الطلليّة (المكان الطللي) لما لها من صلة وثيقة بمسألة الزمن، غير أن الباحث الدكتور الأخضر بركة يؤكد أنه لم يتم تناول موضوع الزمن ببحث علمى أكاديمى من منظور نقدى حداثى باستثناء بعض الكتابات الفردية هنا وهناك, وهنا يشير الباحث معللاً تناوله للبحث بقوله إنه لاغرو فى أن تقديم دراسة جديدة للشعر الجاهلى تعنى مبدئياً الوقوف أمام تحد معرفى أساسه محاولة الابتعاد إلى حدّ ما عن إعادة إنتاج ما قيل فيه قديماً وحديثاً, كما تعنى أيضاً مواجهة صعوبة الإحاطة الدقيقة بالركام النقدى المنجز عن هذا الشعر أولاً وصعوبة تجاوزه ثانياً مؤكداً أن ما ينطوى عليه الشعر الجاهلى من إمكانات تأويلية وتفسيرية غير منتهية أمر يظل محفزاًلتجديد القراءة فيه ضمن تصورات نقدية حديثة.

ولعل خصوصية هذا البحث تبدأ من محاولة تجاوز مستوى الوقوف الاستعراضى للنماذج الشعرية التى تحوى بصورة أو بأخرى موضوع الزمن، ما يعنى أن المتوخى فى مسعى القراءة العام هو تحليل العلاقات النصية والدلالية للخطاب الشعرى الذى يقدم الزمن تجربة وشكلاًوبمختلف التجليات المتنوعة والممكنة, سواء كان ذلك من خلال المشهد الطللى أو من خلال الجسد بما يحمله من سمات تعبيرية زمنية أو من خلال اللغة ذاتها فى بعدها الرمزى واندراجها ضمن شكل إيقاعى ثابت هو القصيدة.

وانطلقت الدراسة كمنهج أساس من قراءة تجربة الزمن فى الشعر الجاهلى بوصفها خطاباً مجازياً مفتوحاً على التأويل بكيفية تتيح الاستفادة من عدة أسس نظرية مختلفة مع بقاء القراءة متحررة من ضغوط مقتضيات صارمة لمنهج ما من جهة, ومتمتعة من جهة أخرى بامتياز ما تدفع إليه النصوص من تأويل غيرمتوقع يثرى هذه القراءة ويبقيها ضمن فضاء اكتشاف جديد, مع تفادى مبدأ التطبيق الذى يفترض مقاربة الشعر بنموذج جاهز تُحشر أبيات الشعر فيه قسراً لتفرض عليها التأويلات المناسبة لروح ذاك المنهج على حساب حرية القصيدة وخصوصيتها الفنية، ما يعنى أنّ الدراسة قائمة على محاولة استنطاق القصيدة بالاستفادة من المنهج البنيوى ومن غيره من التصورات النظرية فى النقد العربى القديم أو فى الفكر الألسنى الحديث من مثل المبالغة والشعرية والسيميائيات.

كما ينطلق البحث من تصور نظرى مهم هو أن الشعر الجاهلى ليس مجرد تصوير لواقع الإنسان العربى فى الصحراء بقدر ما هو يمثل رؤية فنية تحمل فى دلالاتها المتعددة موقف الإنسان الفنان من مظاهر الوجود المختلفة، ورغبته فى المواجهة والتجاوز على مستوى الوعى ضمن مفهوم استقلالية الشعر النسبية عن مجرد التصوير الآلى لمظاهر الواقع.
ويؤكد الباحث أن البحث ليس إحصاء لكل الشواهد الشعرية وإنما هو معرفة استقرائية كشفية من خلال نماذج شعرية معينة تجسد على نحو نموذجى تجربة الزمن شعرياً, وأن قراءة الزمن أيضاً لا تمكن فى ضوء بنية النص التى يندرج فيها فقط، بل يقضى الحال أحياناً أن يقرأ فى ضوء النسق العام للتجربة الشعرية التى يندرج فيها عدة شعراء من مثل التجربة الطللية أو تجربة الشيخوخة ومواجهة الموت أو الدهر ودون أن يعنى ذلك إلغاء أو إهمال لخصوصية الجانب الفردى فى التجربة.

ويخلص المؤلف إلى أنه لا يمكن قراءة خطاب الزمن إلا فى إطار كونه مشروطاً (تاريخياً واجتماعياً ونفسياً)، وفى إطار كونه نصاً منتمياً إلى فضاء الشعرية بوصفه وجوداً علائقياً متوتراً متنامياً مشبعاً بالغياب. كما أنّ البحث لم يكن محاولة لإحصاء كمى لكل الدلالات، بقدر ما كان محاولة حصر تقريبى لمختلف خطوط التوجه الدلالى.

وتعتبر أكاديمية الشعر بأبوظبى - الجهة الناشرة للدراسة - أول جهة أدبية متخصصة فى الدراسات الأكاديمية للشعر العربى بشقيه الفصيح والنبطى، وجاءت فكرة تأسيسها استكمالا للاهتمام الذى توليه إمارة أبوظبى للأدب والثقافة بما فى ذلك الشعر الذى يعد مرجعا مهما وأصيلا فى تاريخ العرب.

وعملت الأكاديمية فى برنامجها السنوى على النهوض بالأنشطة الثقافية المتعلقة بالحقل الشعرى وتنظيم محاضرات وندوات بحثية وورش عمل أدبية بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين من مختلف دول العالم.

كما يتضمن البرنامج السنوى لأنشطة الأكاديمية إقامة الأمسيات الشعرية لمختلف التجارب من أنحاء الوطن العربى علاوة على اهتمامها بنشر الإصدارات الشعرية الإبداعية منها والعلمية.

كما تعمل الأكاديمية على تأسيس مكتبة عامة متخصصة فى دراسات وإصدارات الثقافة الشعبية بمختلف أوجهها ومجالاتها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة