ناصر عراق

متى نقتل عسكرى المرور؟

الخميس، 20 فبراير 2014 04:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا سرت فى شوارع القاهرة وتأملت عسكرى المرور ستكتشف كم نحن بارعون فى تعذيب البشر، فالواحد من هؤلاء العساكر المساكين يقف فى قلب التقاطعات طوال ثمانى ساعات محاولا قدر استطاعته تنظيم مرور السيارات التى تنهمر فى الشوارع من كل اتجاه بشكل جنونى وعصبى. ولأن الغالبية العظمى من قائدى هذه السيارات حصلوا على الرخصة بالطرق المشبوهة التى نعرفها أنا وأنت، فلا علم لديهم بقوانين القيادة ولا آدابها وفنونها وذوقها، وبالتالى تتراكم فى نقاط التقاطع السيارات «فوق بعضها» وتعلو أصوات الأبواق من الغاضبين والمتعجلين، فيجد عسكرى المرور نفسه فى مأزق مخيف، فلا هو يملك السلطة لردع المتجبرين، ولا هو قادر على فك عقدة السيارات المتشابكة!.
إن جميع الدول الكبرى والصغرى تقريبًا أزاحت عسكرى المرور من الطرقات، واستبدلت به كاميرات المراقبة التى توضع فوق الإشارات لترصد كل مخالف، لكنهم فى هذه الدول علموا الناس قوانين القيادة وآدابها، وأعادوا تخطيط المدن القديمة بما يتوافق مع هذه القوانين، كما راعوا عند تشييد المدن الجديدة أن تكون الشوارع وتقاطعاتها ممهدة لتفعيل تلك القوانين المرورية، لكن عندنا، وللأسف الشديد، أهمل مبارك ونظامه الغبى ضبط الشوارع، والمدن الجديدة التى أنشئت - 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة على سبيل المثال - لم تتم مراعاة القوانين الحديثة فى المرور عند تخطيط شوارعها، كما أن وزارة الداخلية فى عهد العادلى كانت مرتعا للفساد فبمبلغ زهيد تحصل على رخصة القيادة دون أن تُختبر أو حتى تعرف كيف تقود سيارة!.
من المفارقات الحزينة أن وجود عسكرى المرور يذكرنى براعى الغنم، فهو يشير بيده للسيارات أن تقف أو تتحرك، مثلما يفعل الراعى مع غنمه، ولا تنس الشارد أو الهائم! وهى صورة بائسة ليتنا نتخلص منها وندخل العصر الحديث. لاحظ أننى لم أتحدث عن المشاة وهم بالملايين، وتلك مأساة أخرى تفنن نظام مبارك فى تعذيبنا بها!.
اذهبوا إلى دبى وتعلموا من أهلها كيف يخططون المدن وشوارعها، وكيف ينظمون المرور فى مدينة تستوعب 2 مليون سيارة يوميًا (القاهرة مليون و300 ألف سيارة)، ولا نرى فى شوارعها عسكرى مرور واحد!.
ترى.. متى نقتل عسكرى المرور.. لنرحمه.. ونرحم أنفسنا؟.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة