ممارسات جماعة الإخوان المسلحين على مدار تاريخها الذى يعود إلى أكثر من ثمانية عقود من الزمان أكد أنها لا تؤمن بالدولة ولا بالوطن، فكانت مواجهة الأنظمة والشعوب لها واضحة، بسبب تلك الممارسات التى تبنت نهج العنف الذى تشهد عليه بلادى مصر عبر تاريخها.
فقد كشفت الجماعة عن نفسها بأنها جماعة نرجسية تسعى للاستئثار بالحكم رغبة فى توسعاتها الفكرية والمكانية، ولو كانت على حساب الشعوب والأوطان، مما كان سببا فى خروج الشعب المصرى ضدها فى ثورة 30 يونيو، التى جسدت الرأى الشعبى المستقر على رفض تلك الجماعة ونظامها، حتى كانت الأحداث التى تلت ذلك التاريخ كفيلة بمزيد من الحكم على الجماعة بأنها ليست فقط تتبنى العنف، وإنما الإرهاب بكل عناصره، وهو ما أكدته العمليات الإرهابية التى شهدتها بلادى مصر خلال الفترة الأخيرة، والتى تخدم فى كل أحوالها جماعة الإخوان المسلحين.
وأفرزت تحركات وممارسات الجماعة رفض الشعب المصرى، بل والشعوب العربية وأنظمتها لها، حتى إن بعض الأنظمة التى ظنت خطأ أنها باحتوائها للعناصر الإرهابية تحمى نفسها ومصالحها شرورهم، وتيقنت أن احتواءهم ضد مصالحها، فبدأت تلفظهم هى الأخرى لتبقى الجماعة عناصر وقيادات ملفوظة مكروهة من جانب الشعوب والأنظمة العربية على حد سواء.
وأصبحت الحالة التى تعيشها الجماعة فى الوقت الراهن أشبه بجماعة شتات تبحث عن وطن بعد أن كفرت بوطنها الأم مصر، ومارست ضده الترهيب والتخريب على السواء، فهى تسعى للبحث عن وطن غير أن الأوطان الأوروبية لن تأويها هى الأخرى.
وإذا كان سعى الإخوان للبحث عن وطن فهو ليس من باب الرغبة فى الأمن والأمان، الذى تسعى إليه البشرية عامة، وإنما من باب البحث عن مكان لتمارس من خلاله التدبير لمزيد من الترهيب والتدمير لمصر، وفقا لمخططات تلك الجماعة الإرهابية.
ومع كل تلك المحاولات لن تفلح جهود الإرهاب فى الوصول إلى وطن، فالإرهاب لا وطن له، ولن يقبل به المسالمون الآمنون، وسوف يستمرون فى مكافحته حتى يتم استئصال شأفته، وقد قدم أبناء بلادى مصر نموذجا وما زالوا يقدمون فى رفض الإرهاب ومطاردته، فكان موقف الشعب المصرى من إرهاب تلك الجماعة، والذى استقبلته أنظمة أخرى بالرفض، كان كفيلا بأن يقدم حكما عالميا على رفض إرهاب تلك الجماعة، وهو الحكم الذى بدأت تستشعره الأنظمة الأخرى التى تعترف، ولكن على استحياء بإرهاب تلك الجماعة، وضرورة التخلص منها سواء بالوجود أو بآثار الممارسات الإرهابية لها.
وطالما استمرت الجماعة فى غيها فسوف تطاردها كراهية الشعوب العربية والعالمية كافة، ومن قبلها الشعب المصرى العريق، ولن تجد لها وطنا يحميها بعد أن كفرت بوطنها الأصلى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة