صفحة الوفيات فى الصحافة المصرية هى منجم معلومات عن الأنساب والأحساب، تكشف الامتدادات العائلية والوظائف الحالية، كما أنها لا تخلو من درجة من درجات التفاخر، فليس كل نعى تتم كتابته ابتغاء الإعلان عن الوفاة فقط، ولكن السلم الاجتماعى يبدو واضحًا فى ذلك، ولنا ملاحظات فى هذا الشأن أهمها:
1 - إن بنط الكتابة يعكس حجم الإمكانات المادية للراحل الكريم، بل إن مربعات العزاء تعكس فى حجمها درجة ثراء الناعى وحجم اعتزازه بمن يعزيه.
2 - إن نسبة الأشقاء المسيحيين فى مساحات النعى فى الصحف تبدو غالبة، ففى «الأهرام» مثلاً نجد أن نسبة إعلانات وفياتهم أكبر بكثير من نسبتهم العددية.
3 - يظن البعض أن من لم تنشر «الأهرام» نعيه لم يمت، وأنا أعترف شخصيًا أننى أبدأ قراءة «الأهرام» من صفحة الوفيات لا إقلالاً من شأن باقى الصفحات ولكن رغبة فى التعرف على من استأذنوا فى الانصراف، ورحلوا من حياتنا حتى بدون استئذان!
4 - إن القدر المتاح من المعلومات فى صفحة الوفيات يبدو كاشفًا عن أمورٍ قد لا تكون متاحةً فى العلن، فلو كان الخصم يرصد المعلومات التفصيلية لكل ناعٍ فسوف تتوفر لديه حصيلة قد تتعلق بالأمن القومى ذاته، خصوصًا إذا كان الراحل وأقرباؤه ممن يعملون فى «القوات المسلحة» أو «مجلس الدفاع الوطنى» أو «الشرطة».
هذه ملاحظات عابرة عن صفحةٍ مهمة تقلص حجمها بعد ثورة 25 يناير، لأن إعلانات التفاخر قد تراجعت، كما أن كبار المسؤولين الذين كانت لهم التعزيات قد اختفوا عن مسرح الحياة العامة أيضًا.
د.مصطفى الفقى يكتب: صفحة الوفيات.. نمط الكتابة فى هذه الصفحة لا يخلو أحيانا من التفاخر.. القدر المتاح من المعلومات بها يكشف تغيرات كثيرة فى مصر
الخميس، 20 فبراير 2014 08:54 ص
مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة