إبراهيم العسيرى: المشروع النووى المصرى يغطى ‏تكاليفه فى 5 سنوات

الخميس، 20 فبراير 2014 02:17 م
إبراهيم العسيرى: المشروع النووى المصرى يغطى ‏تكاليفه فى 5 سنوات العالم النووى المصرى إبراهيم العسيرى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد العالم النووى المصرى إبراهيم العسيرى أن المشروع ‏النووى لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه بمصر جاهز وينتظر قرار القيادة السياسية، مشيرا إلى ‏أنه سيغطى ‏تكاليفه فى أقل من خمس سنوات فقط من الوفورات التى يحققها من فارق تكلفة ‏الوقود النووى عن تكلفة الغاز ‏الطبيعى والبترول، ولن يضيف أى أعباء مالية على الدولة فى ‏تمويله، كما أنه يلتزم بأعلى مواصفات الأمان.‏

وقال: "لابد لمصر من الاعتماد على الطاقة النووية فى إنتاج الكهرباء مدعومة بمحطات ‏‏الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وجميع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.. وهذا يحقق تنويع ‏مصادر الطاقة وتأمينها ‏وهى سياسة إنتاج الكهرباء التى تتبعها كل دول العالم".‏‎ ‎

وأضاف: المشروع يمثل البديل الأساسى الوحيد والمتاح لتلبية الطلب المتزايد لتوليد الكهرباء ‏وتوفير الطاقة لمصر وتلبية ‏احتياجاتها التنموية والاقتصادية والاجتماعية فى ظل نضوب ‏مصادر الطاقة التقليدية، مشيرا إلى أن "استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء فى مصر، ‏مدعوما بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بات مسألة حياة أو ‏موت"‏‎.‎

جاء ذلك فى كلمة اليوم للدكتور إبراهيم العسيرى مستشار وزارة الكهرباء ‏والطاقة وخبير الشئون النووية والطاقة‎ ‎أمام منتدى الطاقة المصرى بعنوان "الطاقة النووية فى ‏مصر والعالم" الذى نظمته اليوم الشركة القابضة لكهرباء مصر والشعبة القومية لمجلس الطاقة ‏العالمى.‏

وقال العسيرى ‏إن الطاقة النووية المنطلقة من الانشطار النووى لليورانيوم تبلغ حوالى 2500000 مرة الطاقة ‏الناتجة من احتراق نفس الكتلة من الكربون، كما أن الطاقة النووية المنطلقة من الاندماج ‏النووى للديوتيريوم تبلغ حوالى ‏‎400‎‏ مرة الطاقة الناتجة من الانشطار النووى ‏لذات الكتلة من ‏اليورانيوم. ‏

وأوضح أن عدد المفاعلات النووية الفعالة فى العالم إلى أول فبراير الجارى بلغ 438 ‏مفاعلا، وهناك 71 آخرين تحت الإنشاء.

وحول جدوى محطات القوى النووية وحتمية استخدامها فى مصر، لفت العسيرى إلى أنها توفر ‏لمصر سلاح الردع بالمعرفة، وتمثل البديل الأساسى الوحيد المتاح، مشيرا إلى رخص تكاليف ‏إنتاج الكهرباء من المحطات النووية مقارنة بأنواع المحطات الأخرى لإنتاج الكهرباء، مؤكدا ‏أن المحطات النووية من أنظف وسائل توليد الطاقة وأقلها تلويثا للبيئة.‏

وأوضح أن متوسط الجرعة التى يتعرض لها الشخص العادى من المحطات النووية‎‏ أقل 10 ‏آلاف مرة من متوسط الجرعة السنوية من الإشعاع فى الطبيعة وتقل مائة مرة عن الإشعاعات ‏النووية ‏المنبعثة من تشغيل المحطات المدارة بالفحم، لافتا إلى أن المحطات النووية تنتشر فى ‏العالم فى أماكن مزدحمة بالعالم كما أنها تمثل مزارا سياحيا، وهو ما يؤكد أنه‎ ‎ليس هناك أى ‏مبرر للتخوفات من الإشعاعات النووية المنبعثة من تشغيلها. ‏‎

ولفت إلى أنه رغم ذلك فإن المشروع النووى المصرى يراعى أعلى مواصفات الأمان، وقال إن ‏‏"متطلبات الأمان تحتم وجود منطقة عازلة خالية من السكان يتراوح نصف قطرها من مركز ‏المحطة النووية ما ‏بين 6ر1 كم و3 كم، وللاعتبارات الخاصة بمصر والبنية الأساسية ‏اللازمة فى حالات الطوارئ فقد رؤى أن ‏تكون تلك المنطقة فى حدود 3 كم وتقع كلها داخل ‏أسوار الموقع المحدد بالقرار الجمهورى الخاص بالمحطة".‏

وأشار العسيرى إلى محاولات إسرائيلية لعرقلة المشروع النووى المصري، ونقل عن دافيد إرنست ‏برجمان ‏مدير لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية ومؤسس البرنامج الإسرائيلى لتطوير الأسلحة ‏النووية‏ قوله "توجد طاقة نووية واحدة لا اثنتان"، وعن آمنون شاحاك ‏رئيس الأركان الإسرائيلى ‏الأسبق قوله "كل الوسائل مقبولة لحرمان الدول العربية من القدرات النووية".‏

وحول أساليب إسرائيل لإعاقة البرنامج النووى المصرى، قال العسيرى: "على المستوى المحلى، ‏تتحرك إسرائيل معتمدة على شبكة من المصالح المباشرة وغير المباشرة من مافيا الأراضى ‏‏على 3 محاور رئيسية هى: ‏الهجوم على الطاقة النووية والزعم بأنها ملوثة للبيئة وأن دول ‏العالم تتراجع عن استخدامها، والتشكيك فى صلاحية موقع الضبعة لإنشاء محطات نووية رغم ‏الدراسات المستفيضة التى أجريت عليه من ‏أواخر السبعينيات، والتشكيك فى نزاهة وأمانة ‏العاملين فى الهيئات النووية".‏‎

