محمد عمر يكتب: أُنثَى العَنكبوتْ

بينما كُنتُ أُودّعكِ وأنصرفْ...
كانت نفسى تتمزقْ
كان قلبى يتحرَّقْ
كان جُرحى يتعَمَّقْ
انصرافى ...فى خيالى ...كان ذنباً أَقترفْ
كُنتُ مهموماً أسيرْ
عِشتُ تأنيبَ الضميرْ
ذُقتُ فى البردِ الهجيرْ
كانَ يملؤنى الندمْ ... كان يقتُلنى الأسفْ
كانَ ظَنى....
أنى تركتك ِغيرَ مُتِّزنَةْ
أنى سبّبتُ لكِ مِحنةْ
أنى سددتُ إليكِ طعنةْ
أنى تركتُ خَلفى جراحاً و دماً قد نزفْ
كان ظنى...
أنى وحيدٌ ركبَ سيارتكْ
أنى وحيدٌ شارككِ سِجارتكْ
أنى وحيدٌ ذاق حلاوةَ قُبلتكْ
أنى الوحيدُ فى كلِ هذا وأنى مُختلِفْ
كان ظنى...
أنّه بعدَ الرحيلْ ...
أنّ حباً لَن يزولْ
أنّ وقتاً قد يطولْ...
حتى ينسانى قلبُكِ وعنّى ينحرفْ
لكن وقتا لم يمرْ...
و كان حبٌ قد أفَلْ
و كان شىءٌ قد حَصلْ
و كان غَيرى قد وَصلْ ...
كى يجلسَ فى مكانى ومنكِ يقتَطِفْ
و هأنذا أراه ...
مثلى ... يركبُ السيارةْ
مثلى... يشارككِ السِجارةْ
مثلى... يمتلىءُ لذةً و حرارةْ
مثلى ... يُمسككِ كأسَاً ومنها يرتَشِفْ
و هأنذا أرى ...
امرأةً كأنثى العنكبوتْ
ذكرا جديدا هَا يَموتْ
تقتُله فى نفسِ الخيوطْ
لا عينَ لها تطرُفُ و لا قلبَ يرتجِفْ
و هأنذا أقولْ ...
لستِ سوى امرأةٍ مُغويةْ
عَلى كُلِ رجلٍ حَانيةْ
لستِ سوى تلكَ الغانيةْ
الكلُ يتذوقُها ومنها يَغترِفْ .