صدر كتاب له أهميته لأن كاتبه أستاذ فى الطب يؤمن بوحدة المعرفة واستشراف المستقبل ويعتنق الأسلوب العلمى منهجًا وطريقًا، أما الكتاب فهو «رسالة من الزمن القادم» وأما المؤلف فهو الدكتور «حسين كامل بهاء الدين» وزير التعليم الأسبق بمرحلتيه المدرسية والجامعية فضلاً عن تاريخه الطويل فى العمل السياسى فى عصرى «عبدالناصر» و«مبارك»، وتبدو أهمية طرق موضوعات هذا الكتاب فى أننا نمر بفترة فارقة ومرحلةٍ استثنائية تستدعى منا جميعًا التوقف عن اجترار الماضى والتهيؤ للمستقبل حتى ننصرف عن «الماضوية» التى استهلكت وقتنا واختزلت حاضرنا وبددت ملامح ما كنا نسعى إليه مدركين أن الانتصار قرار عقلى وأن الاستسلام قرار عقلى.
وكذلك الأمر بالنسبة للنجاح والفشل وأيضًا التفوق والتخلف، فالقضية فى النهاية تعتمد على عنصر الإرادة فى عالم يجرى بسرعة هائلة أمامنا ونحن غرقى فى بحار العواصف وضباب الغيبيات، إن الإرادة الإنسانية قادرة على صنع المعجزات فما بالنا بإرادة شعب وعزيمة أمة! خصوصًا وأنه قد سبقنا فى هذا الطريق دول كثيرة تخطت الصعاب وتجاوزت العقبات، ولقد لمس الدكتور «بهاء الدين» هذه القضايا بمهارة الطبيب وحنو أستاذ «طب الأطفال» الذى كان رئيسًا لجمعيته الدولية، وهو يناقش فى براعة العلاقة بين سنوات العمر ومستويات الفهم ودرجات الاستيعاب، إننا بحاجة إلى كثافة عالية من الدراسات والأبحاث حول الزمن القادم مع الابتعاد عن تشخيص الماضى والبكاء على الأطلال وذرف الدموع على اللبن المسكوب، فليتهيأ العرب عامة والمصريون خاصة إلى البدء فى خطواتٍ صحيحة على الطريق السليم بدلاً من الخطوات العبثية على طريقٍ منزلق يدفعنا نحو نفق مظلم ليس له نهاية!.. شكرًا للدكتور «بهاء الدين» الذى يحاول أن يدفعنا لكى ننظر إلى الأمام.
د. مصطفى الفقى يكتب: الزمن القادم.. النجاح والفشل يعتمدان على الإرادة.. ومصر تمر اليوم بمرحلة فارقة تستدعى منا جميعا النظر للمستقبل
الأحد، 23 فبراير 2014 08:37 ص