صرح الدكتور جمال سعدى الرئيس المنتخب للجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى، بأن الجمعية شاركت فى لقاء علمى تواصلى مثمر مع أطباء إثيوبيين لزيادة الوعى بأمراض الكلى.
وقال الرئيس المنتخب للجمعية المصرية "إن السفارة المصرية شاركت فى الاهتمام ورعاية هذا اللقاء العلمى الذى تم عقده بفندق هيلتون بالعاصمة الإثيوبية، وإن السفير محمد إدريس سفير مصر لدى إثيوبيا حضر جزءاً من اللقاء وأعرب عن ترحيبه ودعم هذا النشاط".
وأوضح د.جمال سعدى أستاذ الباطنة والكلى فى قصر العينى، أن أنشطة الجمعية المصرية تتضمن عقد لقاءات علمية للتعليم الطبى المستمر لأمراض الكلى، ويتم عقد هذه اللقاءات مع كل الأطباء الذين يمكن الوصول إليهم، بما فيهم الزملاء بمختلف المحافظات فى مصر وأى نشاط علمى يمكن القيام به حتى فى خارج مصر لتقديم المساعدة للزملاء الذين يمكن التواصل معهم.
وأضاف قائلا "إن هذه اللقاءات نسميها لقاءات تواصلية أكثر منها تعليمية، لأنه توجد دورات تدريبية للتعليم الطبى وتوجد لقاءات للتواصل، وإن اللقاء الذى تم عقده فى أديس أبابا هو لقاء للتواصل وإلقاء محاضرات لزيادة الوعى بأمراض الكلى ومدى أهميتها كأسباب مؤدية إلى القصور الكلوى المزمن، وهذه محاولة لتقليل نسبة الإصابة بهذا المرض واللجوء إلى العلاج البديل سواء غسيل دموى أو زرع كلى، وهذا اللقاء يسمى "لقاء علمى تواصلى" مع الأخوة فى إثيوبيا الذين يهتمون بمجال الكلى، وعددهم ليس كبيراً كمتخصصين، ونحن نحاول تنمية المعلومات لدى هؤلاء الزملاء فيما يخص أمراض الكلى والممارسة المناسبة لمكافحة انتشار مرض القصور الكلوى المزمن".
ومضى قائلا "نحن نحاول مد جسور التواصل بين الأشقاء، وأن يكون هناك حضور مستمر للمؤتمرات التى تقام فى مصر، وأن يأتوا للمشاركة فيها وتقديم المعلومات التى يمكنهم تقديمها عن النشاط المتعلق بالممارسة الكلوية فى إثيوبيا، ونحن نقوم بهذا النشاط مع دول أخرى، حيث كنا فى السودان مؤخراً للقيام بنفس المهمة تقريبا مع أشقائنا فى السودان، ونحاول فعل ذلك مع كل الدول التى يمكن التواصل معها، ونحاول تنمية التخصص فى مجال الكلى، ويكون هناك تواصل فيما بيننا وبينهم عن طريق حضور مؤتمرات ودورات تدريبية مستمرة، وأن نتبادل الزيارات معهم ونتبادل المحاضرات والأبحاث والمسح الطبى لمدى انتشار القصور الكلوى وأسبابه وبالتالى نحاول بحث أنسب السبل للوقاية من أمراض الكلى، ونحن نقدم خبراتنا فى هذا المجال، ونهتم بالذين يمارسون سبل الوقاية من القصور الكلوى المزمن، وما يشغل اهتمامنا هو معرفة الأمراض التى تؤدى إلى القصور الكلوى، وأنسب سبل علاجها، وتأخير الوصول إلى القصور الكلوى المزمن والوقاية منه".
وتابع د.جمال سعدى قائلا "إنه كان هناك تفاعل من الإثيوبيين ومشاركة واهتمام بمعرفة أنسب سبل العلاج.. وإن رد الفعل كان إيجابياً من الجانبين، فنحن شعرنا بسرور لأننا تواجدنا معهم، وهم شعروا بالسرور لتواجدنا معهم وظهرت أفكار جديدة للتواصل المستمر".
وقال إن الشركات المنظمة ستدعو عدداً لا بأس به من الأطباء الإثيوبيين إلى المؤتمر السنوى للجمعية المصرية لأمراض الكلى، وسنسعى من أجل تواجدهم معنا فى الأنشطة المتخصصة فى مجال الكلى التى تقوم بها الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى، بما فى ذلك الاهتمام بالغسيل الدموى وزرع الكلى، وهناك اتفاقيات على إعداد دورات تدريبية للتعليم وإعطاء درجات تخصصية فى مجال الكلى، مثل درجة الزمالة المصرية فى أمراض الكلى التى تقدمها وزارة الصحة، ويمكن تطبيق ذلك فى إثيوبيا ويمكن أن يشارك فيه عدد من الأطباء فى إثيوبيا".
وذكر د.جمال سعدى أن اللقاء شارك فيه سبعة من الأساتذة الأطباء المصريين المتخصصين فى الكلى وجراحة المسالك البولية، وكان من بينهم خمسة من الجمعية المصرية، وإنهم من مختلف الجامعات فهناك د.هانى حافظ من قصر العينى، ود.طارق الباز رئيس الجمعية الحالى من جامعة الأزهر، ود.حسين شعيعش من جامعة المنصورة، ود.وليد مسعود من جامعة عين شمس".
ووصف الرئيس المنتخب للجمعية اللقاء بأنه كان مثمرا جداً، قائلا إن تشخيص المرض يختلف من منطقة أخرى، وبالتالى تختلف طرق العلاج، وأن اللقاء يعتبر أول لقاء تواصلى بين مصر وإثيوبيا فى مجال أمراض الكلى، وأن بعض الشركات المهتمة بمجال الكلى تنظم هذه اللقاءات، وبعض هذه الشركات تهتم بالغسيل الدموى وأدوية العلاج، وهناك شركات أدوية وشركات أجهزة ترعى هذه اللقاءات".
وأردف قائلا "إنه تم الاتفاق على حضور مجموعة من الأطباء للمؤتمر السنوى للجمعية، وتتضمن الخطة عقد لقاءات أخرى فى إثيوبيا.. وإن لقاء أديس أبابا كان إيجابياً ومثمراً جداً من الجانبين لفائدة وأهمية هذا التواصل، ونحن كممثلين لشعوبنا فإن اللقاء مهم، وكمتخصصين فإن هذا التواصل له معنى أعمق، ومن المؤكد أن العلاقات ستكون طيبة لأن تلاقى الشعوب وتعاونها يكون مثمراً ومفيدا على المدى الطويل، وأن الشغل الشاغل للجمعية المصرية هو التواصل مع أهلنا الذين يلقون رعاية أقل سواءً داخل مصر أو خارجها، ولذلك نقوم بإعداد دورات تدريبية وعملية للأطباء هناك، ونسعى من أجل استمرار التواصل وتبادل الخبرات لتحسين الخدمة وتقديم أكبر خدمة ممكنة لأهلنا سواء فى مصر أو خارجها.
وأشار د.جمال سعدى إلى أن أسباب قصور الكلى بوجه عام يمكن أن ترجع إلى استخدام المضادات الحيوية بطريقة عشوائية، وعدم علاج الأمراض المزمنة من ضغط وسكر والتهابات حساسية الكلى، وقال إننا نناقش أفضل سبل العلاج والوقاية من هذه الأمراض وتقليل تطور المرض، وإن الغسيل الدموى هو المرحلة المتأخرة إذا فشلنا فى حماية الكلى من التدهور، والهدف من هذا الغسيل هو إزالة السموم أو زرع الكلى، وهناك وسائل متطورة من خلال استخدام الخلايا الجذعية لتحسين وظيفة الكلى فى المراحل المبكرة، ولكن ذلك مازال فى إطار التجارب والأبحاث.
ومن جانبه، فإن د.طارق الباز أستاذ الأمراض الباطنة والكلى بطب الأزهر والرئيس الحالى للجمعية المصرية لأمراض الكلى أكد رؤية الجمعية فيما يتعلق بالتعليم الطبى المستمر فى مجال الكلى، قائلا "إن هذا هو ما نقوم به فى الجمعية منذ عامين، حيث نقوم كل ثلاثة شهور بإعداد دورات تدريبية للأطباء فى المناطق النائية بمصر، وتضمن الدورة حوالى خمسين طبيباً ونستعين بوزارة الصحة فى استقدام هؤلاء الأطباء، وبعد ذلك فكرنا فى مد نشاطنا إلى خارج القاهرة وننزل إلى المناطق الأشد احتياجاً لذلك فى صعيد مصر، وهذا يكون له فائدة عظيمة، ونظراً لهذه الفائدة فكرنا فى مد هذا النشاط إلى خارج القطر وللبلاد المجاورة لنا فى منطقة حوض النيل".
وقال "إن المبادرة هنا جاءت من الجمعية، لأن هذه المنطقة منطقة مهمة، ففيها السودان وإثيوبيا ويجب أن تكون العلاقات بينهما طيبة جدا، وهناك مصالح مشتركة بين هذه الدول، ونحن فى مجالنا يمكن أن نخدم فى ذلك، وإثيوبيا دولة تنهض بنفسها فى مجال أمراض الكلى، وقد وجهنا إليهم الدعوة للمجئ إلى مصر لحضور مؤتمراتنا ودوراتنا التدريبية، وبذلك فإننا نساعد فى مجالنا الأطباء الإثيوبيين، ولقينا ترحيباً منهم، وقد تغيرت أفكار كثيرة ولابد أن يستمر التعاون".
وأضاف قائلا "إنه كان هناك تفاعل علمى راقى جداً خلال اللقاء، وشعرنا بامتنانهم لنا، وتم فى اللقاء إجراء مناقشات علمية فى مجال الكلى، وكيفية منع تقدم مرض قصور الكلى لكى لا يصل إلى مرحلة فشل كلوى نهائى، وتناولنا موضوع الغسيل الدموى، وكانوا يحتاجون لمعرفة معلومات كثيرة، وكان هناك حوار مفتوح، وحصلوا على نسخ المحاضرات واستفادوا من الحوار الحر المفتوح، وكان اللقاء مثمرا جدا للجانبين، فقد حققنا هدفنا وهو التواصل مع الإثيوبيين ونساعدهم وإعطائهم انطباعاً جيدا عن المصريين وإننا على استعداد للمساعدة بما لدينا من إمكانات ولانبغى من وراء ذلك سوى إظهار حقيقة المصريين للإثيوبيين من خلال مجالنا".
واختتم الرئيس الحالى للجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى تصريحاته لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، بقوله "إن هذا اللقاء كان بمثابة دورة تدريبية لأطباء شباب يريدون تعلم المزيد فى تخصص أمراض الكلى، وهذا التخصص - تخصص بكر عند الإثيوبيين، وهم يحتاجون إلى كل الدعم، وقد جئنا إليهم لكى نعلم من يريد العمل فى مجالنا".
الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى تشارك فى لقاء علمى مع أطباء إثيوبيين
السبت، 22 فبراير 2014 10:18 ص