نقلا عن اليومى :
ما أن تقف النجمة الكبيرة سهير البابلى على خشبة المسرح، حتى يصفق لها الرجال، وتزغرد لها النساء فرحا، وتنهال عليها صيحات الإعجاب، تأثرا بما تطرحه على المسرح السياسى من هموم ومشاكل بطريقتها الساخرة التى تعبر عن الواقع المجتمعى.
سهير البابلى أحد رواد المسرح العربى، تتحدث بجرأة فى حوارها مع «اليوم السابع» عن الفن ورجال الساسة وثورتى يناير ويونيو، وتسخر بطريقتها الفكاهية المعروفة من بعض الشخصيات التى طفت على السطح بعد ثورات الربيع العربى.
فى عام 1987 وقفت على خشبة المسرح أثناء تقديمك لمسرحية «ع الرصيف» صارخةً «إحنا شعب يحّبل النملة»، لو أرادت سهير البابلى أن تردد هذه الجملة فى الوقت الحالى توجهها لمن؟
- المقصود من هذه الجملة «إننا بلد إشاعات إشاعات إشاعات»، وأوجهها لبعض النشطاء لأنى أشعر بالضيق منهم، وعلى قدر ما قلت عنهم إنهم «محترمون» على قدر ما قلت «........»، وأقرب توصيف لكلمة نشطاء هى «خُيباء»، وليس فيهم شرفاء إلا ما رحم ربى وهم الذين لم يتقاضوا أموالا، وبصراحة أنا أتمنى تربية الشباب بـ«العصا أو الخيزرانة» ونصيحتى لهم «اهمدوا وتعلموا وتثقفوا وعليكم بقراءة تاريخ العباقرة»، وأود أن أقول لكل من يردد مقولة «يسقط حكم العسكر»، هؤلاء العسكريون أسيادكم ولولا الجيش كنا زمانا وراء الـ«إيه».
على ذكرك لدور الجيش المصرى وانحيازه للشعب فى ثورة 30 يونيو، كيف شاهدت ثورة المصريين ضد الإخوان؟
- شاهدت الملايين تخرج إلى الشوارع «قالعين ملط» يطالبون برحيل المعزول محمد مرسى عن الحكم، بعد الوعود الواهية التى أطلقها ولم ينفذها، ومنها نظافة الشوارع وزيادة الموارد وتفاجأنا أنه كان «هيبيع البلد مش هيخربها» بتحالفه مع أمريكا وفلسطين وغيرهما، وللعلم أنا لم «أتنيل» وأنتخبه، وأريد أن أقولها صريحة «بعد اللى شفته من مرسى أبوس رجلين حسنى حتى لو كان شرابه منتن».
رغم دور الجيش فى حماية ثورتى يناير ويونيو، إلا أن هناك بعض النشطاء يطالبون بعدم تدخله فى الحياة السياسية؟
- أريد أن أسال «ماذا تعنى كلمة نشطاء»، وبصراحة برافو لـ«عبدالرحيم» لأنه «فضحهم»، وأود الإشارة إلى أن الذين انتخبوا مرسى نكاية فى الفريق أحمد شفيق هم الذين خسروا «بعد ما لبتها بانت»، وللحق الجيش بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى لعب لعبة خطيرة بانحيازه للشعب المصرى فى الثورة وأصبح حبيب الملايين وأنا واحدة منهم وأعلنها صريحة بحب السيسى وأحترمه لأنه دوغرى وواضح، وسأمنحه صوتى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا ترشح.
ما ردك على بعض الأصوات التى مازالت تنادى بعودة شرعية المعزول؟
- «أى شرعية» التى ينادون بها، والانتخابات الرئاسية السابقة يشوبها التزوير وأيضاً عليها الكثير من علامات الاستفهام، وأنا مشفقة عليهم «لأنهم غلابة وخدوا قلم فى نفسهم» والشعب المصرى لما يغضب تجاه الحاكم يبقى «خلاص يا ولدى».
يقارن البعض بين مصر فى عهد الرئيس الأسبق مبارك والسابق مرسى، فما رؤيتك لأبجديات هذه المقارنة؟
- لا يصح المقارنة بين مبارك ومرسى، فحسنى مبارك قيمة، وأنا شخصيا «مبكرههوش» لأنه قضى 10 سنين من حكمه بدرجة امتياز، وبعد ذلك كأنه «ماء بارد»، لكنه مصرى أصيل ورفض الهروب للخارج، بعد ثورة 25 يناير رغم الإغراءات التى عرضت عليه من قبل الأمراء العرب، ومع أنى انتقدته قبل ذلك، لكن أعترف بأنه قيمة وجندى لم يهرب من الموقعة، أما مرسى ليس مصريا أصيلا، ومقاد من مجموعة مجرمين، لا يمتون بصلة للمصريين، وأمريكا بتلعب بيهم كقطع الشطرنج، ولعل المصلحة التى تريدها أمريكا من الإخوان تتمثل فى استخدامهم كأداة ليهدموا مصر «القلعة»، لكن لن يستطيعوا هدم مصر أبدا، واصفا موقف قطر وتركيا من الثورة المصرية بـ «المايع»، وكلما أشاهد قناة الجزيرة بالصدفة أبصق عليها لأنى «مبحبهاش» ونحن نحب روسيا أكثر من أمريكا.
لو سمحت لك الظروف ذات يوم بمقابلة المعزول مرسى، ماذا تقولين له؟
- «مصنتش النعمة ليه يا مرسى»، مصر هى الروح والنيل، وليه «مكنتش بتتصرف من نفسك».
هل اعتقدت عند لقائك بمرسى ضمن وفد الفنانين بقصر الاتحادية أنه سيحقق شيئا تجاه البلد؟
- كان يوم «أغبر» يوم لقائنا مع مرسى فى الاتحادية، ووقتها ظللنا نضحك، وقولنا «إيه التفاهة دى» وقلت لهم وقتها «إحنا قاعدين من الصبح ومشربناش حاجة»، وكان نفسى أعلمه «الإتيكيت» وبصراحة هو ورط نفسه برئاسة الجمهورية.
ما هى المواصفات التى تبتغيها فى رئيس مصر القادم ونصائحك له؟
- لابد أن يكون صاحب قرار يصب فى مصلحة مصر وشعبها، ويلتف حوله الجماهير، وله موقف يحسب له وصاحب مشروع حقيقى، وأنصح الرئيس المقبل بحب البلد وناسها، إضافة إلى تقييم عمل الوزراء الذين فى الحكم، «علشان كفاية خدنا خوابير كتير»، وأيضا تعظيم دور الشباب المحترم بصفة عامة، والعودة للقيم الأصيلة للمجتمع المصرى، والمزيد من الديمقراطية وليس التسيب.
كيف ترين هذه الأسماء «أحمد شفيق، عمرو موسى، محمد البرادعى، أيمن نور، حمدين صباحى، باسم يوسف، باكينام الشرقاوى، عبدالمنعم أبوالفتوح»؟
- أحمد شفيق سيظل للأبد رجلا محترما، ولا أنكر أنى ذهبت له أثناء ترشحه للرئاسة والتقيت به بمقر حملته الانتخابية، وعمرو موسى رجل وطنى وخدم مصر، والبرادعى «دماغه عالية»، وأيمن نور «مبحبهوش من زمان واسألوا عنه جميلة إسماعيل»، وأقول لحمدين صباحى «اقعد وبلاش تترشح هتكسف نفسك»، أما باسم يوسف فدمه «بقى بارد على قلبى»، لأنه لا يحترم رموز البلد، ولـ«أبوالفتوح» «معلش سامحنى ملكش أى لازمة»، ولـ«باكينام الشرقاوى» «اختشى على دمك»، ولـ«سليم العوا» «عووووووووووو».
ـ بصفتك من جيل الرواد ما تقييمك لأداء رؤساء مصر من عبدالناصر وحتى عدلى منصور؟
- جمال عبدالناصر صاحب مشروع قومى، وأنور السادات كان يضع مصر أولا ومتواضع جدا، أما حسنى مبارك فهو رئيس بجدارة لعشر سنوات فقط ثم «ضاع العمر يا ولدى»، ومحمد مرسى كالماء لا لون ولا طعم لكن بريحة، وعدلى منصور رجل أخلاق بمعنى الكلمة.
هل من الممكن أن تقومى بتجسيد شخصية نسائية تحاكى شخصية المعزول «مرسى» على المسرح؟
- «أعوذ بالله.. أستغفر الله»، لا أريد أن أجسد شخصيته «علشان مفكرش الناس الغلابة بيه تانى، ده هلكنا وبهدلنا»، والتفجيرات والاغتيالات اللى بيعملوها تدلل على تفاهتهم وعدم احترامهم.
لكن فى مسلسلك الجديد «قانون سوسكا» تقلدين طريقة حديثه بشكل كوميدى؟
- أنا أقلده من ناحية الأداء، ولكن لا أجسد شخصيته أبدا «أعوذ بالله»، حيث أجلس من خلال العمل على «ترابيزة» وأقوم بتعليم البنات قانون سوسكا، وهذا القانون بفرضه بطريقة كوميدية «تفطس من الضحك»، ولكن للأسف لن يلحق العرض برمضان المقبل، حيث إن نصف مشاهده لم تصور بسبب الأزمة المالية التى تحاصره، وأقدم من خلاله كوميديا راقية تصنف تحت مسمى «البكاء والضحك على اللى حصل».
لماذا اختفى مسرح وسينما المرأة من وجهة نظرك؟
- فى الوقت الحالى لم يوجد حتى «الكومبارسات بتوع زمان» وليس لدينا ممثلون «الدرجة الثانية» بعبقرية حسن فايق وعبدالسلام النابلسى، و«مفيش مسرح»، والسينما «مرة فوق ومرة تحت» والمنتجون والموزعون يخشون المغامرة، لكن لو صرفوا هيقدموا مواد سينمائية جيدة، وممكن أعود للتمثيل على خشبة المسرح بشرط تواجد النص المناسب لأن «الكلمة هى اللى بتحركنى»، لكن أرفض التمثيل فى السينما حاليا، لأن المسرح عشقى الوحيد وحصلت على جائزة من مصطفى أمين فى المسرح السياسى، ولا أجد أى غضاضة فى الوقوف على المسرح بالحجاب، كما أننى لا أنسى رد فعل الجماهير على مسرحياتى وأتذكر عندما كنا نقدم العرض المسرحى «ريا وسكينة» بالإسكندرية كان الجمهور يخرج ورانا، وذات مرة رفعوا بنا السيارة أنا والنجمة الكبيرة شادية بداخلها، مثلما حدث مع جمال عبدالناصر فى سوريا.
ما رأيك فى النجوم الذين يحتلون الساحة الفنية الآن؟
- هناك فنانون لم يهتزوا وعلى رأسهم عادل إمام، فهو فنان محترم ومتواضع، ولم يأت مثله حتى الآن، وحبه لفنه ولبيته سر نجاحه، وأيضا يسرا ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى ونادية الجندى ونبيلة عبيد.
كيف تقيمين أداء نقابة الممثلين فى الوقت الحالى؟
- نقابة الممثلين لا تؤدى دورها مع الأعضاء، لكن عندما تعرضت لوعكة صحية هاتفونى واطمئنوا على حالتى الصحية بصفة مستمرة، وللحق يوسف شعبان وأشرف زكى أفضل من تولوا منصب نقيب الممثلين، وكفاية على النقيب الحالى أشرف عبدالغفور لحد كده.
أى الألحان تتذكرينها لزوجك الراحل منير مراد؟
- جميع ألحان منير مراد كان بيهديها لى وكان يحفظنى اللحن الأول، قبل ما تتغنى به المطربة، وهو الذى عرفنى على الرائعة شادية التى كانت إحدى أسباب ارتدائى الحجاب، ودائما أحب أن أستمع لألحانه التى تغنى بها العندليب عبدالحليم حافظ وصديقتى شادية مثل ألحان «ضحك ولعب وجد وحب، وحاجة غريبة، ودبلة الخطوبة» وغيرها، وبالمناسبة لا يمكن أن نعوض الذين رحلوا، وعبدالحليم كان من أعز أصدقائنا هو وسعاد حسنى، وأؤكد للمرة المليون أنه كانت بينهما قصة حب لكن لم يتزوجا.
سهير البابلى فى حوار خاص: بعد اللى شفته من مرسى أبوس على رجلين حسنى حتى لو لابس "شراب منتن"
الأحد، 23 فبراير 2014 01:19 م
الفنانة سهير البابلى والزميل العباس السكرى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
المنيا
اريد ان اعرف الاخبار اول باول
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
المنيا
اريد ان اعرف الاخبار اول باول