أقيم مساء أمس السبت على خشبة المسرح الوطنى العراقى وسط العاصمة بغداد حفل اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية بمشاركة عربية ودولية.
وحضر الحفل وفد من الجامعة العربية برئاسة نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلى والسفير المصرى لدى بغداد الدكتور أحمد درويش والعديد من أعضاء السفارة وشخصيات حكومية وبرلمانية وجمع غفير من المثقفين والفنانين والأكاديميين.
وألقى وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر حمود كلمة فى بداية الحفل، أشار فيها إلى أن الوزارة أقامت العديد من الاحتفالات والفعاليات والمهرجانات خلال هذا العام.
وأكد الحمود، عزم الوزارة بناء دار الأوبرا فى بغداد والذى كان حلما منذ الخمسينيات وإعادة تأهيل وترميم الشوارع القديمة كشارع الرشيد والكنائس القديمة فى العاصمة بغداد.
ومن جانبه أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلى فى كلمته خلال حفل الاختتام، أن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 أبرزت وجه بغداد المتعدد من ناحية الثقافات والأدب والفنون، متحدية الإرهاب الذى يضرب بغداد ويعبث بها.
وقال بن حلى، إن مشاركة جامعة الدول العربية فى حفل الاختتام هى فرصة لتحية العراق على نجاح هذه التظاهرة الثقافية العربية العامة التى سجلت نجاحه فى إبراز وجه بغداد المتعدد من ناحية الثقافات والأدب والفنون وكافة مفاصل الحياة.
وأضاف، أن بغداد أثرت الحضارة الإسلامية بالكنوز الثمينة فى جميع النواحى وهى لا زالت تثريه بالفكر والإبداع وكان عام الثقافة هذا تقليد لبغداد لما قدمته من روائع الأدب والفن والعلم وما أضافته للحضارة العربية والإسلامية.
وأوضح بن حلى، أن إرساء تقاليد الجامعة العربية فى تنصيب كل دولة عربية عاصمة للثقافة العربية ليس الهدف منه الاكتفاء باستدعاء التاريخ الثقافى والحضارى لهذه العاصمة وإنما هو أيضا لتحفيزها لتنشيط الحركة الثقافية وولوج لحركة المستقبل لمواصلة إبداعها الثقافى والتكنولوجى ومواكبة الحضارة الإنسانية وفنونها.
كما أنه يهدف إلى النهوض باللغة العربية وتطويرها وتطويع مفرداتها وابتداع مصطلحاتها لاستيعاب مختلف العلوم والتكنولوجيا والحفاظ على مكانتها بين لغات العالم الحية والتوجه بها نحو مجتمع المعرفة فاللغة العربية هى وعاء الثقافة العربية وهى النهر الذى تصب فيه ثقافات المجتمعات للبلدان العربية.
ولفت بن حلى إلى أن العالم احتفل أمس فى 21 من فبراير بلغة الأم واليوم نحتفل بهذه المناسبة فى بغداد وما قدمته هذه المدينة العريقة من أكبر الروائع لأدبنا وتاريخنا، مشيرا إلى أن اللغة هى الإطار المشترك الذى يقيم على الأطر الروحية والأخلاقية والحفاظ على هويتنا وبالذات فى هذه المرحلة التاريخية التى ظهرت فيها دعاوى صدام الحضارات ونوازع التطرف والجهل والتعصب والخوض فى ثقافة الأخر وبشكل أدق استهداف الثقافة العربية والعقيدة الإسلامية أو ما اصطلح عليه" إسلام فوبيا".
وشدد نائب الأمين العام للجامعة العربية على وجوب التصدى بحزم لهذه المفاهيم الخاطئة والصور النمطية عن الإسلام وإبراز قيمه السمحاء ومثله العليا، لافتا إلى أن التأخر العربى فى توطين العلوم والتكنولوجيا وعدم إنتاجها هو الذى أدى إلى ضمور الثقافة العربية حاليا وسجل عجزنا عن مواكبة حركة الإنتاج العلمى عن المستوى العالمى وإلى هذه الفجوة السحيقة التى تفصل دولنا العربية عن الدول المتقدمة فى مجال الإنتاج العلمى والتكنولوجى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة