قالت مجلة فورين بوليسى، إنه بينما تواجه مصر الكثير من التهديدات، بدءا من التمرد فى سيناء حتى النظام الرئاسى الذى لا يزال غير مستقر، فإن التحول الدراماتيكى فى ثروات الطاقة فى البلاد، خلال السنوات الأخيرة، والتحديات الصارخة التى تواجه الاقتصاد، يمكن أن تشكل الصداع الأكبر فى رأس المشير عبد الفتاح السيسى.
وأضافت المجلة الأمريكية، أنه قبل بدأ موجات الربيع العربى، فإن مصر حولت احتياطاتها الوفيرة من الغاز الطبيعى، باعتبارها ثالث أكبر مخزون فى أفريقيا، إلى صادرات مربحة لأوروبا وآسيا، كما عملت على توسيع نظامها الكهربائى من خلال محطات توليد الطاقة.
هذا فيما تسعى مصر جاهدة اليوم لاستيراد الغاز الطبيعى فقط لتلبية الارتفاع الشديد فى الطلب المحلى، فيما تراجعت صادرتها. وفى مؤشر على مدى سرعة تغير الوضع المميز لمصر، هناك محادثات جارية لاستيراد الغاز من إسرائيل، بعد أقل من عامين من توقف الصادرات المصرية لتل أبيب.
وتقول المجلة، إن هذا الوضع المعاكس نتيجة لسياسات اقتصادية لا يمكن تحملها، مثل أسعار الوقود المدعوم بسخاء للمنازل، مما يحفز النمو الجامح فى استهلاك الغاز، وهذا مسبب كبير للقلق بشأن قدرة المشير السيسى على مواجهة التحديات الاقتصادية الهائلة فى البلاد.
ورغم أن رفع أسعار الطاقة المحلية من شأنه أن يهدد بإثارة الاضطرابات الاجتماعية، تقول المجلة، لكن نفاق المليارات لدعم الطاقة يفاقم عجز الميزانية ويزيل مصدرا مهما لعائدات التصدير. وتنقل عن تقرير للمؤسسة العربية للاستثمارات البترولية، أنه فى محاولة لتصحيح هيكل السوق وتشوهات الطاقة، دفعت الحكومة المصرية نفسها بين المطرقة والسندان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة