فى الذكرى الـ56 للوحدة مع سوريا.. مثقفون يطالبون بثقافة مشتركة

الأحد، 23 فبراير 2014 06:28 م
فى الذكرى الـ56 للوحدة مع سوريا.. مثقفون يطالبون بثقافة مشتركة الدكتور فريد زهران
كتبت سماح عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت بالأمس الذكرى السادسة والخمسين للوحدة المصرية السورية، وفى هذا الإطار دعا عدد من المؤرخين والسياسيين إلى ضرورة وجود تعاون ثقافى عربى مشترك بين الدول كنوع من الوحدة، التى من شأنها إحداث نوع من التقارب والتعاون العربى، مع ضرورة الاتفاق على مبادئ أعلى من حكم الشعوب.

الدكتور فريد زهران، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" نعتبر الوحدة أو الإطار العربى مهما وأملنا جميعاً، لأن وجود تعاون وسوق عربى موحد أمر له مبرات تاريخية واقتصادية، حيث يشكل أهمية لبلد كمصر، لأنه يضعها فى موقع أكثر قوة، وذلك نتيجة خلق كيانات أكبر فى مواجهة اتحادات معادية.

وأشار "زهران" إلى أن الاتحاد الأوربى دليل على ذلك، فما يجمع الدول الأوربية أقل بكثير مما يجمع قرينتها العربية.

وقال المؤرخ عاصم دسوقى، إن حلم الوحدة العربية قديم منذ بدأت الفكرة العربية تظهر على مسرح الحياة منذ أواخر القرن الـ19 إلى أن تأسست الجامعة العربية فى مارس 1945، وعقد العرب عليها الأمل فى الوحدة ولكنه لم يحدث.
وأشار "الدسوقى" إلى أنه لم يكن من الممكن أن يصدر قرار واحد يعبر عن الجامعة العربية، على أساس الميثاق الذى يقول بأن من يوافق على قرار مقرر يلُزم به نفسه، وعلى هذا لا يمكن أن نصل لموقف واحد.
وأوضح "الدسوقى" بأن هذا ما جعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يسعى إلى الوحدة العربية إلى أن تم إقرارها فى عام 1958، ولكن سرعان ما حدث الانفصال فى سبتمبر 1961 فى أعقاب قرارات يونية الاشتراكية.
وأشار "الدشوقى" إلى أن الأمل ظل معقوداً على فكرة الوحدة العربية، ولكن مع حدوث ثورات الربيع العربى اختفى البعد العربى من أجل الثورات، حيث إن النظام العالمى الجديد يسعى إلى تشتيت القوميات، وعلى هذا فإن الحكام العرب الذين يتمسكون بالزعامة يخضعون إلى نشاط رأس المال الخاص، والذى لا يعرف عروبة أو ملة أو دين، بل يسعى للربح.

وقال "الدسوقى" اليمن فى طور التقسيم، وليبيا مصيرها الرجوع إلى ما قبل 1951 التقسيم إلى برقة وطرابلس وفزان فى الجنوب، مضيفًا: إذن فالربيع العربى يقوم على التفكيك وليس الرابطة العربية، والحكام يعدون لذلك ولكن الشعوب دائماً لديها الأمل ولكن تبقى السياسة.
ومن جانبه أبدى الروائى الكبير يوسف القعيد، حزنه الشديد لعدم الاهتمام بهذه الذكرى بالشكل الذى يليق بها، وكأنها شيئاً غير موجود. حيث وجه اللوم لوزراء الخارجية وجامعة الدول العربية التى قامت بالأساس على فكرة الوحدة العربية.
وأضاف "القعيد" أن الحلم العربى بمعناه السياسى مؤجل وأعتقد أن الوقت والدولة القائدة لهذا الحلم تعانى حالياً من هموم كبيرة لا حدود لها. ولكن يبقى فكرة العمل العربى المشترك فى مجالات أخرى غير السياسية، مثل الثقافة والاجتماع والإعلام، مشيراً إلى وجود كيانات فى إطار جامعة الدول العربية.
وقال "القعيد" إن الكيان الوحيد الذى يجتمع بانتظام هو كيان وزراء الداخلية العرب كل عام فى تونس وذلك مهم للاطمئنان على الحالة الأمنية. كما طالب اتحاد الكتاب العرب باتخاذ دور مهم فى إطار الوحدة العربية أكثر من الاجتماعات والبيانات الدورية.
وقال الدكتور شريف يونس أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، إن مشروع الوحدة العربية سورى، نشأ بسبب التقسيم الذى حدث للمنطقة التابعة للدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن سوريا لديها مشكلة طوال الوقت وهى أنها تريد أن تكون الأفضل كتكوين سياسى.
وأشار "يونس" إلى أنه تم فرض الوحدة العربية على جمال عبد الناصر ولكنه قام بتنفيذها بشروطه هو، كما طبق النظام المصرى على سوريا رغم أنه أقترح أن يجعلها فيدرالية فى البداية.
وأوضح "يونس" بأن فكرة الوحدة العربية كانت مرتبطة بالأساس بفكرة المصالح الإقليمية للقاهرة، بمعنى أن هذه العاصمة لا يمكن أن تغض البصر حول ما يحدق حول حدودها. موضحاً بأن الوحدة كانت أكذوبة وأوهاماً بحزب البعث، بدليل أن المبادرة جاءت من اليمن الذى تفكك سريعاً.
ورأى "يونس" أنه من الوارد وجود أسس للتقارب والتعاون بين الدول من خلال ثقافة عربية مشتركة، موضحاً بأن كل مجتمع له سماته الخاصة به. ولابد أن يتم الاتفاق على مبادئ أعلى من حكم الشعوب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة