على مدى السنوات الأربعين الماضية..

الفاو: هبوط نصيب الفرد من المياه لدى بلدان شمال إفريقيا بنسبة الثلثين

الخميس، 20 فبراير 2014 05:17 م
الفاو: هبوط نصيب الفرد من المياه لدى بلدان شمال إفريقيا بنسبة الثلثين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO
كتب عز النوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO أن ندرة المياه هى واحدة من قضايا الأمن الغذائى الأكثر إلحاحاً التى تواجهها بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقى "NENA" إذ يقدّر أن توافر المياه العذبة فى الإقليم ستتراجع بنسبة 50 بالمائة بحلول عام 2050، يتأهب وزراء الزراعة وكبار المسئولين فى المنطقة لبحث هذه القضية فى الاجتماع الذى ستعقده أعلى هيئة رئاسية للإقليم لدى منظمة فاو.

وقالت الفاو فى بيان لها اليوم الخميس، إن المشاركين فى أعمال المؤتمر الإقليمى 32 للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، لدى منظمة "فاو"، الذى سيعقد أعماله خلال الفترة 24 إلى 28 فبراير، يزعمون فى طرح مبادرة إقليمية جديدة حول ندرة المياه أطلقتها المنظمة لدعم بلدان الإقليم الأعضاء فى العمل على تحديد استراتيجيات وسياسات وممارسات ترمى إلى استنباط حلول مستدامة فيما يخص ندرة المياه ومشكلات الأمن الغذائى المرتبطة بها.

وأضافت "الفاو" أنه على مدى السنوات الأربعين الماضية، هبط نصيب الفرد من توافر المياه العذبة لدى بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بنسبة الثلثين، مما أضرم المخاوف أيضاً إزاء تدهور نوعية المياه وتأثير تغير المناخ،وتضيف الاتجاهات الديموغرافية للنمو السكانى مزيداً من الإلحاح إلى هذه الوضعية، إذ يقدَّر نقص التغذية المزمن على صعيد الإقليم بنسبة 11.2 بالمائة قياساً على التقارير التى غطت الفترة 2010 - 2013، وفى وقت يتواصل فيه معدل التزايد السكانى بنسبة 2 بالمائة، أى بما يقرب من ضعف المعدل العالمى.

وتبع بيان "الفاو" تستهلك الزراعة والأنشطة الأخرى المرتبطة بالقطاع أكثر من 85 بالمائة من الموارد المائية الفعلية، وكذلك من الرى والمياه الجوفية، بينما يتوقَّع أن ينمو الطلب على المنتجات الزراعية وسط ازدهار المناطق الحضرية وتوسعها، وزيادة الصادرات.

وقال الخبير عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، لدى منظمة "فاو" أن "الزراعة يجب أن تحتل موقعاً مركزياً فى استجاباتنا إزاء التحدى المتمثل فى ندرة المياه بإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، باعتبار القطاع ليس فقط أكبر مستخدم على الإطلاق للمياه فى المنطقة، بل وأيضاً لأنه عامل جوهرى للبقاء على قيد الحياة والصمود على المدى الطويل، وأيضاً نظراً إلى قيمته المضافة التى تبلغ 95 مليار دولار أمريكى فى الاقتصادات الإقليمية".

وأضاف مسئول المنظمة: "وحتى إن أحرز الإقليم تقدماً كبيراً خلال العقدين الماضيين فى تطوير قدرات استخدام المياه وتخزينها، فلا يزال هنالك الكثير من العمل الذى يتعين القيام به للنهوض بكفاءة استخدام المياه فى الزراعة، وصون نوعية المياه، والتصدى للتحديات المرتبطة بتغير المناخ".

وتابع أنه من المتوقع أن يقدم المشاركون فى المؤتمر الإقليمى توجيهاتهم بشأن مجالات العمل ذات الأولوية، مثل تحسين الحوكمة والنهوض بالمؤسسات، وإسماع صوت المزارعين عالياً مع غيرهم من أصحاب الشأن غير الحكوميين، وتدعيم كفاءة استخدام المياه، سواء داخل الحدود الوطنية أو عبرها.

جدير بالذكر أن أكثر من 60 بالمائة من موارد المياه التى تستخدمها بلدان الإقليم يأتى من خارج الحدود الوطنية والإقليمية.

وأشار البيان أنه بالفعل شرعت ستة بلدان فى الإقليم (مصر، والأردن، والمغرب، وعمان، وتونس، واليمن) بالمرحلة التجريبية للمبادرة الإقليمية بشأن ندرة المياه، التى أطلقتها المنظمة أولاً فى حزيران 2013، من خلال النظر فى الوضع الحالى لتوافر المياه واستخداماتها وإمكانيات زيادة الإنتاج الزراعي، مع تحديد ومفاضلة الخيارات بالنسبة للإمدادات الغذائية مستقبلاً سواء بمقياس التكاليف الاقتصادية أو الاحتياجات المائية، وأيضاً بحث أداء الإدارة المائية والزراعية والسياسات ذات الصلة، وشئون الحوكمة والقضايا المؤسسية.

والمزمع أن يشجع العمل المنجز فى إطار المبادرة، البلدان المعنية على الاستفادة من قصص النجاح فى المشروعات المنجزة لدى البلدان الأخرى، للنهوض بإدارة.

واستخدام موارد المياه الفعلية من الأمطار، ونظم الري، والمياه الجوفية عبر تطبيق نُهُج مبتكرة على النحو التالى، والتوصل إلى إجماع واسع فيما يخص جدول أعمال الإصلاح المائى بين جميع أصحاب الشأن المعنيين، الإقرار بأهمية دور المزارعين فى دفع عجلة التحوّل فى استخدامات الموارد المائية وأساليب إدارتها إشراك القطاع الخاص بوصفه المحرّك الفعلى لسلسلة القيمة الغذائية والمورِّد لأحدث التقنيات المتاحة، إقامة شراكات ذات منحى يستند إلى إجراءات العمل وتحقيق النتائج تطوير أدوات للقياس الملموس للنتائج، وجمع الأدلة لدعم عمليات استصدار السياسات وصنع القرار ويُعقَد المؤتمر الإقليمى المنتظر للشرق الأدنى وشمال إفريقيا فى الأسبوع المقبل، تحت شعار "نحو إقليم ينعم بالأمن الغذائى وقادر على المجابهة"، كأول لقاء موسع فى سلسلة من الاجتماعات التى ستتلو خلال عام 2014 لمناقشة عمليات المنظمة فى أقاليمها الخمس.

ويتناول جدول أعمال المؤتمر الإقليمى للشرق الأدنى، أيضاً حالة الأغذية والزراعة فى المنطقة، والقضايا ذات الصلة مثل فاقد الأغذية وخسائرها والهدر الغذائى على طول سلسلة الإنتاج إلى الاستهلاك، وتعزيز المساواة بين الجنسين، والنظر فى غير ذلك من النُهُج والمقترحات لتحسين آفاق التنمية الزراعية والريفية على صعيد الإقليم.

وتجتمع المؤتمرات الإقليمية لدى منظمة "فاو" مرة كل سنتين، لتجمع بين وزراء الزراعة وكبار المسئولين من البلدان الأعضاء فى المنطقة الجغرافية المعنية وبحث التحديات التى تتجاوز الحدود الوطنية وغيرها من القضايا ذات الأولوية المتعلقة بالغذاء والزراعة، وتضم اجتماعات المؤتمر الإقليمى للشرق الأدنى وشمال إفريقيا على مدى ثلاثة أيام، كبار خبراء منظمة "فاو" من 24 إلى 26 فبراير، ويعقب ذلك اجتماع وزارى رفيع المستوى بتاريخ 27 و28 فبراير.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة