"إذا كانت إسرائيل ترغب بفتح صفحة جديدة حقا فى علاقاتها مع تركيا، عليها ألا تكتفى بالاعتذار الهاتفى المتردد، كما فعل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وإنما استغلال ساعة المصالحة كفرصة تاريخية لرد الجميل للشعب التركى، على "الواحة الوحيدة للقبيلة التى كانت كل البلدان الأخرى بالنسبة لها بمثابة جحيم"، هذا ما يكتبه الكاتب الإسرائيلى ديمترى شوماسكى، فى مقال له اليوم الخميس بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية حول موضوع الأزمة التركية – الإسرائيلية، على خلفية الهجوم على سفينة مرمرة وقتل تسعة من ركابها الأتراك.
وقال الكاتب الإسرائيلى فى مطلع مقاله بالعبارة التى كتبها المفكر اليهودى زئيف جابوتنسكى، فى مقالة نشرها فى صحيفة "أوديسكا نوفوستى" فى فبراير عام 1909، والتى وصف من خلالها ما كانت تعنيه الامبراطورية العثمانية بالنسبة لرعاياها اليهود طوال مئات السنين، معتبرا أنها كانت "الواحة الوحيدة" بالنسبة لهم مقابل جحيم كل الدول الأخرى.
وأضاف شوماسكى أن مستوى العداء لتركيا فى إسرائيل بعد قضية سفينة مرمرة، يشبه مستوى الجهل فى كل ما يتعلق بالماضى المشترك بين الأتراك واليهود، الذين لا تتجاوز معرفتهم للأتراك مسألة رفض تركيا التى سيطرت على الأراضى الفلسطينية، منحها لهرتسل.
وقال شوماسكى إن الفرصة المواتية للمصالحة بين البلدين تشكل فرصة مناسبة لسد الفجوة فى الذاكرة الجماعية الإسرائيلية حول نقاط التلاقى بين الأتراك واليهود على مسرح التاريخ.
وأضاف الكاتب الإسرائيلى: "فبينما يذكر الإسرائيليون جيدا، طرد اليهود من إسبانيا، عام 1492، لا يتذكرون أن الدولة التى فتحت أبوابها أمامهم فى تلك السنة، دون أن تجهز لهم معسكرات اعتقال، كانت تركيا العثمانية، ومنذ ذلك التاريخ وعلى امتداد أكثر من 400 سنة، شكلت الإمبراطورية العثمانية ملاذا آمنا للاجئين اليهود من أوروبا المسيحية، ومن ثم فى 1541 ملاذا للاجئين من بوهيميا ومورافيا، ثم فى 1555 ملاذا ليهود إيطاليا، وبعدها فى 1593 ملاذا للناجين من مذبحة بوخارست، ثم فى 1688 ليهود هنجاريا، وفى القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ملاذا ليهود كل الدول المسيحية الجديدة، التى لاحقت اليهود، وبعدها فى 1881 و1884 و1892 و1903 ليهود روسيا القيصرية".
وعدد شوماسكى محطات أخرى تم خلالها فتح أبواب الدولة العثمانية أمام اليهود، مشيرا إلى تنكر كتب التعليم الإسرائيلية لهذه الحقائق، وتركيزها بالذات على رفض السلطان عبد الحميد الثانى السماح بالاستيطان الصهيونى.
وأنهى شوماسكى مقاله قائلا: إن السيطرة العنيفة على سفينة دولة اجنبية خارج المياه الإقليمية، وقتل 9 من ركابها أثناء محاولتها كسر الحصار المفروض على شعب محتل، هو عمل وحشى لا يشرف أى دولة، وعندما يتم هذا الأمر من قبل دولة الشعب الأكثر ملاحقة بين الشعوب، ضد دولة لا يمكن المبالغة فى دورها التاريخى برفاهية هذا الشعب المطارد، يصبح الأمر مثيرا للخجل بشكل خاص".
كاتب إسرائيلى يدعو بلاده للاعتراف بفضل "الدولة العثمانية" على اليهود
الخميس، 20 فبراير 2014 12:45 م
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو