نقلاً عن اليومى..
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.. ذاك مثل عربى قديم، يؤمن به الناس فى كل مكان بالعالم، باستثناء مصر، فنحن شعب «على قلبه مراوح»، وقلما يلتزم بمواعيده إلى درجة أنه إذا ضرب اثنان موعدا للقاء يؤكدان على عدم التأخر بجملة: «مواعيد إنجليزى مش مصرية».
والحقيقة أن توجيه اللوم أو بالأحرى «كل اللوم» إلى الشعب، فيما يتعلق بعدم احترام المواعيد، ليس منطقيا، فالمناخ العام بأسره يشجع على التراخى، والازدحام المرورى بالقاهرة الكبرى يبلغ مبلغًا يكاد يكون غير مسبوق فى العالم العربى بأسره، ذلك إلى الحد الذى يدفع كاتبا إلى وصف العاصمة بنبتة صبار مليئة بالأشواك.
وتشير تقديرات إلى أن الازدحام فى القاهرة الكبرى يبلغ ذروته بمعدل يصل إلى نحو 42 ألف نسمة فى الكيلومتر المربع وهو ما يوازى خمسة أضعاف الازدحام فى عواصم عالمية مثل لندن وباريس، حيث تصل الكثافة السكانية فيهما إلى 7 و8 آلاف نسمة لكل كيلومتر مربع.
وتتفاقم المشكلة بزيادة عدد السيارات سنويا بما يقدر بحوالى 130 ألف سيارة، تقوم بحوالى 41.5 مليون رحلة يوميا، فإن الشارع لا يتسع فعليا إلا لـ12٪ من حجم هذه الحركة، و75٪ من شبكة الطرق التى أُنشئت قبل نصف قرن أصبحت لا تتوافر فيها الشروط والمواصفات المطلوبة لحركة المرور فى الزمن الحالى.
وطبيعى تحت وطأة هذه المؤشرات أن تسير القاهرة كالسلحفاة، ومنطقى أيضا أن يتكبد الاقتصاد المصرى وفقا لأقل التقديرات نحو خمسة مليارات جنيه سنويا بسبب الازدحام.
ومؤخرا تسبب انهيار كوبرى «الشيخ منصور» بمنطقة عزبة النخل، فى زيادة الاختناق المرورى، بخاصة مع غلق محطتى مترو «المرج، وعزبة النخل».
أين الخلاص؟ وما خارطة الطريق للخروج من القاهرة التى أصبحت مثل «يوم الحشر»؟
لتكن البداية من الجيزة، المحافظة ذات التكدس السكانى الرهيب، والتى «تتورم» وتتفاقم حالتها، حيث تقدم عبدالحميد منطاش المدرس المساعد بكلية تجارة جامعة القاهرة بخطة متكاملة لحل أزمة الزحام المرورى بمعظم مناطق الجيزة، معتمدًا لا على اختصاصه بالقضية من الناحية الفنية، وإنما لسابق خبرته ونجاحه فى حل مشكلات مشابهة عبر خطط تقدم بها لمحافظة القاهرة العام الماضى وحقق تطبيقها نجاحا ملحوظا.
وتتضمن الخطة العمل على حل مشكلة تكدس السيارات فى الشوارع الرئيسية فى الجيزة بسبب مواقف السيرفيس التى تجعل من منتصف الطريق موقفا لها، بالإضافة إلى تعديل بعض المحاور المرورية، بجانب تغيير بعض الاتجاهات وإدخال بعض التعديلات البسيطة التى من شأنها تسهيل الحركة المرورية ومنع تكدس السيارات.
وتضمنت المقترحات أيضا إدخال بعض التعديلات على كبارى المشاة خاصة كوبرى المشاة أمام جامعة القاهرة لمنع استخدامه فى أعمال العنف أثناء مظاهرات الطلبة، وتشتمل المقترحات العديد من المناطق الحيوية بالجيزة كمحور أحمد عرابى، والطريق الدائرى ومحور المريوطية، وإشارة كوبرى الجامعة، وشارع فيصل، ومشكلة الزحام المرورى بمنطقة مترو الجامعة وكوبرى فيصل، ومشكلة الحوادث أعلى محور صفط اللبن، بالإضافة إلى مشكلات شارع البطل أحمد عبدالعزيز.
موضوعات متعلقة:
نقص سلالم المشاة والأسوار أصل الأزمة بـ«مترو الجامعة» .. تحديد أماكن جديدة لوقوف الـ«ميكروباص» والأتوبيسات ومنع الانتظار
فيصل.. البحث عن «خارطة طريق» .. استحداث «نزلات للدائرى» عند المنشية وتوجيه السيارات لـ«كفر طهرمس وعمرو بن العاص»
تجربة الكبارى العلوية
«الكاميرا» و«الرادار» والدوريات بـ«صفط اللبن»
محور المريوطية.. الرقابة الليلية هى الحل
تغيير ديكورات كوبرى المشاة فى «بين السرايات» .. استخدام الرخام والجرانيت لوقف الكتابة على الجدران.. ومنع الركاب من انتظار الميكروباص
طرد «جحافل الميكروباص» لتحرير محور أحمد عرابى
حواجز «نيوجيرسى» و«عيون القط» بـ«البطل أحمد عبدالعزيز» .. تنظيم وقوف الميكروباص ومنع الملاكى وتحرير المخالفات الفورية وإلغاء إشارة التقاطع مع عبدالمنعم رياض
«السكتة المرورية» تضرب قلب الجيزة .. مدرس بجامعة القاهرة يكتب روشتة لـ«أمراض الزحام المستعصية» بعد نجاح مقترحات تقدم بها العام الماضى
الأحد، 23 فبراير 2014 11:21 ص
زحام مرورى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة