اقترب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، وسيظهر عدد لا بأس به يعلن خوضه سباق الرئاسى، وسيحدثنا جميعهم عن شكل مصر المبهر، وعن التنمية والتقدم لبلادنا عقب منحنا أصواتنا له، ليكون ساكن الاتحادية الجديد، ومنهم من سيتكلم عن شكل علاقة مصر بالدول الأخرى ودورها الريادى، وعن الحريات وعودة الأمن والأمان حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية.
وسيروج كل مرشح لنفسه بكثير من الوعود التى قد سمعناها ومللنا من تكرارها، ففى هذه السطور لا أهاجم الوعود الانتخابية، ولا أهاجم من ينتوى الترشح للرئاسة، وأريد أن أضع أمامك عزيزى المحتمل أن تكون رئيسا لمصر، نموذجا حدث معى شخصيا لتقرر بشكل نهائى الاستمرار فى السعى إلى حكم مصر أم الثبات فى مكانك، فمنذ أيام معدودة ذهبت إلى رجل أستحسن الجلوس معه، لأنه من بلدياتى «فيومى» يعمل فى «المعمار» ونقول نحن عليه «نفر» ولأجل تحسين اسم مهنته نقلبه بمساعد بناء، وبعد مناداتى له، رأيت وجها مكفهرا، سألته عن حاله، فلم يجب بفمه لأن دموع عينيه سبقت لسانه، فارتبكت لأننى أعلم أنه رجل شامخ لا يبكيه إلا الشديد، وحاولت أن أدارى نظرى عن دموعه، وتركته دقائق معدودة ثم سرعان ما كررت عليه سؤالى عن أحواله، فبعد ما مسح دموعه التى حاول أن يداريها بكفى يديه أجابنى قائلا: «الحمد لله على كل حال»، سألته ما الذى يبكيك فأجابنى: «لا يوجد عمل، وأستلف منذ شهور أموالا لإطعام أبنائى الثلاثة وزوجتى»، وأكمل قائلا: «ليس عندى مشكلة فى أن أجوع ولا أتناول الطعام، ولكن أبنائى الصغار ماذا أفعل بهم؟ قلت له لا تقلق الله يعلم حالنا جميعا، تركته وذهبت إلى صديق آخر ينعم الله عليه بسعة فى الزرق، محاولا أن أحل مشكلة بلدياتى عند صديقى هذا، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فعقب ملاقاتى لصديقى هذا، وجدت حاله أصعب من حال بلدياتى حيث فاجأننى بأنه بعد ثورة 25 يناير، أزالت الحكومة «الأكشاك» التى كان يمتلكها بمحطات مترو الأنفاق، وفقد رأس ماله، وانتهى به الحال أن تطالبه زوجته بالطلاق لعدم احتمالها ظروف عمله المتخبط، سمعت حكاية صديقى هذا الذى أثق فى كلماته فضلا عن أن شقته المتردية، تؤكد كلماته المصحوبة بحزن وشجن، تركت صديقى هذا الذى قصدته فى حل مشكلة بلدياتى، وجلست بينى وبين نفسى أردد هل المسؤولون يعلمون أحوال الشعب؟
عزيزى المحتمل أن تكون رئيسا.. هل تعلم أن حكمة «مفيش حد بينام من غير عشاء» انتهت من قاموس حياة كثير من المصريين؟ هل تعلم أن فينا من يوفر وجبة الغداء لضبط ميزانيته؟ هل تعلم أن فينا من يسير مسافات كبيرة لتوفير أموال نقله؟.وكيف سيحل هذه المشاكل الرئيس القادم؟.
لهذه الأسباب ابتعد عن خوض سباق الرئاسة.. فينا من ينام دون عشاء ومنا من يوفر وجبة «الغداء» وبيننا من يسير على قدمى لتوفير أموال المواصلات
الأحد، 23 فبراير 2014 05:28 م