وأكد أنه آن الأوان كى تحقق الدولة حلم مصر الذى طال لعشرات السنين وأن تحرم إسرائيل ‏من تحقيق ما تريد، وأن تحد ‏من ثراء مافيا الأراضى على حساب مصلحة الوطن والذين ‏سيكونون أول من يغادر السفينة حين تغرق لو تحقق ‏مخططهم.‏‎ ‎

وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية، لفت العسيرى إلى أنه لا يمكن الاعتماد عليها كبديل عن الطاقة ‏النووية لإنتاج ‏الكهرباء ولكن يعتمد عليها فقط كمصدر طاقة إضافى بجانب الطاقة النووية ‏ومكمل لها للعديد من الأسباب منها أن الطاقة الشمسية ليست طاقة كثيفة، كما أن عمليات ‏الصيانة لمحطات الطاقة الشمسية مكلفة للغاية. ‏

وقال إن تكلفة إنتاج الكيلوات ساعة من الطاقة الشمسية يزيد بأكثر من أربع مرات عن تكلفة ‏إنتاج الكيلوات ساعة من ‏الطاقة النووية، مع الأخذ فى الاعتبار تكاليف تكهين المحطة النووية ‏بعد انتهاء عمر تشغيلها الافتراضي، ‏وتزيد بأكثر من ضعف تلك المنتجة باستخدام طاقة ‏الرياح أو الغاز الطبيعى، وتزيد بأكثر من 8 مرات من تلك المنتجة من المساقط المائية.‏‎ ‎

وأوضح أن معدل حوادث الوفاة لكل 1000 ميجاوات ساعة من استخدام الطاقة الشمسية يزيد ‏حوالى عشر مرات عن تلك الناتجة من استخدام الطاقة النووية، ويزيد بحوالى ثلاث مرات عن ‏تلك الناتجة عن استخدام طاقة الرياح، وإن كان يقل حوالى عشر مرات عن تلك الناتجة عن ‏استخدام الغاز الطبيعى.

ولفت إلى أن الدراسات تشير إلى أن محطات الطاقة ‏الشمسية أكثر أمانا من المحطات المدارة ‏بالفحم غير أنه من المؤكد أنها أخطر بكثير من محطات الطاقة النووية حتى فى عام وقوع ‏حادثة مفاعلات ‏فوكوشيما اليابانية بسبب الزلزال والتسونامى الذين لم يحدث فى مثل شدتهما ‏قبل ذلك فى تاريخ اليابان.‏

وقال العسيرى إن المساهمة العالمية للطاقة الشمسية تبلغ حوالى 02ر0 فى المائة فى توفير ‏احتياجات الكهرباء مقارنة بمساهمة الطاقة ‏النووية التى تبلغ أكثر من 16 فى المائة، مشيرا ‏إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية رغم توفر سطوع الشمس بها وبمعدلات أعلى من مصر فى ‏بعض المواقع، فإنها تأمل ‏أن تصل بنسبة مساهمة الطاقة الشمسية بها إلى 10 فى المائة ‏بحلول عام 2025، والولايات المتحدة ‏الأمريكية بها 104 محطات نووية تساهم بحوالى 20 ‏فى المائة فى تغطية احتياجاتها من الكهرباء، حسب إحصائيات الأول من فبراير 2014، ‏بالإضافة إلى محطة نووية واحدة تحت الإنشاء.

كما أن روسيا، وهى أول دولة على مستوى ‏العالم فى احتياطى الغاز الطبيعى، تبنى حاليا 10 محطات نووية فى آن ‏واحد.‏‎ ‎

‏وفيما يتعلق بالتكاليف الناجمة عن تأخير المشروع النووى المصرى، قال العسيرى إن تأخير ‏المشروع النووى لعام واحد يكلف الدولة خسارة تعادل تكلفة بناء محطتين نوويتين قدرة كل منها ‏‏1200 ‏ميجاوات كهربائي، وذلك فقط من فقدان الوفر الناتج عن استخدام الوقود النووى بديلا ‏عن الغاز الطبيعى والبترول ‏وبدون حساب الخسارة الناتجة عن تصاعد الأسعار وتسرب ‏الكوادر المدربة.‏

وقال العسيرى "كفانا خسارة تزيد على 200 مليار دولار بسبب تأخير تنفيذ المشروع خلال فترة ‏الثلاثين عاما من نظام الحكم ‏السابق"، ونوه بأن ‏التكاليف الكلية لنقل المشروع إلى موقع بديل ‏تبلغ حوالى 26-50 مليار دولار ‏بالإضافة إلى إهدار ما تم إنفاقه على موقع الضبعة، وفقدان ‏التميز فى التعاقد مع الموردين، وفقدان الريادة فى المنطقة.‏

وفيما يتعلق بمشروع منخفض القطارة لتوليد الكهرباء، قال إن جميع الدراسات ‏‏السابقة أثبتت عدم جدواه، مشيرا إلى أنه سبق رفضه مرتين، وأن المهندس الإنجليزى ‏جون بول الذى قام بأول دراسة لهذا المشروع عام 1927، وكان رئيسا لهيئة ‏المساحة، كتب ‏فى نهاية الدراسة "واحسرتاه.. لأن المياه المالحة لو دخلت إلى المنخفض لتسربت إلى أسفل ‏‏منطقة الدلتا، وهو ما سيؤدى إلى تمليح التربة.. ربما بعد أعوام قليلة عشرة أو عشرين سنة".‏‎ ‎








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة