يعيش مريض الفشل الكلوى بمحافظة الدقهلية، الذى يحتاج إلى الغسيل الدموى معاناة يومية، نتيجة ما يتعرض له من آلام، بالإضافة إلى تعرضه للعديد من وسائل نقل العدوى، ما يؤدى إلى وفاته، وتزيد من معاناته الصحية والمالية والاجتماعية، حيث يمثل الغسيل الكلوى نموذجا من العذاب للمريض ومرافقيه أثناء رحلة العلاج، سواء كان فى مراكز الغسيل الحكومية أو الخاصة.
وتقول الحاجة هانم بكر، 65 سنة ربة منزل، إنها تقوم بالغسيل منذ ما يقرب من 3 سنوات، ولا تسطيع الحركة بمفردها، مشيرة إلى أنها تحتاج 2 من أفراد أسرتها على الذهاب معها 3 أيام أسبوعيا للغسيل فى أحد المراكز الخاصة بمدينة المنصورة، لافتة إلى أن المعاملة سيئة للغاية، وأنها اكتشفت أن معظم العاملين بالمركز من هيئة التمريض حاصلين على دبلومات تجارة أو زراعة، ومنهم غير المتعلم من الأساس، بالإضافة أن الطبيب المسئول عن المرضى لا يقوم بشىء سوى قياس الضغط، ويحضر بعد بدء الغسيل بساعتين، فى حين أن مدير المركز لا ينزل إلا علشان التوقيع على قرار أو توجيه الشتائم للمرضى والمرافقين لهم بسبب التأخير عن الغسيل.
وطالبت الحاجة هانم، بضرورة تشديد الرقابة على مراكز الغسيل الكلوى، خاصة الخاصة منها حرصا على حياة المرضى.
وأضافت الحاجة حسنية 59 سنة، ربة منزل، أنها تذهب لمركز الغسيل الكلوى بمستشفى المنصورة الدولى، بعد أن أصبت بفيروس الالتهاب الكبدى، نتيجة العدوى منذ ما يقرب من 3 سنوات، مشيرة إلى أنها برفع عدة قضايا ضد وزارة الصحة، مؤكدة أن الخدمة بمراكز الغسيل الحكومية أفضل بكثير من الخاصة، بعد خبرة أكثر من 7 سنوات مرض.
وطالب محمد السعيد، مصاب بالمرض، من إحدى قرى مركز المنصورة، بزيادة مراكز الغسيل الدموى، للتخفيف عن المريض وذويهم، خاصة أنه يقوم بالغسيل 3 مرات أسبوعيا، ويحتاج لاثنين من المرافقين، بالإضافة إلى سيارة خاصة يدفع لها مائة جنيه فى اليوم، لنقله للمركز وإعادته للمنزل مرة أخرى، حيث يوجد العديد من مراكز طب الأسرة بالمحافظة، مقامة على مساحات كبيرة والبنية الأساسية متوفرة ولا ينقصها سوى الأيادى المدربة، خاصة مع توافر ماكينات الغسيل التى يتبرع بها أهالى الخير.
ويقول أيمن السيد هاشم، 36 سنة متزوج، ولدية طفلين، ومقيم ببنى عبيد، ومريض بالفشل الكلوى منذ 12 عاما، وكان يقوم بالغسيل بمستشفى المنصورة الدولى، ثلاث جلسات فى الاسبوع، وتكاليف الجلسة الواحدة مواصلات فقط 100 جنيه أجرة سيارة، لأن مريض الغسيل يعانى من آلام شديدة، خاصة بعد الغسيل، مشيرا إلى أنه الآن يقوم بالغسيل ببنى عبيد، لتوفير الأعباء المادية الكبيرة.
ويضيف أحمد منصور سلامة سمرة، 41 سنة فلاح بمركز بنى عبيد، يقوم بالغسيل بوحدة المركز، أن منطقة بنى عبيد وميت فارس وطناح، ترتفع بهم نسبة الإصابة بالمرض، مشددا على أنه كان يجب افتتاح الوحدة منذ فترة كبيرة، خاصة أنها متوفر بها كافة الإمكانيات وتكلفت ما يزيد عن مليون ونصف، وبها عدد 2 صالة وعدد 14 ماكينة.
وتقول دعاء المنجى، 31 سنة، مقيمة بقرية ميت محمود، إنها اكتشفت مرضها فى مايو 2012 ولديها طفلين، وكانت تغسل بمستشفى المنصورة العام الجديد، وبعد تشغيل الوحدة ببنى عبيد، بعد التأكد من وجود نفس الخدمة الطبية التى تقدم للمريض، والتأكد من توافر كافة شروط السلامة الطبية، منعا لانتشار العدوى بين الإيجابى والسلبى، تقوم بالغسيل بوحدة بنى عبيد، وأنها خففت عنها كثيرا نفسيا وصحيا وماديا.
وطالب محمد شعبان، مرافق لأحد مرضى الغسيل، بضرورة توفير بدل انتقال لمريض الغسيل الكلوى، التى لا تسمح ظروفه المادية والاجتماعية الانتقال على حسابه الخاص، لكى نمكن المريض أن يتلقى الخدمة الطبية على أكمل وجه، مطالبا الجمعيات الأهلية بالتفرغ الكامل لخدمة العمل الأهلى، والابتعاد عن السياسة لتحقيق مصالح خاصة أو أجندات حكومات أخرى، خاصة أن الكثير من الجمعيات ما تسمى بحقوق الإنسان لا تعمل إلا على هدم الدولة المصرية، وتزيد من معاناة المواطن المصرى.
ويقول جمال مأمون بدر، المحامى، إنه تبنى قضية 18 مريضا بالفشل الكلوى، تم انتقال عدوى الفيروس الكبدى نتيجة إهمال طبى فى مركز طبى حكومى، تابع لمستشفى المنصورة العام القديم، وقمت برفع قضايا تعويض لهم، وكان القضاء المصرى ناصفا لهؤلاء المرضى وقضى بالتعويض لعدد من المرضى، بعد أن أثبتت عدة تقارير من المحافظة والصحة، وجود إهمال طبى جسيم إلا أن مديرية الصحة تماطل فى تنفيذ الحكم.
ويؤكد الدكتور مجدى حجازى، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أنه يوجد 19 مركزا طبيا حكوميا للغسيل الكلوى، و7 مراكز خاصة، ومركزين بالتأمين الصحى، و3 مراكز بمستشفى جامعة المنصورة، مشددا على أن كافة المراكز تخضع لرقابة كاملة من الطب الوقائى ومسئولى الغسيل الكلوى بالمديرية، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة فى حالة أى مخالفة، مؤكدا، أنه منذ تولى المسئولية بالمحافظة لم تشهد أى حالة عدوى نتيجة الغسيل، بعد اتباع نظام جديد، وإجراء التحاليل الدورية للعدوى بالمعمل الإقليمى الموجود بمستشفى صدر المنصورة، بعد أن كانت تتم داخل المستشفيات، ولا تتم بدقة.
ويقول الدكتور أسامة الشحات، رئيس قسم الكلى والمسالك البولية بمستشفى المنصورة الدولى، إنه يوجد 280 مريضا يقومون بالغسيل داخل الوحدة بالمستشفى، والوحدة تعمل 3 شفتات، الشفت الواحد يستغرق أربع ساعات كاملة، ويوجد 51 ماكينة غسيل بالإضافة إلى وحدة غسيل شها وسلامون القماش، و24 طبيبا، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن فى ارتفاع أعداد المرضى، الذى اقترب من 5 آلاف مريض بالدقهلية، وتجاوز الـ50 ألف على مستوى الجمهورية، ونقص الإمكانيات وهيئة التمريض، حيث يوجد نقص ما يقرب من 30% ويأتى ذلك على حساب زملائهم من هيئة التمريض.
وأضاف "الشحات"، أن مريض الغسيل الكلوى أربع أنواع المريض المصاب بفيروس (ب)، والمريض المصاب بـ(c)، أو غير مصاب بفيروسات والمريض الرابع المصاب بالإيدز، ويوجد ماكينة خاصة لكل نوع من هؤلاء المرضى، لمنع انتشار العدوى، مشددا على أن الحل لمريض الغسيل الكلوى وللدولة هو الغسيل البروتينى، مشيرا إلى أنه سيخفف كثيرا من معاناة المرضى، ويوفر الأطقم الطبية وملايين الجنيهات، ويحفظ كرامة المريض لافتا إلى أن القسم بالمستشفى يعمل بالغسيل البروتينى لعدد 3 من المرضى، وهناك أربعة من المرضى تحت التجهيز، مشيرا إلى أن الجمعية الأهلية لدعم مرضى الغسيل البروتينى برئاسة الدكتور محمد عبد القادر صبح، تتحمل كافة النفقات كاملة، إلا أن المشكلة تكمن فى استيراد المحاليل، لافتا إلى أن الأمل لمريض الفشل الكلوى هو الغسيل البروتينى، مشددا على أنه لابد للدولة أن تتدخل، تزيل كافة المعوقات.
معاناة 5 آلاف مريض بالفشل الكلوى بالدقهلية.. 31 مركزًا للعلاج "حكومى وخاص" بالمحافظة.. وشكاوى من "الخاصة".. وهيئة التمريض منهم أميون.. ورئيس القسم بمستشفى المنصورة الدولى: الأمل فى الغسيل البريتونى
الأحد، 23 فبراير 2014 08:54 ص