المؤكد أن مولد سيدنا الحسين هذا العام سيكون مختلفاً، لأن مريديه أحسوا بالقهر فى السنوات الأخيرة، وخضع بعضهم لابتزاز العقول الصحراوية، التى حاولت بناء أسوار من الرعب حول أضرحة آل البيت، وهدد مجانينهم بالهدم، بدأ الحصار الشديد على الموالد قبل ثلاث سنوات عندما تصور المتطرفون أنه آن الأوان للانتقام من الوجدان المصرى كله، لأنه ضد جهامتهم وطريقتهم فى الحياة، وتواطأ نظام مرسى الذى كان يخطط لمسح كل ما هو صادق وإبداعى.
سيدنا الحسين ستحل ليلته الكبيرة الثلاثاء المقبل، فى غياب كارهى الفرح، الذين تحصنوا بعد خروجهم من السلطة بالغل، واتجهوا إلى قتل الأبرياء ابتهاجا بفشلهم فى كل شىء، تصوروا أنهم يقدرون على طرد الحسين والسيدة زينب وأم الحنان وسيدى على والسيدة نفيسة من قلوب الناس، فى العامين الفائتين كنا نذهب إلى هناك وكأننا نودع أجمل ما فينا، نحاول أن نبدو متماسكين ونحن فى حلقات الذكر، قل عدد الفلاحين الوافدين بشكل مخيف، اختفت مصابيح كثيرة وقلت «الخدمة» وقل الخير.
عشاق مولانا بدأوا فى التوافد هذا العام مبكراً، يشعرون أنهم استردوا طفولتهم وذكرياتهم وتدينهم الفطرى وإحساسهم القديم بالفرح، هم يعرفون أن أعداءهم يسنون ضغائنهم فى مكان ما، ومع هذا نزلوا إلى الساحات لكى يظل الحسين عمرانا، المستشرقون وهم يتحدثون عن الموالد فى كتبهم كانوا يرصدون المظاهر فقط كما يرصدها الإعلاميون الآن، لم ينبشوا فى المناطق البكر داخل عشاق أهل البيت بحثا عن الكنوز الدفينة، التى هى ثروة مصر الحقيقية، والتى ساعدت على الإطاحة بضيقى الأفق، الذين يشعرون بالهزيمة إذا احتفل الناس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة