قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الناس يختلفون من حيث قدرتهم على تذكر أحلامهم، فمنهم من يكون قادرا على تذكرها تفصيليا بشكل واضح كل يوم تقريبا، بينما آخرون يعانون لتذكر حتى ولو جزء غامض منها.
وقد كشفت دراسة جديدة أن تدفق الدم بنشاط إلى مناطق معينة من المخ ربما يساعد فى تفسير هذا الاختلاف الكبير فى تذكر الأحلام. فبشكل عام، يُعتقد أن تذكر الأحلام يتطلب قدرا من اليقظة أثناء الليل ليتم ترميز الرؤية فى ذاكرة المدى الطويل. لكن من غير المعروف ما هى الأسباب التى تجعل بعض الناس يستيقظون أكثر من غيرهم.
وقد درس فريق من الباحثين الفرنسيين خرائط تنشيط المخ أثناء النوم والمخزنة فى مناطق يمكن أن تكون مسئولة عن اليقظة أثناء الليل. وعندما قارنوا بين مجموعتين من الحالمين على طرفى النقيض من حيث مدى تذكر أحلامهم، كشفت الخرائط أن المنطقة المسئولة عن جمع ومعالجة المعلومات القادمة من العالم الخارجة يتم تفعيلها بشكل كبير فيمن هم قادرون على تذكر أحلامهم. ويتكهن الباحثون بأن هذا يسمح لهؤلاء الناس بالشعور بضوضاء البيئة ليلا والاستيقاظ للحظات. وبهذه العملية يتم تخزين ذكريات الحلم ليتم تذكرها فى وقت لاحق.
ولدعم هذه الفرضية، وجدت حالات طبية سابقة أنه عندما تكون هذه المناطق فى المخ مصابة بخلل نتيجة لسكتة دماغية، يفقد المرضى القدرة على تذكر أحلامهم حتى وإن كانوا يظلوا قادرين على تحقيق حركة العين السريعة، هى مرحلة من النوم غالبا ما يحدث أثنائها النوم.
هذا المخ النائم لا يمكنه تخزين المعلومات الجديدة فى الذاكرة الطويلة، فعلى سبيل المثال لو قدمت لشخص ما كلمات جديدة ليتعلمها أثناء النوم، فإنه سيستيقظ غير مدرك تماما ما سمعه. لكن هذا الأمر يخلف سؤالا لا إجابة له حول كيف يمكن الشخص أن يتذكر الحلم فى الصباح.
ويقول مؤلف الدراسة وطبيب الأعصاب بيرين روبى، من معهد استيرم الفرنسى لأبحاث الصحة لعامة إنه لو كان المخ النائم غير قادر على تذكر أمر ما، فربما يجب عليه أن يستيقظ لترميز الأحلام فى الذاكرة. وأضاف أنه لو استيقظ أثناء الحلم، يكون لدى المخ فرصة لتحويل الومضات الخافتة إلى مخزون أطول فى مداه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة