تحليل لـ CNN: واشنطن وموسكو.. هل تلعبان الشطرنج أم بالدم فى أوكرانيا ومصر؟

الأحد، 23 فبراير 2014 10:54 ص
تحليل لـ CNN: واشنطن وموسكو.. هل تلعبان الشطرنج أم بالدم فى أوكرانيا ومصر؟ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
أتلانتا : CNN

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، فى تحليل نشرته على موقعها الإلكترونى، صباح اليوم، أن الخلاف فى الرؤى بين الولايات المتحدة وروسيا، بشأن عدد من الملفات الدولية، يشبه إلى حد كبير لعبة الشطرنج، ولفتت إلى أن رغبة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الحفاظ على نفوذه بمنطقة الشرق الأوسط لا ينحصر على سوريا فحسب، فقد التقى وزير الدفاع المصرى المشير، عبد الفتاح السيسى، خلال زيارته لموسكو هذا الشهر، وأيد ترشحه لرئاسة مصر، حتى قبل إعلان الأخير دخوله السباق الرئاسى، وتناولت الزيارة مباحثات حول صفقة عسكرية بقيمة مليارى دولار، فى الوقت الذى علقت فيه أمريكا جانبا من المساعدات العسكرية لمصر.

وقالت الشبكة، إن روسيا تراهن على الزيارة لإحياء علاقات انفصمت منذ عهد الرئيس المصرى الأسبق، أنور السادات، وظلت باردة إبان حقبة خلفه، حسنى مبارك، طيلة ثلاثة عقود، والاستقبال الحميمى للسيسى ووزير الخارجية نبيل فهمى، يبدو أنه صمم لبعث شارة لأمريكا مفادها أنه مازال لروسيا نفوذ لدى أكبر دول المنطقة، من حيث النفوذ وعدد السكان، وأنها على استعداد لتوطيد علاقتها العسكرية.

وقال التحليل، "حاول الرئيسان، الأمريكى باراك أوباما، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، فى محادثة هاتفية الجمعة، إظهار أنهما يعملان معا لأجل فرض الاستقرار فى أوكرانيا، كما غابت عن المكالمة الاتهامات التى تبادلها الطرفان، قبل نحو شهرين، بشأن مستقبل الدولة التى كانت ضمن دول الاتحاد السوفيتى سابقا".

وأشارت CNN إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى تواصل تفنيد تكهنات بشأن حرب باردة جديدة مع روسيا، إلا أن ذلك يتضح أكثر وأكثر بالاحتجاجات من جانبهم، وبدا ذلك جليا، أمس السبت، من خلال مكالمة هاتفية، بين وزيرى الخارجية الأمريكى، جون كيرى، ونظيره الروسى، سيرجى لافروف، بعد أنباء عن مغادرة الرئيس الأوكرانى، فيكتور يانوكوفيتش، العاصمة كييف، بعيد ما وصف بـ"الانقلاب".

وقال كيرى، وبحسب ما نقلت وزارة الخارجية، إنهما اتفقا على ضرورة حل الأزمة السياسية الأوكرانية دون عنف، وشدد لنظيره الروسى على ضرورة أن تعمل الدولتان على تشجيع أوكرانيا للتحرك صوب تغييرات دستورية، وبالمقابل قال لافروف، إنه أعرب، خلال المقابلة، عن قلقه إزاء "جماعات متشددة خارجة على القانون" ترفض إلقاء السلاح، وذكّر بمكالمة هاتفية جرت بين أوباما وبوتين، ودعا فيها الأخير "أوباما لاستخدام كافة السبل المتاحة لكبح التحركات الراديكالية غير المشروعة وتسوية الوضع على نحو سلمى، وفق ما نقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية عن تغريدة أصدرتها وزارة الخارجية بموسكو.

ولفتت CNN إلى أنه فى ديسمبر الماضى انتقد كيرى أوكرانيا بحدة لرفضها اتفاقا بزيادة حجم التبادل التجارى مع أوروبا، وشدد وزير الخارجية الأمريكى على أن بلاده غير منشغلة بمزايدة حول حرب باردة مع روسيا بشأن أوكرانيا أو أى من دول الاتحاد السوفيتى السابقة، وهى تصريحات تحمل ذات النبرة صدرت عن واشنطن خلال الأشهر الأخيرة، آخرها من البيت الأبيض ذكّر فيها أن الأزمة فى أوكرانيا ليست تذكيرا بالنزاعات بالوكالة إبان حقبة الحرب الباردة، وجاءت آخر المواقف الأمريكية بشأن الأحداث فى كييف هذا الأسبوع على لسان أوباما، بالتأكيد على رؤيته للاختلافات بين واشنطن وموسكو حيال أوكرانيا وسوريا قائلا، "موقفنا هو لا ننظر إلى هذه كلعبة شطرنج بالحرب الباردة فى منافسة مع روسيا، هدفنا هو ضمان بأن يتخذ الشعب الأوكرانى قراراته لتحديد مستقبله، وقدرة الشعب السورى على اتخاذ قرارات دون قنابل تقتل النساء والأطفال، أو الأسلحة الكيماوية، أو تجويع بلدات لأن مخلوعا يريد التشبث بالسلطة".

وقالت CNN فى تحليلها، إن أوباما محق فى أنها ليست بحرب باردة، فللولايات المتحدة اليوم اليد العليا، اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا، لكنها تواجه استعادة روسيا لقوتها وتحديها وتزايد تسلطها، لكن بالنظر إلى جوهر الأشياء، إنها لوح شطرنج، وأزمة أوكرانيا تمثل الحركة الأخيرة فى الصراع حول النفوذ العالمى بين واشنطن وموسكو ، موضحة أن هناك أوجه تشابه مع سوريا حول اختلافات القوتين بشأن أوكرانيا، فحتى مؤخرا تحدى الرئيس الأوكرانى معارضيه الموالين للغرب، بدعم سياسى ومادى روسى، كما هو الحال مع الرئيس السورى، بشار الأسد، الذى تمكن من الصمود بوجه حرب أهلية ثلاث سنوات، وتهديدات أمريكية بضربات عسكرية، أيضا كذلك بدعم عسكرى ومادى ودبلوماسى روسى.

وفى كلتا الحالتين، قابل الرئيس الأمريكى تحركات نظيره الروسى، بأخرى مشابهة، فقد منعت واشنطن 20 مسئولا أوكرانيا من دخول أراضيها، وهددت بالمزيد من الإجراءات إذا ما واصلت القوات النظامية حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين، ونظرا لسخطها إزاء إخفاق موسكو فى إقناع النظام السورى بأى تسوية أثناء مباحثات جنيف برعاية أمريكا وروسيا، تبعث الولايات المتحدة الآن بإشارات لكونها تنظر فى خياراتها بشأن سوريا، حيث تكاثفت هجمات قوات الأسد على المدنيين.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الرياضة ليست بمعزل عن الخصومة بين الدولتين، فالرئيس الأمريكى رفض حضور أولمبياد سوتشى، وأرسل رياضيين مثليين، فى لطمة واضحة للقانون الروسى المناهض للمثلية، علما بأنها المرة الأولى على الإطلاق، منذ عقد، يعتذر فيها الرئيس الأمريكى، ونائبه، والسيدة الأولى والرئيس الأسبق، عن عدم حضور افتتاح أو اختتام دورة أولمبية.

وزاد من الطين بلة، فوز فريق الهوكى الأمريكى بالدورة الشتوية، على الدولة المضيفة، للمرة الأولى منذ عام 1991.

وعموما، حقق الرئيس الروسى من خلال الدورة نجاحا، فكل التوقعات والتكهنات بهجوم إرهابى واحتجاجات سياسية لم تتحقق، ورغم الإخفاقات الطفيفة فى مستهل الدورة الرياضية، إلا أن الجميع أشاد بتنظيمها، كما أن بوتين قام بزيارة الوفد الرياضى الأمريكى فى مقرهم.

ومع الهدنة المهتزة فى أوكرانيا، على أمريكا الاستعداد لمزيد من التشبث المتهور فى أوكرانيا، سواء عبر الابتزاز المالى أو حتى إرسال قوات حال استمرار العنف، عليها التجهيز لخطوتها المقبلة فى لعبة الشطرنج، وبما أن مستقبل أوكرانيا على المحك، فإن الأمر يتعدى مجرد اللعبة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة